"سنحيا وبالحب ننتصر".. رسالة عروسين يمنيين للعالم في جلسة تصوير فوق "الأنقاض"

كتبت-دعاء الفولي:

تصوير- هبة أحمد السعيد:

ذاق حمزة مصطفى مرارة الحرب في اليمن، تفرقت عائلته بين مُدن داخل الوطن وغُربة في أراضٍ بعيدة، بات المصور صاحب الـ29 عاما وحيدا في محافظة تعز، حتى قابل رفيقة دربه هنادي أنعم، التقيا قبل 3 سنوات، وبينما تعصف الحرب بأحلام الوطن، قررا البقاء سويا والزواج، فيما كانت جلسة تصوير زفافهما تُعبر عما يعانيه أهل اليمن منذ خمسة أعوام.

قبل عدة أيام، عقد مصطفى قرانه على هنادي، فكّرا كثيرا في اختيار مكان يوثق صور زواجهما "اخترنا جبل صبر في تعز، لنا معه ذكريات جميلة"، كانت المنطقة المحيطة بالجبل أهم متنزه في المحافظة، قبل أن يتم قصفها عام 2015 "من قبل قوات التحالف بسبب وجود حوثيين كما جاءت الرواية الرسمية"، لم تعد المنطقة لعهدها السابق كأماكن كثيرة في تعز "لكن ربما هذا كان سببا آخر لالتقاط الصور هناك.. أن نرسل رسالة للعالم أننا على قيد الحياة وسننتصر بالحب".

كُل مدينة في اليمن تروي ما فعلته بها الحرب، فحسب تقرير نشرته حكومة الإنقاذ في صنعاء عام 2019، يحتاج 75% من السكان مساعدات إنسانية عاجلة، خرجت منشآت كثيرة عن الخدمة، وتوقفت 50% من المنشآت الصحية عن العمل، انتشرت الأمراض على رأسها الكوليرا، وأُصيب أكثر من مليون و200 ألف طفل بسوء التغذية.

لم يسلم حمزة وهنادي من الأذى. فحمزة الذي يعيش في تعز الآن، تقطن والدته وشقيقه في صنعاء "ولا أستطيع رؤيتهم بسبب صعوبة الحركة بين المحافظات والإغلاق"، فيما تدرس شقيقاته الثلاث في فرنسا والهند وكندا "حتى منزلنا القديم على حدود تعز تم حرقه ونهبه"، لم يبق لحمزة في تعز شيئا سوى هنادي، ورغم أن فرحة الزواج منقوصة بسبب عدم وجود عائلته لكن انتشار جلسة التصوير وردود الفعل الطيّبة أثلجت صدر المصور اليمني.

يُفضل حمزة لفظ توثيق أكثر من كونه احتفاء "ربما المواطن اليمني الذي لم يغادر البلد يعرف جيدا ماذا تعني الحرب التي نمر بها وكيف ساهمت البندقية تغير حياة الناس وساهمت من معاناتهم حتى نسينا أن قلوبنا يمكن أن تزهر مرة أخرى".

لم تتوقع هنادي هذا التفاعل "شعرنا فقط أن جغرافية الحرب تحاصر أحلامنا والغد، فوجب علينا أن نُذكّر اليمنيين أن السلام مازال موجودا في ثنايا الحب"، كما تقول الزوجة لمصراوي، فيما لم يخلُ الأمر من منتقدين للصور "يقولون أنها تخالف عاداتنا ولكن لا نرى ذلك"، فكل ما أراده الزوجان أن "نقول للعالم نحن هُنا ونحاول التأقلم مع آلام الوطن".