لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"صبية وطالبة وأم".. جيران "راعوث" يروون سيرة طبيبة المنيا التي فقدت جنينها

12:37 م الأحد 19 يناير 2020

كتبت – مها صلاح الدين:

تصوير - أحمد السهيتي:

في شارع جانبي متفرع من شارع الريفية الشهير بسمالوط محافظة المنيا، خيم الظلام داخل منزل مطلي باللونين الأخضر والأبيض، هجره سكانه، وتوجهوا جميعا لمعهد ناصر بالقاهرة، ليطمئنوا على راعوث، الطبيبة التي فقدت جنينها في حادث ميكروباص المنيا.

راعوث كانت في طريقها لحضور دورة تدريبية بالقاهرة، برفقة 12 طبيبة أخرى من إدارتي سمالوط والمنيا، وهي في منتصف شهور حمل طفلها الثاني، الذي خسرته بعدما انفجر رحمها نتيجة إصابتها بكسور في عظام الحوض والفخذ، بعدما اصطدم الميكروباص الذي كان يقلهن بسيارة نصف نقل، وأودى بحياة ثلاث طبيبات كن برفقتها، والسائق.

رغم غياب أهل المنزل، كانت سيرة "راعوث" الطيبة حاضرة، في البيوت المجاورة بالدعاء، والحسرة.

داخل أول منازل الشارع، جلست أم محمد على أريكتها البسيطة، تحكي عن تلك الطبيبة الهادئة، التي سكنت وأهلها المنزل المجاور منذ 10 سنوات "ناس طيبين وفي حالهم مشوفناش منهم أي حاجة وحشة".

راعوث صبية

وقتها كان والد راعوث متوفًى، وانتقلت هي وأسرتها، بالإضافة إلى أسرة عمها للعيش في هذا المنزل، الذي يتألف من ثلاثة طوابق. جاءت راعوث إلى الحي صبية، وعرف الجيران أنها فقدت والدها في حادث سيارة منذ زمن بعيد، وكانت برفقته لكنها نجت.

يقول ابن شقيق أم محمد إنه صديق شقيق راعوث، ويحكي عنهم: "عيلة متعلمة ومحترمة، أهم حاجة عندهم العلم.. أخوها صاحبي، وعمها هو اللي رباها بعد ما والدها توفى، وهو اللي العيلة متسمية على اسمه".

تلتقط "أم محمد" منه أطراف الحديث: "كانت شاطرة جدا.. أشطر واحدة في الحي". لم تعتد الصبية الظهور في الحي كثيرًا في صغرها، كانت منكبة في دراستها أغلب الوقت، حتى أن كريم، صبي في الخامسة عشر من عمره، يسكن في البيت المقابل قال "أمي قالتلي انها جابت في الثانوية العامة 103% وكانت من الأوائل".

طالبة الطب

في المنزل المجاور، بدأت مدام فاطمة، التي تمتهن التدريس، تتحدث عن راعوث، التي لم تكن جارتها فحسب، بل كانت زميلة أبنائها بكلية الطب: "كانت مبتبانش في الحي بسبب الدراسة.. من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت". ليس لها أصدقاء مقربون من الجيران بسبب انغماسها الامتحانات بمختلف أنواعها طيلة الوقت، بينما كانت صديقة أبنائها بحكم دراستهم، تساعدهم دائما، لأنها كانت تكبرهم بعام، وتسبقهم في الدراسة.

الطبيبة راعوث

تقول فاطمة إن راعوث لم تشكُ من صعوبة دراستها بقدر ما كانت تشكو من فترة عملها كطبيبة امتياز، لما يسند إليها من مهام "كانت بتتكلف بحاجات الممرضين مبيرضوش يعملوها كل ده علشان تبقى دكتورة".

وبعد انتهاء فترة الدراسة، بدأ تكليفها بالعمل في الوحدات الصحية "شافت الويل.. كانت بتروح وحدات صحية في قرى بعيدة، وكانت بتمسك أكتر من وحدة صحية في وقت واحد.. تعبت جامد ومع ذلك كانت بتحب شغلها".

عروس وأم

تتذكر جارة أخرى تطل من شرفة المنزل المجاور حفل زفاف "راعوث" الذي كان منذ حوالي عامين في إحدى الفنادق الكبرى بالمنيا "كانت زي القمر، هي طول عمرها حلوة وشيك، تزوجت راعوث طبيبا زميلا لها، وأنجبت منه على الفور طفلتها الأولى، وذهبا ليعيشا في منزل قريب من منزل أهلها.

كانت تترك ابنتها يوميًا في الصباح كي تذهب للعمل، هكذا اعتاد أهالي شارع الريفية رؤيتها بشكل شبه يومي وهي ذاهبة وعائدة للعمل، "كانت حامل في نص شهور الحمل لما جالها التدريب ده، سمعنا لما حصل إللي حصل إنها حاولت تعتذر، لكن منفعش"، تقول الجارة بأسى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان