لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد فوزه في عيد الأثريين.. مصراوي يحاور أفضل مُرمم آثار مصري في 2019

03:14 م الأحد 19 يناير 2020

محمد جاد الفائز بجائزة "أفضل مُرمم" عام 2019

حوار- محمد مهدي:

الحصول على التقَدير في مهنتك، والاعتراف بكونك الأفضل هي لحظات تمنحك الكثير من السعادة والثقة، ذلك ما شعر به محمد جاد إخصائي ترميم أثار بالكرنك، بعد حصوله على جائزة "أفضل مُرمم" في 2019، في عامها الثاني خلال عيد الأثريين الـ14، الذي أُقيم منذ أيام في قاعة الاحتفالات بدار الأوبرا المصرية.

الجائزة تُمنح من الدكتور زاهي حواس عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، في حضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار ونُخبة من المسؤولين في المجال، ويُشرف على اختيار الفائزين لجنة تحكيم من كبار الخبراء في عالم الآثار.

مصراوي حاور أفضل مُرمم أثري في 2019، للحديث عن أسباب حصوله على الجائزة، مسيرته في عالم الآثار منذ عام تخرجه في 2007، أبرز الأعمال التي رممها في الأقصر وعدد من المحافظات الأخرى. كما تحدث عن زوجته الداعمة له دائمًا والتي تعمل أيضًا مرممةً للآثار.

كما تحدث جاد لمصراوي عن دوره في ترميم مسلة صان الحجر التي سُتنقل في الأيام المُقبلة إلى ميدان التحرير ضمن أعمال التطوير الأخيرة، أبرز البعثات الأجنبية التي شاركها في ترميم الآثار بمصر، وأيضًا شعوره لحظة إخباره بفوزه بالجائزة.

1

في البداية كيف تلقيت خَبر فوزك بالجائزة؟

كنت استكمل عملي في ترميم مسلة صان الحجر التي ستوضع قريبًا في ميدان التحرير، حينما تلقيت اتصالا هاتفيًا من أحد المسؤولين عن الاحتفالية، أبلغني بفوزي بالجائزة، كانت مفاجأة سعيدة.

ما شعورك خلال تسلم الجائزة في عيد الأثريين؟

"كنت مبسوط، وحسيت إنها حافز للواحد إنه يكمل شغل وهو حاسس بالتقدير، وإن شغله بيوصل للناس".

2

من وجهة نظرك.. ما أسباب اختيارك كأفضل مُرمم في 2019؟

الإجابة بالطبع لدى اللجنة المسؤولة عن الاختيارات، لكن ما أعرفه جيدًا هو شغفي الكبير بمهنتي، تعلقي بترميم الآثار، يمكنني الذهاب خلف الترميم في أي مكان، أشعر بمتعة كبيرة خلال أدائي عملي.

متى بدأت علاقتك مع دنيا ترميم الآثار؟

تخرجت في كلية آداب قسم ترميم بجامعة جنوب الوادي منذ 13 عامًا، وبعدها بـ3 سنوات التحقت بالعمل بوزارة الآثار في ترميم طريق الكباش بالأقصر.

عملت لنحو عام ثم توقف العمل عند اندلاع ثورة يناير، قبل أن أعود مرة أخرى كإخصائي ترميم في معبد الكرنك، ثم استمرت التجربة حتى الأن.

3

حدثنا عن أبرز الأعمال التي رممتها حتى الآن؟

العديد من الأعمال، شاركت في أول عملية لترميم مسلات في مصر "رممنا مسلتين في صان الحجر في مكانهما، ثم تمثالاً لرمسيس التاني في نفس المكان" وعمودين من الجرانيت الوردي، وأيضًا ترميم تمثالين من الجرانيت الأسود في معبد موط بالكرنك.

كما رممت تمثال رمسيس الثاني في معبد أخميم "طوله 12 مترًا، ومكون من 72 قطعة"، تم ترميمه في 3 أشهر، فضلًا عن العمل في المسلات التي تم وضعها في مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية.

4

شاركت مع العديد من البعثات الأجنبية.. كيف كانت التجربة وأهميتها بالنسبة لك؟

بالفعل عملت مع بعثات أجنبية عديدة جاءت من أجل ترميم الآثار في مصر، من بينها البعثة الألمانية خلال ترميم معبد أمنتحتب الثالث في منطقة القرنة بغرب الأقصر، وأيضًا البعثة الإسبانية في مقبرة جحوتي في المنطقة نفسها "بيكون فيه تبادل خبرات وبتعَرف طريقتهم في الترميم".

الجميع ينتظر مسلة ميدان التحرير.. متى نراها في مكانها الجديد؟

الوازرة تولي أهمية كبرى لهذا العمل، وهناك فريق كبير شارك في ترميم المسلة "بدأنا من شهرين في صان الحجر، ثم استكملنا باقي الترميم في منطقة قريبة من الميدان" العمل جارٍ على قدم وساق من أجل الانتهاء من أعمال الترميم، وفي الأيام القادمة ستكون جاهزة للنَقل إلى ميدان التحرير حينما تُحدد الوزارة الموعد المناسب.

هل تحرص على إجراءات مُحددة عند ترميم أثرٍ جديدٍ؟

"لازم أعرف تاريخ الأثر كويس"، القراءة والبحث والتعرف على كافة التفاصيل التاريخية لهذا الآثر، ثم أوثقه بشكل كامل من خلال التصوير والكتابة ورسمه "بصور حالة الآثر، كل قطعة من جميع الأوجه، وبدون مظاهر التلف والعوامل المؤثرة عليه سواء كسرًا أو شيئًا مفقودًا أو تَلفًا متعمدًا".

وما الخطوة التالية للبدء في الترميم؟

بعد التوثيق تبدأ عملية الترميم "في البداية التنظيف الميكانيكي" باستخدام الفُرش وبدون أي مواد كيمائية" في حالة التعثر في الأمر "نلجأ لمواد كيمائية تساعد على إذابة مظاهر التلف" ثم نجرب عمليات تقوية ومن بعدها تركيب قطع الآثر بصورة دقيقة.

5

ماذا تقصد بالتَّلف المتعمد.. هل تقصد نقوش زوار المعابد على الأثر؟

للأسف عندما أعمل على ترميم القطع الأثرية "بلاقي كتابات تذكارية وقلوب وأسهم وأسماء وتواريخ وأحيانًا أرقام تلفونات" يفعلها زوار المعابد والمتاحف سواء من مصر أو خارجها، وأحيانا نجد جزءًا من الأثر ممتلئًا بالدهون والأتربة "ودا بيكون الجعران عشان فيه ناس بتحب تلمسه لما بتشوفه على الأثر" خطأ كبير يجعلني أشعر بالغضب؛ لتعاملهم مع الأثر بتلك الصورة.

ما الموقف الذي لا تنساه مع تلك النقوش التي تشوه الآثار؟

ذات مرة فوجئت بشاب نقش اسمه ورقم هاتفه بصورة واضحة على قطعة آثار، قررنا حينها الاتصال به "قلنا له ممكن نعمل فيك محضر، قالنا إنه من محافظة بعيدة وكان جاي زيارة وصعب نلاقيه"، لا يوجد تقدير كافٍ للآثار من قِبل بعض المواطنين أو الأجانب.

ما تأثير عملك في الترميم على حياتك الأسرية؟

زوجتي دائمًا تدعم خطواتي وتشجعني، فهي تعمل أيضًا في نفس المجال "إخصائية ترميم" وتعرفت عليها خلال عملي في طريق الكباش بالأقصر، تطورت الزمالة إلى صداقة ثم تكللت بالزواج، أنعم الله علينا بطفلين، ونذهب يوميًا بهما إلى الحضانة ثم ننطلق إلى العمل سويًا.

كيف تعمل على تطوير أدائك وأدواتك في مهنة الترميم؟

من خلال الاطلاع الدائم والتعرف على كل ما هو جديد في عملي "البحث عن أحداث الوسائل في الكتُب والإنترنت" بجانب المشاركة في أعمال البحث الأجنبية "كل بعثة اشتغلت معاها ليها طريقة مختلفة، ودا بيساعدني في تطوير شغلي".

6

بعد الفوز بالجائزة.. ما طموحاتك خلال الفترة المقبلة؟

أعمل حاليًا على رسالتي في ترميم التماثيل الفرعونية "كل تركيزي على الرسالة عشان الماجستير" أرغب في تقديمها هذا العام، بجانب ترميم المزيد من الآثار فهي متعتي الأولى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان