في الأوبرا.. "لمة العيلة" أمام أوركسترا النور والأمل للكفيفات (صور)
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
لم يبدُ الحفل عاديًا للحاضرين؛ لا نوتة موسيقية ترتكز أمام العازفات، ولا يقودهن مايسترو. في ساحة الهناجر أحيى أوركسترا النور والأمل للكفيفات حفل الليلة السادسة من برنامج "هل هلالك" الذي
ينظمه قطاع شئون الإنتاج الثقافي، الخميس الماضي. لم يخلُ مقعدًا واحدًا، في صمت جلس الأطفال قبل الكبار يستمعون لما يقدم، ينظر نبيل السيد بدهشة، لأول مرة يرى الرجل الستيني الفريق "حاجة تشرف" يقولها بينما يحطيه أبنائه وأحفاده.
على المسرح؛ كانت فاطمة فؤاد تتأهّب للحفل، تُخرج آلة الفلوت من حقيبتها، تتلمّس معالمها، تخبر رفيقتها منذ 20 عامًا أن حفل اليوم مهمًا كما الحفلات التي مضت، فيما تتفقد مروة سليمان آلة الكمان، بجوارهن استقرت 36 فتاة أخرى من أوركسترا النور والأمل، يُجربن آلاتهن في حماس، تتقاطع أصوات آلات النفخ، الإيقاع والوتريات، ورغم مشاركتهن في حفلات عدة داخل دار الأوبرا، إلا أن لذلك طابع أكثر دفء.
في مقدمة المقاعد اتخذت الدكتورة آمال فكري، رئيس مجلس إدارة جمعية النور والأمل، مكانها؛ تتفاعل مع العازفات كإنها تستمع لهن لأول مرة، يدهشها الحضور "العرض ده مختلف عن كل اللي بنقدمه
لإنه الدعوة عامة ومفتوحة للجمهور عكس الحفلات المقفولة"، ما بين الكبار والصغار تناثر الحاضرون على المقاعد، تلقي مؤسسة الأوركسترا نظرة عليهم "أجواء تليق برمضان، كإننا عيلة كبيرة جايين نتبسط سوا بالمزيكا".
قبل 50 عامًا تشكل أوركسترا النور والأمل، قدم أول عرض له في دار الأوبرا القديمة، كان يضم حينها15 فتاة فقط، وبعد مرور نصف قرن تبّدل حال المكان كذلك الفرقة التي اتسعت لتشمل قرابة أربعين عازفة؛ بينما صار لهن جمهور كبير "إن ميبقاش في كرسي فاضي ده في حد ذاته يبسطنا".
في زي موّحد، كان لافتًا وجود صِغار يجلسون في دائرة على الأرض، يستمعون لما يقدم من الأوركسترا من مدرسة واحدة جاء الطلاب الذي يبلغ عمر أكبرهم سن العاشرة، تحكي شيماء سعد، منسقة مبادرة "بالشباب نقدر" وأم لثلاثة أطفال من الحضور "بنحاول نعمل رحلات مختلفة للأولاد عشان يشوفواتجارب جديدة".
شارة حمراء تلتف حول قمصان بيضاء اللون تميز وجود الطلاب، لأول مرة يحضرون عزفًا موسيقيًا أمامهم، يكتشفون كيف تُصدر الآلات صوتًا حين تمرر عصا عليها، أوالنفخ داخل جوفها "حابين يتفرجوا يعرفوا يعني إيه أوبرا ويعني إيه مسرح، ويتفرجوا على فرقة بتعزف قدامهم".
تتوالي المقطوعات التي تعزفها الفتيات، يتنقلن بين 15 مقطوعة تبلغ مدة كل منهما قرابة دقيقتين، كما يحكي دكتور محمد سعد باشا، مايسترو الفرقة، بدءًا من الشهر الكريم استعدت الفتيات للحفل "مبنوقفش برنامج التدريبات، على طول لازم نكون شغالين"، على أنغام عمر خيرت، راجح داوود وأبو بكر خيرت، تنوعت المعزوفات إضافة إلى مقطوعات من التراث الموسيقي العالمي.
رحلة امتدت نصف قرن بدأها الأوركسترا، تمر أمام مؤسسته في كل مرة يقدمن عرض حفلًا جديدًا داخل الوطن أو خارجه "سافرنا 26 دولة عرضنا فيها"، ينبهر كل من يستمع لهن في الخارج، كيف برعت فتيات فاقدات البصر في عزف موسيقى كلاسيكية دون أن تضع أمامها نوتة موسيقية، تذكر فكري كلمات الثناء التي سمعتها "دايمًا يتقالنا برة إن الأوركسترا معجزة إنسانية"، لكنها تشعر بحلاوة تلك الكلمات في كل مرة تقدم عرضًا مفتوحًا داخل البلاد، حين تنتهي الفتيات من عزف مقطوعة فيليها تصفيق حار من الحضور.
فيديو قد يعجبك: