لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الاستفتاء.. "رضا" يستعيد الذكريات مع مدرسته الابتدائي

03:01 م الإثنين 22 أبريل 2019

رضا كامل يستعيد الذكريات مع المدرسة

كتبت- إشراق أحمد:

بينما يدخل الناخبون للإدلاء بأصواتهم ويخرجون سريعًا، أخذ رضا كامل يسير على مهل، يتلفت يمينًا ويسارًا، يمعن النظر في المكان كأنما يتفقده، حتى وصل إلى لجنته داخل مدرسة ميت عقبة الابتدائية، وما إن خرج بعد التصويت فعل الأمر ذاته؛ الاستحقاقات الانتخابية واجب وطني بالنسبة لرضا لكن قدومه إلى المدرسة يحمل في نفسه ذكريات تعود به قبل 60 عامًا، حينما كان طفلاً في المرحلة الابتدائية.

لم يفوت رضا دعوة للذهاب إلى الانتخاب أو الاستفتاء "بروح من أيام مبارك"، لكن منذ 2014 تغير حاله، بعدما أصبحت لجنته الانتخابية في مدرسته الابتدائية "بقيت كل مرة باجي يمكن مش عشان الانتخابات لكن عشان الذكريات في المدرسة"، يشير بيديه ناحية الفناء "مكنش كل ده موجود. ده كان كله رمل. كنا بنلعب هنا".

يحفظ الرجل الستيني تفاصيل المكان؛ ذلك المبنى كان طابق واحد قبل أن يصبح ثلاثة، هنا درس الصف الأول الابتدائي، وفي ذاك صعد لطوابق أخرى وأكمل صفوفه حتى السادس. ارتبط رضا كثيرًا بمدرسته، حتى أنه أحيانًا كان يتعمد المرور جوارها "عشان أشم ريحة زمان"، لهذا حينما سنحت له فرصة دخولها وقت الانتخابات اكتملت سعادته.

يبتسم رضا بينما يتذكر "شقاوة" الصغر في المدرسة، يشير مرة ثانية إلى الفناء مستعيدًا شغفه بكرة القدم، وانتهازه فرصة قرب مدرسته من القلعة البيضاء، ليخرج أوقات المباريات مع رفاق يسميهم "سعيد الشيشيني وجمال سالم" ليسترقون المشاهدة، فينهرهم الأمن المتواجد، وذات يوم تلقفهم شخص، يستعيد وصفه "كان طويل وعريض وقف يقول لنا تعالى يا ابني أنت وهو عايزين إيه"، فيخبرونه عن رغبتهم، ويرد عليهم "وهتقولوا ايه"، فيهتف الصغار "زمالك.. زمالك". وكان ذلك الرجل محمد حسن حلمي، الرئيس الأسبق لنادي الزمالك.

وكما لا ينسى رضا ما يحمله تجاه مدرسته، يتذكر المرة الأولى التي ذهب إليها في انتخابات الرئاسة 2014 "وقتها بكيت من الكتل الخرسانية اللي اتبنت في المدرسة"، تبدل حال المكان، ذهبت عنه رائحة الريحان والورد المزروع في الحديقة، الذي كان يعتني به الطلاب مع "عم حامد" العامل في المدرسة، فيمسكون إبريق الماء ويرونه.

تنساب الحكايات من رضا كلما تقدمت خطواته، على باب المدرسة يشير إلى العقارات المجاورة، فيها سكن بعض أساتذته، الذي يمتن إليهم "كان عندي أستاذ رياضة اسمه محمود الشيخ عمرنا ما مسكنا ألة حاسبة بسببه".

1

يعلم رضا أن كل شيء لم يعد كما كان؛ أدخل أبنائه مدارس أخرى في منطقة المهندسين وليست ما ارتادها، تقلصت حديقة المدرسة ورُميت فيها القمامة، خرج الرجل على المعاش، فيما يتمنى في كل مرة يأتي للإدلاء بصوته أن يلمس تغير الأحوال للأفضل، ينتظر رؤية ذلك في رواتب المعاشات. يعاود رضا الابتسام بينما يغادر المدرسة وتحية القادمين للاستفتاء قائلا "عندي أمل أن البلد تتصلح".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان