أحمد يبيع صور مبارك أمام مقبرته: "جيت من القناطر أودعه واسترزق"

كتب - محمود مصطفى ومحمود عبدالرحمن:

بينما كان عشرات لمواطنين في انتظار وصول جثمان الرئيس حسني مبارك إلى مثواه الأخير، في مقابر العائلة بشارع كلية البنات بمصر الجديدة، كان أحمد منصور من ذوي الإعاقة يتجول بين الحاضرين يحمل في يده مجموعة من الصور للرئيس الأسبق "كنت بيبع صوره أيام المحاكمات وإمبارح طبعت شويه علشان أبيعهم النهاردة".

يمتلك أحمد محلا للملابس الجاهزة بمنطقة القناطر الخيرية، إلا أن تأثر حركة البيع والشراء في منطقته في الفترة الأخيرة أجبرته على النزول في مثل هذه المناسبات، "مش أول مرة أبيع صور مبارك وكنت بنزل ابيعها قدام مستشفى المعادي"، يقول أحمد.

لم يكن مقصد الشاب فقط هو طلب الرزق، ولكنه جاء أيضا ليودع الرئيس الأسبق" كنت بحبه وأبويا كان بيحبه وجيت أودعه لأنه يستحق". منذ عام 2012 والشاب يجوب بصور مبارك في كل مناسبة وراء أنصاره ومحبيه "الناس اللى بتحبه ما بتصدق تلاقي فرصة علشان تشتري صوره".

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، استعد أحمد للخروج من منزله بمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، كان الشاب قد اختار صورا لمبارك وهو يلوح فيها بيده لشعبه أثناء فترة حكمه، "اخترت الصور اللى فيها وداع وكأنه بيقولنا مع السلامة".

اتفق أحمد مع صاحب المطبعة على أن يرد له جزء من ثمن الطباعة في مساء اليوم "دفعت جزء من الفلوس، وقولت له لما ربنا يرزقنى بكرة هجيب لك الباقي".

يقول الشاب صاحب الـ29 عاما إن إعاقته لم تمنعه من النزول إلى الشارع لطلب الرزق في أي مناسبة "كنت ببيع أعلام مصر أيام البطولة الأخيرة دي".

يتذكر الشاب لحظات ومواقف لمبارك أثناء فترة حكمه الأخيرة وبعد الثورة" فاكر كويس الخطاب بتاعه لما قال أنه هيمشي بعد 6 شهور".

لم يكن الشاب يعرف عنوان مقابر مبارك، ولكنه علم من أحد أصدقاءه إنها بجوار محطة مترو كلية البنات، وعند وصول جثمان الرئيس انضم أحمد منصور إلى صفوف العشرات من أنصاره والتي انطبعت ملامح الحزن وجههم، يهتف البعض منهم باسمه، ويرفع آخرون صورا للرئيس الأسبق، فيما يردد الشاب "ربنا يرحمك ياريس".