"افتح الراوتر واقفله تاني".. أزمات الدراسة في زمن الأونلاين
كتب- آية الله الجافي:
بينما تستعد الأسر لاستقبال العام الدراسي الجديد، وجد عدد من أولياء الأمور في المدن الجديدة بحدائق أكتوبر ونزهة العبور، والتي تعاني من عدم توافر خدمة التليفون الأرضي، أن التعليم "أونلاين" لا يتماشى مع "الراوتر الهوائي" أو "باقات الموبايل".
تقول ريم وهي أم لثلاثة أطفال في مراحل التعليم المختلفة: "أقل باقة موبايل لطفل واحد ٢٠٠ج ومش هتكفيه شهر، والواي فاي الهوائي بيقطع أغلب أيام الشهر فلغيناه لأنه مش هينفع مع الدراسة".
وتخوفت داليا حسن من تحول التعليم بالتدريج بعد انتهاء جائحة كورونا إلى "تعلم عن بعد" بشكل كامل: "شايفه إن التعليم هيتحول من حكومي لخاص؛ للي معاه فلوس الدروس بس.. طب أنا واحدة متعلمة وبعرف أذاكر لأولادي وهعرف أحمل دروس من النت، طب الأم اللي مش متعلمة هتعمل إيه".
وظهرت المعاناة في جانب آخر عندما تحدثت إحدى الأمهات عن تكاليف علاج ابنتها المريضة بسرطان الدم "بنتي معزولة عن أخواتها الاتنين علشان مناعتها ضعيفة وليها أكل مخصوص ولازم مايه معدنية. وأبوهم شغال باليومية.. يوم معانا وعشرة لأ.. يدوبك الفلوس بتكفي الأكل والشرب.. ولا في إمكانيات ندخل نت ولا ندي دروس خصوصية".
وأضافت أم عمار: " الموضوع مكلف أوي علي الناس بالذات اللي معاهم كذا طفل.. مش كل الناس ولادهم معاهم موبيل وفي بيوت كتير مفهاش غير شاشه واحدة.. الأونلاين ده ينفع فى بلد عندها كل الخدمات مش عندها ناس معدمة وتحت خط الفقر".
وتخشى أكثر الأمهات من أن الدروس الخصوصية ستكون هي الحل الوحيد أمامهم، وتشير إحداهن: "لما كل الناس هتتجه للدروس الخصوصية والسناتر بالذات في مكان مفهوش نت، الدرس هيبقا بديل للمدرسة والعدد هيكون كبير بس الفرق أن التعليم كله هيكون بفلوس".
إلا أن عدد من المُدرسين وطلاب الجامعات اتفقوا أن الإنترنت هو المستقبل، وأن الأجيال القادمة لن ترضى إلا بالتعلم أونلاين لتوفير الكثير من الوقت والجهد ولمواكبة العالم، معتبرين أن كورونا عجلت بالخطوة فحسب.
وتحدثت وفاء هاني إحدى سكان منطقة نزهة العبورعن تقدمها لطلب خط أرضي منذ خمس سنوات دون استجابة حتى الأن: "جهاز العبور وشركة مصر الجديدة للإسكان بينهم مشاكل.. طيب وإحنا ذنبنا أيه؟ وكمان شبكات المحمول في العبور وحشة جدا وأنا عندي ولاد في ٣ مراحل تعليمية.. والنزهة كبيرة أوي وفيها طلاب كتير هيعملوا أيه ومفيش نت؟".
أزمة أخرى يتوقعها أحد الآباء: "المدرس وهو بيشرح أونلاين بيكون عامل زي القطر ماشي وملوش دعوة مين فهم ومين مفهمش والعقليات المتفاوتة خصوصا للأطفال بتحتاج للمتابعة.. غير أن المدرسين أصلا محتاجين يتدربوا على نظام التعلم عن بعد".
حاول بعضهم البحث عن حلول لحين تجاوز الأزمة، فرأت سحر ضرورة توفير باقات موبايل بأسعار رمزية للطلبة تتيح لهم الدخول على البرامج التعليمية فقط: "أنا حتى لو مقتدرة ماديا مش هعمل لأولادي باقات. هيستغلوها في اللعب أونلاين وهتكون حجتهم عايز أشحن علشان أذاكر".
فيما لم تجد أخرى مفرا من وضع خطة استثنائية حال اضطرتها الظروف لعدم ذهاب أبنائها للمدرسة "لو لا قدر الله حصل حالات كورونا في مدرسة ولادي وأضطريت أقعدهم في البيت. والنت هيكون هو الحل في التواصل ومتابعة دروسهم هنأجر شقة في مكان فيه خط أرضي ونت لحد ما الدراسة تخلص، ده حتى الدروس بقت على النت".
تابع باقي موضوعات الملف:
موسم دراسي مضطرب.. التلامذة في مفترق كورونا (ملف خاص)
أحمال زائدة.. كيف يواجه أولياء أمور تقليص الأيام الدراسية في "كورونا"؟
إجازة إجبارية.. أُسر تؤجل عودة أبنائها للمدارس خوفًا من "كورونا"
ليلة المدارس في "الفجالة".. كورونا يُعكر صفو البيع وفرحة التلاميذ
كورونا+ أول سنة تابلت.. كيف يستقبل طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد؟
"خلصنا من الإرهاب دخلنا في كورونا".. طلاب شمال سيناء يستقبلون العام الجديد
"خبطتين في الراس توجع".. حال راسبي الثانوية العامة في "زمن كورونا"
حراس نظافة المدارس.. "الدادات" تستعد لمواجهة "كورونا"
طوارئ كورونا.. كيف تستقبل ممرضات المدارس العام الجديد؟
عودة الجامعات|باقٍ من الزمن 3 أيام.. وافد سوري لم تظهر نتيجته للتنسيق بعد
فيديو قد يعجبك: