المأساة والسعادة في صورة واحدة.. كيف يحتج شاب سوري على الدمار؟
كتبت-دعاء الفولي:
لا يترك نضال التوبة حدثا في الوطن العربي إلا ويتابعه، تستفزه التفاصيل، تدفعه لينتج أعمالا فنية؛ يدمج صورة لطفلة تهرب من جحيم سوريا مع أخرى لبابا نويل، تُكمل الصورتان بعضيهما في التصميم، لكن المعنى متناقض تماما، يسخر الشاب من العالم، ومما يفعله رؤساء الدول أحيانا، يضع المآسي جنبا إلى جنب مع الرفاهية ليخبر الناس أن الحياة ليست عادلة.
منذ عدة سنوات يعيش التوبة في ألمانيا، جاء الشاب -الفلسطيني السوري- من سوريا كلاجئ وبدأ العمل في أحد المطاعم الإيطالية، لكنه لم يتنازل عن هوايته في مجال الجرافيك ودمج الصور، ظلت الهواية سرية، حتى قرر نشرها للعلن قبل عام.
"مع بداية التظاهرات الفرنسية ضد ماكرون، شعرت بالاختلاف الضخم جدا بين مظاهرات سوريا بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام وبين التظاهرات التي حدثت في فرنسا واختلاف تعامل قوى الشرطة الفرنسية مع المحتجين"، بعدها نشر التوبة أول عمل له عبر موقع الصور إنستجرام "كنت متخوف من ردود فعل الناس على هيك أعمال، لكن لقيت تفاعل كبير من الناس فكملت".
يُركز التوبة في صوره على الوطن العربي بشكل أساسي "عدد كبير من الناس لم تعد تهتم لصور الحرب والقتل والدماء والدمار، أصبحت تمر مرور الكرام عند أي صورة من سوريا او فلسطين أو اليمن، لذا أريد أن أجعل أي شخص يتوقف أمام أعمالي ويتذكر المأساة الموجودة حتى الآن"، من اليمن، العراق، سوريا وغيرها صنع الشاب المحتوى الخاص به.
دمج الصور ليس بسيطا، يتعامل الشاب مع محتوى صادم، ولم يزل يتذكر أكثر الصور المأساوية التي عمل عليها "كانت صورة لطفل سوري أُخرج من تحت الأنقاض شهيدا، ودمجت صورة الطفل بصورة طفل آخر يضحك وينظر للأعلى"، بالإضافة لذلك، فإظهار التناقض بين الصورتين يتطلب بحثا كبيرا من قبل التوبة "أحاول العمل لساعات طويلة لأصنع صورة تتكلم كل اللغات ويفهمها الجميع بنظرة واحدة. والصعوبة الأكبر أني لا امتلك جهاز كمبيوتر وأعمل فقط على الموبايل".
يعرف التوبة معنى أن يكون المرء لاجئا، أن يضطر لترك وطنه ليبدأ من جديد أو يعيش في المخيمات "لذلك بتمنى المجتمع الغربي يعرف أن هناك مأسآة المتواجدين في المخيمات والمهاجرين والجرحى والأيتام والجوعى، لا داعي فقط للتركيز على السلاح والمسلحين ومحاربة داعش".
فيديو قد يعجبك: