"جمهورية العيال".. مشروع كاتب يحلم بـ"جريدة أهرام" للأطفال
كتبت-رنا الجميعي:
عبر صفحات مجلة نور للأطفال بدأت أولى حلقات "جمهورية العيال"، التي يكتبها وائل سعد، تلك الفكرة التي اختمرت داخل عقله منذ سنين، وأصبحت حقيقة الآن، يحاول فيها سعد التواصل مع الأطفال، وفتح أبواب المعرفة لهم.
قضى سعد عمرًا كاملًا في الكتابة للأطفال "بقالي أكتر من 25 سنة في عالم الأطفال"، تنقل الكاتب بين العديد من التجارب، على رأسها شغل منصب مدير تحرير مجلة ميكي، والآن يعمل مديرًا للديسك بالمجلة، تخرّج سعد من كلية الآداب قسم الإعلام، وبعد التخرج بدأ في دخول مجال الكتابة للأطفال "أنا بحب الكتابة للكوميكس"، حتى أنه حصل على أول جائزة له عام 2005 "حصلت على جايزة مهرجان بولونيا لأدب الطفل".
جرّب سعد كل ما يتمحور حول عالم الأطفال؛ أعدّ برامج للأطفال، قام بصناعة تطبيقات، كتب كوميكس، وقصص للأطفال، خلال مشواره العملي أيقن سعد أن عالم الأطفال هو العالم الوحيد بلا توجهات ولا ضغائن "بِتْعامل فيه ربنا وإنسانيتك بس"، حيث يؤمن أن مهمّته الوحيدة هي تعليم الأطفال كيف يصبحوا "بني آدمين بجد".
وفي عام 2017 برزت فكرة جديدة في عقل سعد، وهي جمهورية العيال، كان الحلم كبير جدًا "أعمل مؤسسة موجهة للطفل"، ولأن الأحلام الكبيرة يجب أن تبدأ بخطوات صغيرة، ففي البداية قام سعد بصناعة فيديوهات للأطفال، طورّها بعد ذلك لتصبح محتوى مكتوب، الذي نُشر في مجلة نور للأطفال مؤخرًا، تحت رئاسة تحرير نهى عباس.
متى بدأت الفكرة تُطلّ على بال سعد؟ منذ 2011 وتغير الوضع السياسي في مصر لاحظ الكاتب أن سلوكيات الأطفال في الشارع تتغير، صاروا أكثر عنفًا "قبل 2011 كنت أشوف أطفال في الشارع باروح أنكشهم وأتكلم معاهم"، فيما تجنّبهم سعد بعد ذلك "دلوقت محدش يجرؤ يتكلم معاهم لأن العيال بقت أخلاقها صعبة جدًا"، وحتى الآن يلاحظ سعد أن سلوك الأطفال يتأثر بما يروه في الشارع والتليفزيون "فيه استغلال للطفل في كل حاجة، يعني مفيش فيلم ولا مسرحية الا وفيها ايحاءات جنسية، والأطفال بيسمعوا كل ده"، فلا يوجد فيلم يصلح للمشاهدة العائلية، حتى أنه يفتقد ذلك مع ابنيه، كما لا يجد قناة مصرية موجهة للطفل.
وأخيرًا تمكّن سعد من تحقيق جزء من حلمه عبر صفحات مجلة نور، ظهر أول عدد عليه اسم "جمهورية العيال"، وهو محتوى مكتوب في ثلاثة صفحات، فيه اختار سعد موضوعاته بعناية بالغة، مؤمنًا أن الكاتب الذي يتوجه للأطفال عليه أن يكون أخًا كبيرًا لهم، وليس مُعلمًا، وأول الموضوعات التي كتبها سعد هي "دستور الصغار"، وهو أشبه بباب ثابت يتجدد كل عدد "الهدف منها إني أعرّف الأطفال إنهم مش مجرد رقم في التعداد السكاني"، وأن لهم حقوق "وفي أول عدد كتبت عن حق الحياة"، بقية الصفحات تنوعت بين معلومات بسيطة وكاريكاتير ، مثلما كتب سعد عن وظيفة تدعى "مؤلف أسماء عواصف"، وكان الهدف منها أن يعرف الطفل وظائف متعددة ومختلفة.
عبر العدد يُركّز سعد ألا يستخدم كلمات عربية وقعها ثقيل على الطفل، حيث يكتب بأسلوب سهل يحتوي على الكلمات المصرية ذات الأصل العربي "لأن فيه كلمات عامية عندنا هي أصلاً عربي، ودي هتسهل على الطفل القراية".
لازالت خطوات سعد مُتمهلة نحو حُلمه، لكنه راضيًا إلى الآن بما وصل إليه "أنا مش مهتم بالعائد المادي اللي جاي من الشغل ده"، فالأهم بالنسبة له هو محاولاته المتواصلة نحو توجيه سلوكيات الطفل، فيما يهدف مُستقبلًا إلى توسيع حُلمه "هدفي الأول جمهورية العيال تبقى مجلة لوحدها، وبعدين جرنال، ثم قناة ومؤسسة كبيرة"، مثل جريدة الأهرام لكن لصغار مصر كما يقول "لأن أحنا إذا بنينا الطفل، يبقى أحنا بنينا أب وأم المستقبل".
فيديو قد يعجبك: