وفاءً للنذر.. مواطنون ينتظرون جثمان مبارك أمام المقابر لإلقاء النظرة الأخيرة
كتب - محمود مصطفى ومحمود عبد الرحمن:
على ناصية شارع صغير متفرع من شارع كلية البنات بمنطقة مصر الجديدة، جلست فاتن على "محامية" تترقب سماع أصوات الصافرات العسكرية التي تفيد بوصول جثمان الرئيس الراحل مبارك لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وفاءً للنذر الذي قطعته على نفسها منذ تسع سنوات.
"يوم خطاب التنحي أخدت عهد على نفسي أحضر جنازته" قالتها فاتن، استيقظت مع الضوء الأول لصباح اليوم، جهزت أطفالها لذهابهم إلى المدرسة، واصطحبت شقيقتها من محل إقامتهم بمنطقة إمبابة للاتجاه إلى مقابر مدينة نصر، "قولت هاجي أشوفه ونمشي على طول وكنت فاكرة هلاقي هنا ناس تاني معايا".
كانت تظن أن الحضور سيكون كثيف لتتفاجأ بعد حضورها بقلة الحضور ورفض الأمن مرورها.
على بعد أمتار من فاتن كانت هدى شقيقتها تسأل رجال الأمن الذين انتشروا في محيط المقابر، عن لحظة وصول جثمان الرئيس الأسبق، أخبرها أحدهم: "عقب صلاة الظهر"، توقعت أن تصل إلى المقابر وتلقي النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الأسبق، إلا أن أحد رجال الأمن قاطعها: "ماحدش هيدخل واتفضلوا بعيد".
استنكرت ابنة الـ35 عاما إبعادها وشقيقتها عن مقبرة الرئيس الراحل، "احنا جايين النهاردة نشوفه ليه يتم منعنا"، قالتها في حزن يصاحبه استعطاف كبير لرجال الأمن، أملا في السماح بالدخول، دون جدوى.
"طلعت لقيت مبارك وكنت بحب أوي خطاباته" تقولها هدى الذي لا يتعدى عمرها الـ23عاما، تتذكر خطابه الأخير الشهير والكلمات المؤثرة التي قالها لذا عندما أخبرتها شقيقتها بنية حضورها مراسم الدفن لم تتأخر بالحضور، "نفسي أشوف موكبه ولو مرة".
تركت عملي لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الأسبق مبارك، تقول نسرين طاهر موظفة بمستشفى 57357.
جاءت نسرين إلي مقابر أسرة مبارك بمصر الجديدة حبا في الرئيس الراحل: "أنا سيبت شغلي وجيت من السيدة زينب علشان أشوفه قبل ما يدخل القبر"، مضيفة "ربنا يكرمني وأقدر أشوفه".
ترى نسرين البالغة من العمر 46 عاما أن مبارك كان رمزا ورئيسا لمصر وواجبا علينا كمصريين وداعه، "كان رجل دولة وما كانش بيخيلنا محتاجين حاجة، الـ100 جنيه كانت بتقضينا طول الشهر، وكنا بنبقى مبسوطين".
كانت نسرين أخذت عهدا على نفسها بأن يكون للرئيس حظا من دعائها: "هفضل طول عمري أدعيله بالرحمة واقرأ له قرآن"، مختتمة كلامها: ربنا يرحمك ويغفرلك يا سيادة الريس".
تقول هانم السيد، أحد القادمات للمشاركة في تشيع الجثمان: "ما صدقتش لما سمعت خبر وفاته، وفضلت اعيط، ربنا يرحمة ويغفره".
استيقظت السيدة الخمسينية في السابعة من صباح اليوم الأربعاء، واستقلت تاكسي من منزلها بمنطقة عين شمس، وصولاً إلى المقابر، لتشارك في الجنازة، وإلقاء نظرة الوداع على جثمان مبارك.
تقول السيدة: حب الشعب للرئيس مبارك هيظهر في جنازته، كان نفسي يسمحوا لكل الناس تشارك في تشييع الجثمان، ويدعوله ان ربنا يرحمه ويغفرله".
تابع تغطية خاصة لجنازة الرئيس الأسبق حسني مبارك..(اضغط هنا)
فيديو قد يعجبك: