لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من صرح تاريخي إلى مسجد الوداع.. قصة جامع العمري بالإسكندرية

09:29 م الأحد 26 يناير 2020

جامع العمري بالإسكندرية

كتبت-هبة خميس:

بعد مقام أبي الدرداء بالمنشية بغرب الإسكندرية بأمتار قليلة، ستميز سيل من الجنازات يمشي بمحازاة شريط الترام ويمر من أمام كنسية سانت كاترين، ثم ينعطف يميناً أمام معهد الدون بوسكو الإيطالي الفني ليستقر أمام مسجد العمري، أو مسجد الوداع في المدينة كما يعرفه الناس.

رغم حداثة بناء المسجد في السبعينات، إلا أن أثريو المدينة ومنهم الدكتور والباحث "إسلام عاصم" أستاذ التاريخ المعاصر والحديث، يرجحون وجوده مكان مسجد قديم على اسم الخليفة عمرو بن العاص وبني خلال الفتح الإسلامي للإسكندرية الذي استمر لثلاثة أشهر حيث استقر معسكر عمرو ابن العاص خارج أسوار المدينة بالقرب من عمود السواري، ومثل أي مجتمع إسلامي احتاج المسلمون لمسجد فبني المسجد القديم الذي لم يتبق منه شيئاً الآن.

إذا استوقفت أي مواطن سكندري لتسأل عن المسجد سيبادرك بـ"البقاء لله " لارتباط المسجد في وعيه بالجنازات. وحين تقترب منه سيسمع صوت إمام المسجد عبر الميكروفون ينظم سير الجنازات التي يمتليء بها العمري كل يوم، ويحصي عددها الذي يصل أحيانا لخمس وعشرين جنازة.

"أنا هنا من طفولتي ومن قبل ما يترمم الجامع و فاكر شكله القديم كويس بس أما اترمم ضاعت ملامحه".. الحج ياسر من جيران المسجد يملك محلا صغيرا لبيع قطع غيار السيارات، ورثه عن والده الذي كان من معارضي الترميم في السبعينات. يحكي الحج ياسر عن الجنازات الشهيرة التي خرجت من المسجد وآخرهم جنازة الفنان "طلعت زكريا" .

"اتعودنا على زحمة الجنازات وصلاة الجنازة كل يوم بس أما الزحمة بتزيد بنقفل المحلات ونمشي لأن الزباين مش هتعرف تيجي من قفلة الشارع، وبنرجع تاني بعد الصلاة أما الجنازات بتروح كلها عالعمود و يرجع المسجد هادي".

في بعض الأيام لن تستطع الاقتراب أو دخول المسجد من الازدحام الشديد للمودعين، أسر حزينة ونسوة متشحات بالأسود، رجال يذكرون الله وأطفال مندهشون من وطأة الحزن. وعقب صلاة الظهر ستبدأ تلك الجموع بالتحرك ناحية المقابر ليستعيد المسجد هدوئه وينفض عنه الوداعات والحزن.

على بعد أمتار من المسجد ومع خط سير الجنازات نصل لمقابر عمود السواري التي تعد من أكبر مقابر المدينة على مساحة شاسعة بأبوابها الكثيرة والباعة الجائلين حولها ويميزها ارتفاعها عن سطح الأرض فتبدو أقرب لتل كبير يعلوه عمود السواري.

ويمتد عمر المقابر لسنوات الفتح الإسلامي. وبسبب علو تلك الأرض، استقر أول معسكر لنابليون فيها ليدرس حدود الإسكندرية قبل دخولها ليستيقظ السكندريون على الجيش الفرنسي محاصراً مدينتهم . وبعد الغزو الفرنسي دفن السكندريون موتى المعارك حول عمود السواري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان