بالصور- لمدة عام.. رحلة البحث عن زوجة للكلب "ليو"
كتب- محمد مهدي:
أحيانًا لا يرى الناس ما تراه، تتحدث عن شيء بحماس شديد فيتعجبون، تنشغل بتجربة ما فلا يصل لهم قيمتها أو المغزى من ورائها، ذلك ما عايشته السيدة "نهلة لمعي" التي قضت عامها الأخير في رحلة بحث طويلة عن زوجة لكلبها الصغير -صاحب الفصيلة النادرة- "ليو"، تُطلق ندائها في كُل مكان علها تجد "كلبة" ملائمة دون فائدة حتى الآن "الموضوع مش تسلية ولا وقت فاضي، هو محبة لخلق الله، إحنا كائنات أرقى لازم نهتم بباقي المخلوقات" تقولها نهلة قبل أن تسرد قصتها مع الكلب "ليو" صاحب الـ"باسبور" الروسي والفرنسي.
منذ عامين، كانت السيدة الخمسينية تعيش في منزلها وحيدة، لم تكن مُحبة لتربية الكلاب "بضايق بس لما أشوف حد بيأذيهم في الشارع" قبل أن تعرض عليها صديقة الحصول على كلب روسي صغير بشرط عدم إهماله "لما شوفته حسيت إني اتعلقت بيه، وقررت أجرب "وإحنا ماشين لقيته بيعيط، أدركت أد إيه دي كائنات وفية وبتحب أصحابها" خلال الأيام التالية تعلمت كيفية التعامل معه والاعتناء به، كطفل صغير عاملته حتى صار مع الوقت رفيق دائم في الأيام الحلوة الصعبة "وتربية ليو مش مُكلف زي ما الناس متصورة، أنا مش مليونيرة، متطلباته بسيطة جدًا".
بعد أشهر اكتشفت "نهلة" حاجة "ليو" للزواج "كنت بكشف عليه والدكتور قالي لازم يتجوز" تصورت للحظة الأولى سهولة تلك الخطوة "افتكرت إن الموضوع بسيط ومش محتاج جهد كبير" اتجهت أولًا إلى العيادات البيطرية "سألت على فصيلة مشابهة عشان التزاوج، بس لقيت إن مفيش كتير منه في مصر" تركت أرقام هاتفها وباتت تتصل على فترات قصيرة للتأكد من وصولهم إلى كلبة من نفس الفصيلة "لكن دايمًا الرد مش لاقين حد بالمواصفات بتاعت ليو".
في أحاديثها مع الأقارب والمعارف والأصدقاء، صار زواج "ليو" موضوعًا رئيسيًا في تلك الجلسات "نصحوني بجروبات كتيرة على فيسبوك خاصة بالحيوانات" التقطت صورة أنيقة للكلب الصغير، نشرتها على "الجروبات" رفقة شهادة للمنشأ ونوع الفصيلة مع نداء لمن يُهمه الأمر لمساعدتها "ملقتش استجابة بسبب فصيلته، الموضوع طلع مُعقد" حتى أنها حينما ترى في الشوارع كلاب صغيرة تتجه إلى أصحابها "أشوف نوعهم إيه وأعرض عليهم أحيانًا موضوع الجواز من ليو" لكن أغلبهم لا يستجيب.
من جديد انطلقت "نهلة" إلى العيادات البيطرية، ومن بعدها المستشفيات القريبة من بيتها "وكُل محلات مستلزمات الكلاب والقطط، كنت بسعى بكل طاقتي" عند مرور أشهر دون الوصول إلى حَل بدأت في التخلي عن الحصول على كلبة من الفصيلة نفسها "قولت لو لقيت أي زوجة من أي فصيلة بس مناسبة لليو هوافق على طول" يُبدى أصدقاء سخريتهم من هذه الاهتمام "تربية حيوان كأنك بتزرع في بيتك، هل الناس اللي بتشتري سماد وتسقي الزرع كل يوم دول غلطانين؟" لا يفهم الكثير حالة الدفء التي صنعها الكلب الصغير في المنزل "لما بكون زعلانة بيحس بيا وبحكيله، هو عامل زي الطفل الصغير" لا تشعر بالوحدة في وجوده.
خلال رحلة البحث تعرضت السيدة الخمسينية لمواقف عدة من بينها الطريف وبعضها صعب "مرة حد من قرايبي شاف كلبة شبه ليو بالظبط، جري ورا أصحابها، وكلمني فرحني، بس اكتشفنا إنه ذكر" تضحك بينما تذكر الواقعة "ومرة تانية ناس عرضت عليا إنهم هيساعدوني في الموضوع، بس طريقتهم كانت مريبة، أنا أتعاملت معاهم بحدة وطلعوا في الأخر نصابين" بينما عرض عليها الكثيرين شراء كلبة من أجل "ليو" لكنها ترفض "أنا مشترتش ليو، وضد الإتجار في الحيوانات عموما".
لم تعثر نهلة حتى الآن على فُرصة لزواج "ليو" لكنها لم تترك نفسها لليأس "الأمل بيِقل لكن قولت هدي نفسي فُرصة سنة كمان في التدوير" ينصحها البعض بإجراء عملية للكلب "لكن بستحرم، هدور أكتر الفترة الجاية وبإذن الله نلاقي" تشعر أن "ليو" يستحق الكثير من المحبة والاجتهاد من أجله.
فيديو قد يعجبك: