بعد انتشار الكورونا.. مرشدو اللغة الصينية "قاعدين في البيت"
كتبت-رنا الجميعي:
تعتبر الفترة من نهاية شهر يناير وحتى شهر مارس، حيث عيد الربيع الصيني؛ هو موسم سياحي لمرشدين اللغة الصينية، ولكن العكس حدث ذلك العام، فقد اضطرت المرشدة السياحية، نهلة مصطفى، الجلوس في منزلها منذ بداية شهر فبراير.
في تلك الأيام من الأعوام الماضية كانت نهلة تنشغل كثيرًا بجدولها المُزدحم بالمجموعات السياحية القادمة من الصين "كان الطبيعي إني اشتغل طول فترة السيزون"، وتستغرق عملها مع كل مجموعة من خمسة لثمانية أيام، كما تتعلق طبيعة عملهم كمرشدين بحسب أوضاع السياحة "احنا حالنا متقلب طول الوقت".
منذ ثلاثة أعوام بدأت نهلة العمل كمرشدة لغة صينية، لم تُقابل صعوبة مثل تلك سابقًا، كذلك تعمل إيمان سعد منذ نفس الفترة، وخلال تلك السنوات لاحظت تقلّب حال المجموعات الصينية، إلى أن وصلت لأسوأ حال، تذكر ايمان أن حال السياحة عمومًا قبل عام 2017 لم يكن مُستقرًا، ثم مع حلول تلك السنة بدأ السياح الصينيون يزورون مصر بكثافة "كان ممكن الفوج الصيني الواحد يوصل لتلاتين سائح".
لكن في بداية عام 2017 بدأ الحال في الانحدار مُجددًا، تُفسّر ايمان ذلك قائلة "الصينيون بيخافوا جدًا، فلما حصلت تفجيرات قل وجودهم شوية"، يُذكر أن هناك ثلاث تفجيرات إرهابية تخللت عام 2017 بعد عيد الربيع الصيني، وهي الموسم الذي يسافر فيه الصينيون، بالإضافة إلى أن البعض أخذ انبطاع سيء عن مصر في بعض المواضع "وهما بيروحوا يتكلموا مع صحابهم"، فمع الوقت اتجه الصينيون إلى زيارة المغرب وتونس وتركيا بدلًا عن مصر، على حد قولها.
انحسرت الأعداد أكثر خلال عام 2018 أيضًا، ولم تأتْ 2019 بأي خير "أغلبنا كمرشدين قعد في البيت"، حيث تم إلغاء مجئ الكثير من المجموعات السياحية، بسبب توقف عدد من شركات طيران التي يُفضّلها الصينيون، كان مؤشر سياحة الصينيون خلال تلك الأعوام التي عملت فيها ايمان يقل تدريجيًا، حتى وصل لنقطته الحالكة في 2020 بسبب فيروس الكورونا المستجد (كوفيد-19) "باظت خالص".
مع نهاية شهر يناير كانت ايمان تعمل بُصحبة مجموعة صينية، في نفس التوقيت التي بدأت فيه الأخبار المتعلقة بـ"الكورونا" تزداد، وإعلان العزل الصحي لمدينة ووهان بؤرة الفيروس، في تلك الأجواء المُوترة لم تكن المجموعة الصينية سعيدة تمامًا، خاصة أن اثنين منهم قدموا من ووهان قبل اجراء العزل "الكل كان قلقان جدًا"، فيما شعرت إيمان بالرعب "وكنت لابسة كمامة وأنا بشرح".
وسط ذلك القلق كان شعور المجموعة يتخلله إحساس بكونهم محظوظين، فهم بعيدين عن المرض، حتى أنهم تمنوا ألا يعودوا لبلدهم، ومع اقتراب رجوعهم تحكي إيمان أنهم قاموا بشراء كميات كبيرة من الكمامات "عشان كل حاجة خلصت عندهم".
كحال نهلة لم تعد إيمان تعمل أيضًا، يُفكّران ما البدائل المتاحة للفترة القادمة إذا طال الأمر، يعتمد دخلهم على العمل كمُرشدين سياحيين، هناك أفكار كثيرة تموج داخل عقل إيمان "فيه ناس بتحاول تشوف شغل بعيد عن السياحة أو يفتحوا مشروع"، لكن إيمان لم تستقر بعد على بديل، أما نهلة فأنقذها كونها تعمل في مجال الصحافة بجانب الإرشاد السياحي.
ما أنقذ مؤمن عادل كونه عامل في بازار سياحي، ورغم ذلك فإن حاله ليس مُستقرًا تمامًا "أنا شغال في البازار بقالي أربع سنين، وبدأت تدريب كمرشد من خمس شهور".
في يناير أيضًا كان مؤمن على موعد مع مجموعة صينية "بس أنا كنت عارف اللي بيحصل في الصين"، وكان القلق أيضًا جارهم، وكان مؤمن يُحاول طمأنتهم طيلة الوقت "مكنوش بيحبوا يروحوا أماكن زحمة"، ورغم أنه كان قلقًا أيضًا منهم "لكن كنت بحسسهم إني مش قلقان".
ورغم عمل مؤمن الآن داخل بازار سياحي، لكنه أيضًا مرتبط بالوضع العام، حيث بدأ يقلّ عدد الأجانب كثيرًا، فالكورونا لم تعد منحصرة داخل الصين، مما دعى الشاب للتفكير في بدائل أيضًا "فيه مصانع كتير بتحتاج ترجمة صيني، وفيه شركات زي أوبر وهاواوي"، يقول مؤمن ذلك ثُم يلحقه بـ"هو دايمًا المتغطي بالسياحة عريان".
فيديو قد يعجبك: