وقاية من كورونا.. شباب قرية بدمياط يطهرون المنشآت على نفقتهم الشخصية

كتب- عبدالله عويس:

تقول الأخبار إن 14 مواطنا من محافظته، أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، لم يصدق حتى استمع إلى الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط وهي تؤكد الرقم، ليقرر وهدان السعيد التصرف وفق ما يملك من أدوات لمساعدة أهالي قريته السعيدية القبلية.

وفي نقاش بين وهدان وشقيقه حمدي، اتفقا على دعوة بعض الشباب لتطهير عدد من الأماكن داخل القرية بالكلور والماء، وبالاستعانة بأدوات الرش التي يستعملها المزارعون. انضم لهما 12 شابا، اختلفت أدوارهم، وانطلقوا في تطهير الأماكن مساء أمس الثلاثاء، بعد حملة توعية داخل مساجد القرية قام بها طبيبان من القرية هما محمود الصباحي ومحمد حامد: "درس كده في الجامع عشان الناس تبقى فاهمة بتتعامل مع إيه، والدرس حوالي 15 دقيقة" يحكي حمدي الذي بحث عن أقنعة طبية وقفازات ووزعها على الشباب الذين معه، قبل تطهير عدد من الأماكن.

حين كان يصل الشباب إلى المجال التجارية، ينتاب بعضهم الخوف، والقلق من المشهد الذي لم يتوقعوه، فيخبرهم القائمون بالتطهير أن الأمر يسير، بينما يتولى طالب الطب محمد حامد توعيتهم بشأن الفيروس، وتحذيرهم من التجمعات والاستهانة بالفيروس الذي صار وباء عالميا: "إحنا هنا في قرية والناس معندهاش كلها إنترنت بقى والكلام ده، فلازم نعمل إحنا توعية، ونفهمهم كل حاجة".

لا يترك طالب الطب، المجموعة التي تقوم بالتطهير، وفي رأيه التوعية خلال الفترة الحالية يجب أن تكون على كافة المستويات، ويتم تقديمها للناس عبر وسائط مختلفة.

أيمن النادي، وإسلام عزام، ومحمود حمدي، وأدهم عصام، وعمرو عباس.. بعض الشباب الذين يقومون بذلك التطهير على أمل أن يكون ذا فائدة، قرروا أن يكون التطهير مرة في الأسبوع وتستغرق المرة الواحدة 3 أيام: "محلات البلاي ستيشن، المطاعم، صالونات الحلاقة، مدارس ومراكز شباب.. دي الأماكن اللي دخلناها امبارح والنهاردة ومكملين كمان بكرة". قالها حمدي، الذي يتولى بنفسه خلط الكولور بالمياه والخل قبل تعبئته لماكينات الرش والانطلاق بها إلى الأماكن المراد تطهيرها: "وده اللي نقدر عليه إحنا، جنب التوعية، وربنا يحفظنا".

يتولى الشباب جمع المبالغ التي تستلزم تلك العملية، بينما يمنحهم آخرون ثمن بعض الأدوات، كما قرر أحد شباب القرية شراء أكثر من ماكينة رش، ليكون الأمر أسهل عليهم، وهي أمور يعتبرها حمدي إيجابية، لكن الأهم منها أن يلتزم الناس منازلهم خلال تلك الفترة: "ومحدش يخرج غير للضرورة".