لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خلال موجة الطقس السيء.. ماذا حدث لكلاب وقطط الشارع تحت الأمطار؟

05:50 م الجمعة 13 مارس 2020

ماذا حدث لكلاب وقطط الشارع تحت الأمطار؟


كتبت-رنا الجميعي:

الرفق بالحيوان.. كلمة تبدو أنها كليشيه دومًا، لكنها تُستدعى خلال تلك الأجواء الممطرة، يؤمن الكثيرون أن مساعدة الحيوانات ليست رفاهية، ولكنها جُزء من إيمانهم بإنسانينتهم، وهذا ما فعله البعض خلال موجة الطقس السيء، من ناحية أخرى تضررت ملاجئ الحيوانات بسبب شدة الأمطار.
ضربت موجة من الطقس السيء أنحاء البلاد، منذ أمس الخميس، وقد سُميت تلك الموجة بـ"منخفض التنين"، وقالت الأرصاد إن الموجة ستستمر حتى السبت.
استقبلت صفحة "رفق في القاهرة والجيزة" العديد من المُشاركات والاستغاثات، التي بيّنت حُب المصريين لفعل الخير، وكان "أدمن" الصفحة، شريف مجدي، حريص على توعية الناس مرارًا، مُكررًا جملة "خلي ليك دور فعال على الكوكب"، وبالفعل استجاب العديد من متابعي الصفحة، الذي يصل عددهم إلى 50 ألف.

1

وتعتمد الصفحة بالأساس على فكرة التوعية، حيث يعتقد مجدي أن مهما وصل عدد المتطوعين فلن يُغطي أنحاء البلاد المختلفة، وخلال تلك الأجواء يكثر عدد المُتطوعون والمُتفاعلون مع الفكرة "احنا دلوقت حوالين خمسين متطوع"، ويكمن دور المتطوعين حول "بنلف الأماكن ولو لقينا استغاثة في مكان بنشوف مين الأقرب ويروح يساعد"، وقد غطّى المتطوعون أماكن في محافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم والشرقية.

منذ أمس واستجاب العديد لتوعية حملة رفق، ومن بين المواقف كانت استغاثة أحدهم بوجود كلب مربوط فوق سطح منزل خلال الأمطار، انتشرت الاستغاثة سريعًا حتى أنها وصلت لصاحب الكلب، ويحكي مجدي خلفية الاستغاثة "وطلع إن الكلب عند صديق صاحب الكلب، ومكنش مهتم بيه ورابطه"، وبالفعل تم التواصل مع أحد ملاجئ الحيوان التي أنقذت الكلب.

2
عبر الصفحة رأى مجدي اختلاف تفاعل الناس منذ تأسيس الحملة، في البدء كانت معظم التعليقات سلبية، لكنّ مع الوقت تغيرت آراء المُتابعين "وبقى فيه حالة تكاتف والناس بتحاول تساعد فعلا".

من بين المتفاعلين مع الصفحة كان تامر عبد الحميد من الإسكندرية، الذي ارتبط بعلاقة مع أحد الكلاب الموجودة بشارعه في منطقة العصافرة لمدة سنة تقريبًا، حتى أنه اعتاد على وجوده يوميًا، وصار مُلمًا بعاداته "بياكل مرة واحدة بس ومبيشربش مية كتير"، تلك العلاقة الوطيدة جعلته يتذكره أمس خلال اليوم الممطر.
فقد استجاب تامر بالفعل للتعليمات الرسمية بالحصول على إجازة يوم الخميس، حيث يمتلك الرجل محل للبن، لكنّه في منتصف اليوم تذّكر الكلب، شعر بقلق عليه "جه في بالي وقعدت أفكر افرض جه وملقنيش ويكون عشمان إنه يبات".

3
وبالفعل نزل تامر من بيته في اتجاه محله، فوجد الكلب أمامه "كأنه كان مستنيني"، فأدخله إلى محله واضعًا له الطعام وكرتونة ينام عليه ودثّره بالغطاء.

بالصدفة تفاعل تامر على صفحة "رفق"، ووضع تعليق بصورة الكلب داخل أحد المنشورات "لقيت أستاذ شريف بيكلمني بيقولي صوره كذا صورة وننزلها عندنا على الصفحة"، ووافق تامر على ذلك، فلم يتوقع كم الدعوات التي انهالت عليه، يقول بسعادة "يومي امبارح كان مقفول ولما لقيت دعوات ناس اتبسطت اوي".

مُساعدة الحيوان لها أكثر من جانب، لا تقتصر فقط على توفير الأكل والمياه للحيوانات، بل هناك دور آخر تقوم به ملاجئ الحيوانات، وهو إيجاد مأوى دائم لهم وإنقاذ المريض منهم، وداخل القاهرة واحدة من تلك الملاجئ هو "pets garden"، الذي تُديره نانسي نجيب، لكن أمس كان يوم سيئًا بالنسبة لها، ولازالت تعاني من آثاره.

على الرغم من الاستعدادات التي قامت بها نانسي لتلك الموجة "لكن المطرة كانت أشد مما توقعناها"، وتضرر الملجأ كثيرًا، فتدمرت الأسقف، حتى البوابة الحديدية للملجأ تأثرت، وقبل الموجة استعدّت نانسي بإقامة طبقة "مشمّع" فوق الأسقف المصنوعة من الخوص، وقد تمت صناعتها من تلك المادة تحديدًا لأن "معظم السنة بتكون حر، فعشان الكلاب متحسش بالحر عملناها من الخوص وعروض الخشب والغاب".

4

كما أثارت الموجة الذعر داخل الكلاب، ورفضت البقاء في أماكنها، حتى أنهم لجأوا للتواجد داخل الاستراحة التي تعيش فيها نانسي داخل الملجأ "اطمنوا شوية لما جم عندي"، واضطرت هي للبقاء داخل سيارتها.

ستنتظر نانسي انتهاء الموجة السيئة، ثُم تقوم بصحبة مساعدين لديها بإصلاح التضررات الناتجة، لكنّها تستاء من عدم وجود مُتطوعين يُساعدونها خلال تلك الأوقات السيئة "مفيش التزام في التطوع".
نفس الاستياء صاحب مصطفى عبد العاطي، صاحب مبادرة "مياو تورز" للتوعية بحقوق الحيوان، الذي يرى أن المصريين لازال أمامهم الكثير لتعلم ثقافةالرفق بالحيوان "الناس بيتكلموا كتير بس مبينفذوش"، ويعتقد أيضًا أن الرفق بالحيوان أكبر من المجهودات الفردية التي يقوم بها البعض "الإنقاذ حاجة كبيرة واحنا مش خبرا فيها"، لذا تتجه مبادرته للتوعية فقط.

5
كما قام أمس بالحديث عبر صفحته من انتقاد البعض ممن واجهوا أصحاب الملاجئ بغضب، حيث قال إن البعض اتجه لأصحاب الملاجئ لإيواء الحيوانات نظرًا لشدة الأمطار، لكن الملاجئ لم تتمكن من استضافتهم بسبب التضررات التي وقعت فيها، كما حدث مع نانسي، ويقول "الناس مش بتفكر في الحالة ككل، بيبصوا من جانب واحد بس، طب هل زاروا الملاجئ؟ هل شافوا كم المصاريف اللي بيصرفوها؟ هل فكرت تساعدهم بأي شكل؟ ولا الناس مش بتفكر في الملاجئ إلا لما يكون قدامها حيوان محتاج إنقاذ؟.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان