لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يكشف: من قال إن الشيشة ممنوعة في كافيهات الجيزة والقاهرة..؟!

03:53 م الإثنين 14 ديسمبر 2020

الشيشة حاضرة في المقاهي والكافيهات رغم قرار منعها

كتب- أحمد شعبان ومحمود عبد الرحمن:

فيديو : عمر هشام

جرافيك: مايكل عادل

الواحدة بعد منتصف الليل، هدوء معتاد يسود محيط المقهى الشهير بمنطقة المهندسين، بينما داخل المقهى القابع أسفل أحد العقارات السكنية بشارع عبدالمنعم رياض، يغلف الدخان الأبيض الذي يطلقه مدخنو الشيشة أروقة المكان، وبينما تمتزج موسيقى غربية مع دندنات الجالسين، يتولى اثنان من عمال المقهى تلبية رغبات المدخنين، كتغيير حجر الشيشة و"ظبطه".

منع الشيشة ومواعيد غلق المقاهي لم تشملهما خطة التعايش مع الوباء التي تطبقها الحكومة تدريجيًا منذ يوليو الماضي، حيث حافظت القرارات الوزارية المتتالية حتى اليوم على منع الشيشة بالمقاهي نهائيًا، وإجبار أصحابها على غلق أبوابها مع دقات الثانية عشرة منتصف الليل، ولا يسمح لها بالعمل بعد هذا التوقيت، هكذا أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بينما الأجهزة التنفيذية والرقابية متمثلة في الأحياء والمحليات تقوى حينًا في رقابتها، وتتراخى أحيانًا في تطبيق هذه القرارات، كما رصدها "مصراوي" في مناطق شعبية عديدة وأحياء راقية بمحافظتي القاهرة والجيزة.

الصورة الأولىيمارس عاملا الشيشة- بالمقهى الشهير بشارع عبدالمنعم رياض بالحي السكني الراقي- عملهما المعتاد بصورة طبيعية وتلقائية، دونما حذر من حملات تفتيشية أو رقابية، كأداء مدير الكافيه الذي لا يبالي بوضع 4 طاولات أمام المقهى؛ ليدخن الجالسون الشيشة التي تتوسط كل طاولة، ويتزايد عددها وفقًا لعدد المدخنين على كل طاولة، ويتفق ضمنيًا العاملون بالمقاهي وروادها على أن تغيير "لي الشيشة"، وتعقيم الأيدي يعد كافيًا؛ لتفادي الوباء أو نقل عدوى "كوفيد- 19"، وذلك على الرغم من أن الشيشة تعد بيئة لانتشار فيروس "كورونا المستجد"، وخطر انتقال العدوى من خلالها مرتفع- بحسب تقديرات وزارة الصحة، التي حذرت من تدخينها، وطلبت التوقف الفوري عن استخدامها- مرجعة السبب إلى أن كل جزء في الشيشة قد يكون مصدرًا للعدوى بالفيروس، وليس "اللي أو المبسم" فقط.

ويتزايد المشهد عشوائية وفوضوية في المناطق الشعبية؛ ففي نهاية شارع ترعة الزمر بمنطقة المنيب بالجيزة، كأن "كورونا" لم يزر المنطقة- بحسب تعبير سالم المنوفي المقيم بجوار المقهى: "الشيشة في القهوة دي زي قبل "كورونا"، وسيلة الوقاية الوحيدة التي يُقنع بها صاحب المقاهي وروادها أنفسهم هي تخصيص مبسمٍ لكل مدخن، "ده كان موجود برضه قبل "كورونا"، ويَفرِش صاحب المقهى الطاولات، وبجوارها الشيشة على الرصيف خارج المقهى في ساعات النهار أو الليل على السواء.

منتصف مارس الماضي، انطفأت المواقد التي تعمل على تحضير وإشغال الفحم بالمقاهي التي يتجاوز عددها 2 مليون مقهى؛ تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء حظر الشيشة بالمقاهي الشعبية والكافيهات، وتضمن القرار الذي صدر لمواجهة وباء "كوفيد-19" فرض غرامات مالية وتطبيق إجراءات إدارية على المقاهي المخالفة، تتنوع بين الغلق المؤقت أو إلغاء التراخيص، قبل أن تتضمن الإجراءات الوقائية إغلاقًا كاملًا للمقاهي والكافيهات لمدة تجاوزت أربعة أشهر، لتعود بعدها لاستقبال 25% من روادها، وبعد أيام رفعت الحكومة نسبة التشغيل إلى 50% من طاقتها الاستيعابية.

الصورة الثانيةتضم منطقتا المهندسين والدقي عشرات الكافيهات التي يمتلكها رجال أعمال ونجوم المجتمع والمشاهير، ولم يكن تجاهل الإجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة لمكافحة الوباء يقتصر على الكافيه الشهير بشارع عبدالمنعم رياض، وإنما يمتد إلى غيره، حيث كانت "الشيشة" حاضرة رغم قرار المنع.

كافيه آخر يقع بأحد الشوارع المتفرعة من شارع البطل أحمد عبدالعزيز بمنطقة المهندسين قدم "الشيشة" بمختلف أنواعها، الحركة هادئة داخل المقهى، والشيشة رفيقة رواد المكان القابع في الدور الأرضي لأحد الأبنية، ولدخوله يتطلب الأمر نزول بضع درجات من السلم، في الداخل يرتدي العاملون كمامات، فيما لا يلتزم بها الرواد، لا قياس لدرجة الحرارة قبل الدخول، بينما يحرص أحد العاملين على تعقيم أيادي القادمين بمعقم بمجرد جلوسهم على المقاعد، قبل أن ينتظر لمعرفة مشروباتهم بعدما أمدهم بـ"منيو".

الصورة الثالثة_1في "المنيو" تحتل "الشيشة" صفحة بمختلف أنواعها، يسأل شابان قادمان للتو "الشيشة عادي؟"، فيجيب عامل الكافيه "آه موجودة، قص وسلوم وفواكه"، يطلب الشابان شيشة لكل منهما، مع مشروب، فيأتي إليهما عامل الشيشة بما طلبا، ثم يذهب؛ ليحضر الفحم من الموقد الموجود في أحد الأركان، يضع الفحم المشتعل، يمسك الشابان "الليّ"، يسحبان "الأنفاس"، فتخرج كمية لا بأس بها من الدخان المشبّع برائحة الفواكه، لكنها تظل حبيسة جدران المكان المغلق، حيث تقتصر التهوية على نافذتين صغيرتين.

الشيشة أو النارجيلة عرفها المصريون في بداية القرن التاسع عشر، وظلت عشرات السنين ‏أداة مزاج للنخبة، قبل أن تكتسب شعبية لدى عوام المصريين.

الجرافيك الأولفي أحد الكافيهات الواقعة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع مصدق كان المكان مزدحمًا. العاملون يرتدون زيًا موحدًا يميزهم، كما الحال في أغلب كافيهات الأحياء الراقية، حريصون على ارتداء الكمامات، زجاجات الكحول حاضرة على الطاولات، والشيشة أيضًا، بضع طاولات خلت منها "القرقرة"، في الكافيه ذي الأسعار المرتفعة.

"حابين تطلبوا شيشة؟".. تخرج الجملة من فم أحد العاملين، بعد أن يستمع لطلبات الزبائن، يبدو الأمر عاديًا، لا مشكلة أو خوف من قدوم مسؤولي الحى أو غيره للتفتيش على المقاهي ومتابعة التزامها بالإجراءات الاحترازية المقررة، كل ما هنالك "إحنا متعودين بنفضل فاتحين في الأغلب لغاية الساعة واحدة أو اتنين بالليل، لكن أحيانًا ممكن ييجي حد ويقولي اقفل 12 بالليل، لكن الشيشة عادي، كل الكافيهات اللي هنا بتقدم شيشة"، حسبما قال أحد العاملين بالكافيه، فيما كان حامل الفحم المشتعل ينتقل بين الطاولات في نشاط؛ لاستبدال الفحم على رأس "النارجيلة".

الجرافيك الثانيلطالما كانت "الشيشة" وصوت قرقرتها من العلامات المميزة للمقاهي والكافيهات على حد سواء، سمة أساسية يبحث عنها الرواد، فيما تُدر ربحًا على أصحاب المقاهي والكافيهات، لا يُعوّض بغيابها، أو بالأحرى منعها، وفق ما يقول أحد العاملين بالكافيه: "أسعار الشيشة عندي بتبدأ من 25 جنيه للقص والسلوم، والفواكه بتبدأ من60 جنيه وبتوصل لأكتر، فمكسبها مهم وأساسي في الكافيه عمومًا"، حسبما برر أحد العاملين.

النظرة نفسها يراها صاحب أحد المقاهي الشعبية بمنطقة فيصل بالجيزة؛ حيث يقدر 70% من مكسب المقاهي من الشيشة، وبدونها يحقق خسائر، ولذلك خصص مكانًا لمن طلبوا شيشة، فيجلسون في مكان خلفي، وتقدم لهم الشيشة، دون أي مراعاة لتطبيق أي إجراءات احترازية، التي يقصُرها عامل المقهى (ويدعى مصطفى) على غسل الشيشة عقب استخدامها قبل تقديمها لزبون آخر.

الصورة السادسة_3يعلم عامل المقهى بقرار منع الشيشة، وكان صاحب المقهى يلتزم به لفترة: "كنا نقدم مشروبات بس ولما حد يسأل على شيشة بقول ممنوع"، لكنه تنازل عن هذا الالتزام "بعد ما كل القهاوي اللي في المنطقة قدمت الشيشة عادي ومحدش اتكلم"، ويقول صاحب المقهى: "أنا أمنع الشيشة عندي وكل المقاهي بتنزلها عادي، لو عملت كدا الزبون مش هيجي عندي، وهيروح للقهاوي اللي فيها شيشة".

هيثم حسين الذي يجلس على المقهى ضمن 11 مليون مدخن في مصر، وفقًا لتقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، عقب قرار منع الشيشة في المقاهي، قرر استبدال السجائر بالشيشة: "شربتها أسبوع بس مش زي الشيشة"؛ ليعود إلى تدخين الشيشة مجددًا، يرى رب الأسرة التي تتكون من 4 أفراد أن تدخين الشيشة على المقاهي من الممكن أن يعرضه لعدوى "كورونا"، مثل ركوب المواصلات ووجوده في العمل، وغيرها من التجمعات اليومية التي يتواجد فيها، لذلك يتعامل بطبيعته.

الصورة السابعة_2قاربت الساعة على الثانية بعد منتصف الليل، والكافيه لا يزال يعمل ويستقبل رواده، وفي الكافيهات المجاورة لم يختلف الأمر كثيرًا، تدب فيها الحركة على إيقاع "قرقرة" الزبائن ومشروباتهم، مخالفة قرارات الإغلاق عند الساعة 12 منتصف الليل ومنع تقديم "الشيشة"، مع تجدد التحذيرات الحكومة من الموجة الثانية من وباء "كوفيد-19" الذي أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد دخولها، وهو ما تظهره الأرقام الرسمية المتزايدة لأعداد المصابين التي تجاوزت 118 ألف إصابة، توفي منهم 6750 حالة.

اقرأ أيضا:

مجدي الجلاد يكتب: بلاغ إلى سيادة الرئيس..!

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان