لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد أسعار تذاكر "أمم أفريقيا 2019".. مشجّعون: "الكورة مبقتش للجمهور"

08:38 م الثلاثاء 30 أبريل 2019

أرشيفية

كتب- أحمد شعبان:

كان "أحمد السيد" ينوي حضور مباريات المنتخب المصري كافّة في البطولة الإفريقية، التي ستستضيفها مصر في يونيو المُقبل، مسّته فرحة كبيرة حين أُعلن قبل شهور خبر فوز مصر باستضافة وتنظيم البطولة، استعاد مشاهد حماسية للجماهير التي ملأت المدرجات، في نسخة البطولة عام 2006، كان وقتها في المرحلة الإعدادية، لم يتسنّ له الحضور وقتها، انتظر بفارغ الصبر تنظيم مصر للبطولة مجدداً، لذا استاء حين علم بالأسعار التي أعلن عنها اتحاد كرة القدم المصري للتذاكر "الناس كلها كانت ناوية تحضر البطولة، انت كده قفلت في وشّهم الباب"، يقول أحمد.

جدل كبير ثار خلال الساعات الماضية، بعد إعلان اللجنة المنظّمة لمسابقة كأس أمم أفريقيا 2019 - التي تستضيفها مصر في الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو- عن أسعار تذاكر مباريات منتخب مصر في البطولة، التي وصلت إلى 200 جنيهاً لتذكرة الدرجة الثالثة، و400 جنيهاَ للدرجة الثانية و600 جنيهاً للدرجة الأولى و500 جنيهاً للدرجة الأولى العلوية و2500 جنيها للمقصورة الرئيسية، على أن تكون أسعار تذاكر المباريات الأخرى التي لا يلعبها المنتخب المصري كالتالي: 100 جنيهاً للدرجةالثالثة، و300 جنيهاً للدرجة الثانية و500 جنيهاً للدرجة الأولى.

بسبب هذا الأسعار، قرر "أحمد"، 25 عاماً، الاكتفاء بحضور مباراة واحدة للمنتخب المصري، هي مباراة الافتتاح "كنت ناوي أكمّل مع المنتخب للآخر بس بالأسعار دي مش هينفع"، يرى أن أسعار التذاكر المرتفعة ستحرم شريحة كبيرة من الجماهير من حضور المباريات "الناس كلها كانت عايزة تروح وتتفرج، حتى مباريات تانية غير مباريات المنتخب، لكن أنت كده قفلت في وشّهم الباب"، فيما يعتبر بهاء دياب، أن هذه الأسعار المرتفعة ستمنع تكرار مشهد ذهاب الأسر إلى المدرجات للتشجيع، الذي كان مألوفاً في بطولة 2006.

استقبل بهاء الخبر باستغراب ودهشة كبيرين "اللي رايح يتفرج على ماتش هيحتاج هو ومراته وابنه مثلاً حوالي 500 جنيه تذاكر وزيّهم أكل وشُرب، محتاج مرتب شهر كامل عشان يتفرج ماتش"، يقول صاحب الـ23 عاماً، الذي كان قد اتفق مع اصدقائه على حضور مباريات المنتخب في المدرجات "محضرناش بطولة 2006 وكان نفسنا نحضر بس بالأسعار دي مش هينفع"، كانوا ينوون الحضور ضمن مدرجات الدرجة الثانية، بات ذلك مستحيلاً، وفق ما يقول، لذا استقروا خلال مناقشاتهم على أن يشتركوا في أحد الباقات التي تعرض المباريات عبر التليفزيون "بأسعار تذاكر ماتش واحد ممكن نشترك ونتابع البطولة، ده اللي هنقدر نعمله لو الأسعار فضلت كده".

في بطولة أمم أفريقيا 2006، كانت أسعار تذاكر الدرجة الثالثة 20 جنيهاً، و50 جنيهاً للدرجة الثانية، و200 جنيهاً للدرجة الأولى، فيما جاءت سعر تذاكر المقصورة بـ1000جنيه، كما كانت هناك تذاكر مجمّعة لست مباريات بأسعار مخفضة تصل إلى 50 جنيهاً للدرجة الثالثة.

مرّ 13 عاماً على هذا البطولة، تبدّلت وتغيّرت فيها أحوال مصر، وواصلت أسعار السلع والخدمات منحنى صعودها، غير أن بهاء، الذي يعمل أخصائي علاج طبيعي في أحد أندية كرة القدم، يقول إن الزيادة في أسعار تذاكر الدرجة الثالثة من 20 إلى 200 جنيهاً، هي زيادة غير منطقية ومبالغ فيها، بالنسبة إليه "ممكن كانت تبقى بـ80 أو بـ100 جنيه دي زيادة مقبولة والناس مش هتعترض عليها، ولو عايز ترفع خلي المقصورة هي اللي غالية، لكن الدرجة التالتة دي بتاعة الغلابة، بتاعة الشباب والناس اللي عايزة تستمتع بماتش".

كان أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، قد بحث اليوم، مع هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، رئيس اللجنة المنظمة لبطولة أمم أفريقيا، إعادة تقييم أسعار التذاكر وتخفيضها بما يلائم إمكانات جماهير الكرة المصرية، التي تشكل الشاب غالبيتها، ووعد بحل الأزمة التي أضبت الجماهير، مؤكداً أنه "سيعمل على تهيئة الجو المناسب لحضور الجماهير، وسيتدخل فوراً لإزالة أي قرارات أو أزمات ستعيق هذا الهدف"، وفق بيان لوزارة الشباب والرياضة، اليوم.

واتفق "صبحي" مع أبوريدة على إعادة تقييم تلك الأسعار وتخفيضها بما يلائم إمكانات جماهير الكرة المصرية والتي غالبيتها من الشباب، وبالشكل الذي يظهر صورة مصر الحضارية.

في نفس السياق، أكد مصدر باللجنة المنظمة لكأس الأمم الإفريقية 2019، لمصراوي، أن هناك اتجاه لتخفيض أسعار تذاكر مباريات البطولة بنسبة 50 % للشباب تحت سن 25 عاماً، وطلبة الجامعات، أي مقابل 100 جنيهاً، موضحاً أن التخفيض سيكون لتذاكر مدرجات الدرجة الثالثة فقط، ومباريات المنتخب المصري، مضيفاً أن "هناك اقتراح بأن تتحمل وزارة الشباب والرياضة فارق التكلفة من ميزانيتها".

يتمنى أحمد السيد أن تكون أسعار التذاكر في متناول "جمهور الكورة العادي اللي عارف يعني إيه تشجيع"، فيما يأمل أن لا يؤثر ذلك على فرصة عودة الجماهير للمدرجات مرة أخرى، بعد انقطاع دام سنوات في مباريات الدوري المحلي، يتفق معه "محمود محمد"، الذي قرر أن يقاطع البطولة "كنت ناوي آجي من المنيا أحضر ماتش الافتتاح، كده الكورة مبقتش لينا كجمهور"، غير أنه أدرك أن ذلك سيكلّفه كثيراً "هيبقى تعب وسفر ومصاريف كتير والموضوع بقى مستحيل بالنسبالي، هدفع 600 جنيه عشان أشوف ماتش واحد، كثير عليا".

بينما يرى أحمد الأنور، 33 عاماً، أن أسعار التذاكر عادلة، وفي متناول أصحاب الدخول المتوسطة "الناس بتدفع مبلغ كبير بيوصل لـ700 جنيه في حفلات لحماقي وعمرو دياب وغيرهم، ودي بطولة مهمة لازم تطلع بشكل كويس"، حضر أحمد مباراة مصر والسنغال في بطولة 2006، في مدرجات الدرجة الثالثة بـ20 جنيهاً وقتها "وناوي أحضر درجة تالتة برضه البطولة دي، ومينفعش نقارن البطولتين ببعض لأن كل حاجة اتغيرت".

أحمد السيد وبهاء دياب ومحمود محمد، أبدوا تفاؤلاً كبيراً حين علموا بتدخل وزير الرياضة لحل الأزمة، وإعادة النظر في أسعار التذاكر والاتجاه لتخفيضها "لو الأسعار قلّت الناس هتملى المدرجات في كل الماتشات مش بتاعة المنتخب بس، والموضوع مش هيكون حكر على فئة معينة من الجمهور"، فيما يعلّقون آمالاً كبرى على أن يمر تنظيم البطولة بهدوء وسلام، يسمح بعودة سيرة الجماهير المصرية مع المدرجات كما كانت سلفاً.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان