قطر تكتسي بألوان الزمالك.. كيف استعدت المدرجات والشوارع للسوبر الأفريقي؟
كتب - محمد زكريا:
منذ الثمانينيات، لم يلعب فريق الزمالك الكروي أي مباراة في قطر. كانت فرصة أمام "الزمالكاوية" المتواجدين هناك، لمساندة الفريق الذي يحبونه، والاحتفال معه بكأس السوبر الذي غاب عنه لسنوات، "بقالنا شهر مبنامش في بيوتنا، ننام ساعتين ونكمل شغل"، يقول أحمد جمال، عضو "Zamalek Qatar Fans"، وهي رابطة تجمع مشجعي الزمالك في قطر.
في العام 2014، كان موعد يد الزمالك مع كأس العالم للأندية، ورغم عدم حضور الفريق إلى قطر في النهاية، كان جمال قد اتخذ قراره بتدشين رابطة لمشجعي الزمالك في الدوحة، لتنطلق فعليا في العام 2015 "السنة اللي فريق الكرة خد فيها الدوري والكاس".
بعدما علم أعضاء رابطة "Zamalek Qatar Fans"، بأمر حضور لاعبي الزمالك إلى الدوحة للعب مباراة السوبر الأفريقي، بدأت التحضيرات "عملنا ورشة عمل، وشكلنا لجان؛ لجنة مالية، لجنة تذاكر، لجنة لوجيستي ولجنة سوشيال ميديا؛ تصوير وجرافيك وديزاينر"، قبل أن يُقسم الشباب أنفسهم على مجموعات، ليبدأ التجهيز للقاء، الذي اُختير له ملعب الغرافة القطرى.
تواصل أعضاء "مشجعي الزمالك في قطر"، مع اللجنة الرياضية المسؤولة عن مباراة السوبر، طلبوا عددا من التذاكر، يتولوا بأنفسهم توزيعها، ليحصلوا على ألف تذكرة في النهاية "وزعناهم على الزملكاوية، اللي الناس شافتهم بيشجعوا طول الماتش، من غير ما يهدوا ثانية"، قبل أن ينسقوا مع اللجنة أمر احتفالية تسبق المباراة.
نجحوا في اقتناص كأس السوبر، قبل أن يحصده الزمالك في المباراة، "اتفقنا مع اللجنة المنظمة، وخدنا كاس السوبر يوم عندنا، وعملنا احتفالية بالتزامن مع توزيع التذاكر على الجمهور"، في الوقت التي تجري استعدادات أخرى "لخروج المدرجات بشكل يليق بالزمالك وجمهوره الكبير"، صاحبها إطلاقهم هاشتاج "#السوبر_زملكاوي"، ثقة في قدرة الفريق الأبيض على الفوز.
من وقت تدشين الرابطة، لا يتخلف أعضاءها -والتي وصل عددها لآلاف- عن أي مباراة يكون الزمالك طرفا فيها، في كرة القدم أو رياضة أخرى، كاستقبالهم للاعب اليد حسين ذكي، والذي لعب للأهلي الإماراتي، وشارك معه في كأس العالم للأندية في الدوحة، ومساندتهم للاعب أحمد الأحمر، وقت احترافه بنادي لخويا القطري، وتكريمهم للاعبي الزمالك من زائري البلد الخليجي، وليس آخرا بتنظيمهم لتجمعات "زمالكاوية" لمشاهدة أي مباراة له في مصر أو أي بلد، وأخرى على مائدة طعام.
قبل مباراة السوبر، صمموا "تي شيرتات مخصوصة عشان المباراة"، كان التفضيل في البداية بين أكثر من تصميم، ليرسوا على واحد يعبر عن ثقتهم في اقتناص الزمالك للكأس، أرسلوا التصميم إلى تايلاند، قبل أن يستلموا أعدادا كبيرة من القمصان، وزعوها على الجماهير قبل الدخول إلى الملعب، إلى جانب أعلام الفريق الأبيض، ولا ينتظروا مقابل من وراء ذلك، على العكس "أوقات بندفع مبالغ كبيرة من جيوبنا"، فقط حبا في الزمالك.
قبلها رسوا على "الدَخلة"، وهي عبارة عن لافتات تُرفع في المدرجات مع بدء المباراة، ويكون مرسوم عليها شعارات وجمل، تهدف إلى إيصال رسالة من الجمهور للاعبين، كان التفضيل الأولي لـ"بانر كبير قماش"، لكن رفض الأمن القطري لطلبهم قبل أيام من المباراة دفعهم الاعتماد على "جلاد"، بحيث يرفع كل مشجع لون بعينه، ليبدو مع المجموع صورة أو شعار "وقعدنا نكتب الرسايل ونرسمها في حوالي 3 أيام"، فيما رسوا على الهتافات، التي أطلقت طوال المباراة مشجعة للاعبي الزمالك، الذين حققوا الفوز بثلاثة أهداف، ليحتفل المصريون في قطر "لحد الصبح في شارع الكورنيش".
فيديو قد يعجبك: