إعلان

بـ"صورة".. "سائدة" حضرت حفل تخرجها رغم منع الاحتلال

09:06 م الأربعاء 03 يوليه 2019

طالبة في جامعة بيرزيت ترفع صورة زميلتها سائدة التي

كتبت-إشراق أحمد:

حفل التخرج في الجامعة لحظة منتظرة، لكن سائدة زعارير لم تبلغها رغم أنها الخامسة على دفعتها؛ في الثالث عشر من مارس المنصرف أصدر الاحتلال قرارًا باستبعاد طالبة جامعة بيرزيت الفلسطينية من دخول مكان دراستها ومدينة رام الله بالكامل لمدة أربعة أشهر بدعوى أنها "تشكل خطر على أمن المنطقة".

في الثاني والعشرين من يونيو الفائت، توجه فوج جديد من طلاب الدفعة الـ44 لأقدم جامعة فلسطينية لحضور حفل التخرج، يصعدون على المنصة وسط فرحة الأهل والأصدقاء، لكن سائدة لم تغادر منزلها في منطقة الخليل، واكتفت بمطالعة الصور المتداولة لزملائها، فيما تتملك منها غصة، وهي الحاصلة على تقدير جيد جدا، لكنها تُذكر نفسها بألا تلقي بالا "أعتدنا أن نواجه ما يحاول الاحتلال به التضييق علينا وقهرنا وانتهاك حقوقنا".

منذ التحقت سائدة بجامعة بيرزيت، الواقعة بالقرب من رام الله، وانخرطت في النشاط الطلابي، خاصة في عامها الأخير للدراسة؛ انضمت لكتلة الوفاء الإسلامية المعروفة في الكيان الجامعي، أصبحت عضوا في مجلس اتحاد الطلبة، وتنوع نشاطها بين الخدمات الوطنية والثقافية والصحية وكل ما يصب في نفع الطالب، وهو ما تسبب في استدعائها من قبل سلطات الاحتلال كما تقول لمصراوي.

1

في ذلك اليوم الأربعاء من شهر مارس، توجهت سائدة لجهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وبعد تحقيق معها تسلمت قرار إبعادها عن الجامعة والتواجد داخل المدينة الفلسطينية حتى 13 يوليو الجاري. لم تنصدم دارسة الإعلام رغم أنه الانتهاك الأول المباشر بحقها، فمن تواجد في حرم أقدم جامعة فلسطينينة اعتاد مثل تلك الممارسات.

شهدت سائدة العديد من أفعال الاحتلال داخل الجامعة، بداية من اعتقال زملاء لها، واستبعاد آخرين، فقبل عامين أبعدت زميلتها أسماء قدح لـثلاثة أشهر، وفي اليوم ذاته لحرمانها من دخول الجامعة مُنعت علا طوطح لمدة شهر، بل وصل الأمر إلى تهديد المؤسسات التي تتعاون مع مجلس الطلاب، ومهاتفة المخابرات لزملائهم بشكل عشوائي وتحذيرهم من التعامل معهم ووصفهم بكونهم "إرهابيين" كما تذكر طالبة الإعلام.

استهداف الجامعة الفلسطينية وطلابها البالغ عددهم هذا العام 14.506 ألفًا ليس جديدًا، فحسب الموقع الإلكتروني للجامعة، تعرض المكان للإغلاق 15 مرة ما بين أعوام 1973 و1988، كان أطولها العام الآخير إذ استمر الإغلاق 1571 يومًا وعادت الدراسة والطلاب في 24 إبريل عام 1992، لكن التضييق لم يتوقف.

رغم أن المسافة بين مدينتي الخليل وبيرزيت نحو 50 كيلومتراً، لكن رحلة الوصول إلى الجامعة قد يمتد لـ8 ساعات بسبب الحواجز كما تقول سائدة، وهو ما اضطرها للإقامة في السكن الجامعي حال كثير من الطلاب المقيمين خارج رام الله.
تحملت الطالبة رؤية أسرتها لمرة واحدة شهريًا لأجل لحظة التخرج، لكن الاحتلال لم يكتف بإضاعتها عليها؛ تأثرت دراسة سائدة بقرار الاستبعاد "الغيت برامج التدريب والتطوع التي كنت قد بدأتها في رام الله"، إذ كانت قد بدأت التدريب في في إحدى الصحف والتطوع في مواقع أخرى، فيما أصبحت الآن تسعى لإيجاد فرص بديلة خاصة في مجال التصميم والمونتاج.

2
لم يهون على سائدة اللحظات الثقيلة لغايبها عن حفل تخرجها، سوى أسرتها؛ أقاموا لها حفل في المنزل، سعدت الطالبة وجاءها الدعم الكبير بحمل زملائها صورتها بين صفوف المتخرجين، لمس سائدة الرضا "أن ترى أثرك مازال قائما أمر مفرح"، شعرت أن حضورها "في قلوب الطلاب أجمل وأكمل من حرماني من الوصول إلى حفل التخرج"، فيما بلغت عنان السماء مع رسائل طلاب لم تتعامل معهم مسبقًا، فكانت كلماتهم الأجمل بالنسبة لها على الإطلاق حينما أخبروها "حاضرة رغم أنف الإحتلال".
تعد سائدة الأيام للعودة إلى رام الله، وأبواب جامعتها المحببة، لا يفارقها الحلم والرغبة في التدريس للطلاب في كليتها، ومواصلة البقاء في المكان المصنف ضمن أفضل 50 جامعة عربية وفقا لتصنيف شركة (Quacquarelli Symonds)البريطانية المختصة بالتعليم العالي لعام 2019.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان