كيف غيرت أزمة كورونا تعامل المصريين مع الحسابات الرسمية للصحة والوزراء على السوشيال ؟

كتب - رمضان حسن

مساء الرابع عشر من فبراير الماضي، أعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، عن اكتشاف أول حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد داخل البلاد لشخص أجنبي، المنشور الذي تضمن أيضا خطة الوزارة للتصدي والتعامل مع الفيروس، تفاعل معه 257 شخص كأول بيان مشترك بين منظمة الصحة العالمية للإعلان عن حالات الإصابة بفيروس"كوفيد -19" في مصر.

وبالتزامن نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي للوزارة البيان، وشارك المنشور 5700 متابع، قبل هذا اليوم؛ لم تكن صفحتي الوزارة ومتحدثها الرسمي تحظى بهذه الأرقام من المتابعة والتفاعل مع المواطنين.

منذ منتصف فبراير الماضي ومع التطورات اليومية للأزمة وانتشار الفيروس وارتفاع حالات الوفاة والإصابة، تضاعف عدد المتابعين والمتفاعلين على الصفحات الرسمية لوزارة الصحة ورئاسة مجلس الوزراء، ومنظمة الصحة العالمية بمصر، الجهات الثلاثة التي تصدر معلومات وبيانات رسمية عن الكورونا في مصر، يرصد مصراوي بالأرقام والتحليل البيانات والمنشورات التي تصدرها هذه المنصات الرسمية قبل ظهور الفيروس في مصر وبعدها في التقرير التالي.

ما أحدثه البيان الأول..

بالتتبع لمحتوى الصفحات الرسمية لوزارة الصحة، ورئاسة مجلس الوزراء وحسابات منظمة الصحة العالمية (مصر) على مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الـ3 أشهر الماضية، نجد أن نشر البيان الأول لوزارة الصحة بشأن تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس، هو نقطة التحول في تغيّر شكل الصفحات وزيادة التفاعل مع كل منشور أو تدوينة أو حتى نشر فيديو، حيث يبلغ ذروته يوميا مع نشر وزارة الصحة التقرير اليومي لإجمالي حالات الإصابة والوفاة عبر أربع منصات رسمية.

منصة وزارة الصحة.. أنشأت من أجل الكورونا

28 يناير الماضي، أنشئت وزارة الصحة والسكان، الصفحة الرسمية لها على موقع "فيسبوك"، ويُديرها 3 أشخاص، لتخاطب بها المواطنين حسب ما دونته ضمن معلومات الشفافية للصفحة، ما يمكن ملاحظته من رصد محتوى الصفحة منذ إنشاءها أن معدل النشر عليها كان يتراوح ما بين 1 : 2 بوست يوميا حتى 10 فبراير الماضي، حيث بدأ معدل النشر على الصفحة يزداد من 4 : 6 منشورات يوميا، و زاد التفاعل مع محتواها، ولكن تضاعف هذا التفاعل الآن مع تخطي مصر حاجز الـ400 حالة مصابة بالفيروس المستجد.

ظهر يوم الحادي عشر من فبراير، نشرت الصفحة فيديو لبعض القوافل الطبية، تفاعل معه 42 شخص، وحقق 6800 مشاهدة، أما أخر بيان للوزارة مساء أمس الأربعاء، تفاعل معه أكثر من 10 ألاف شخص، وتم مشاركة المنشور 7200 مرة، في الوقت الذي وصل عدد متابعي الصفحة نحو 823 ألف شخص.

تطور الأزمة دفع القائمون على إدارة الصفحة على تطوير محتواها والتنوع في معالجة المنشورات التي تصل إلى 7 منشورات يوميا من إنفواجرفيك لمعلومات عن كورونا أو فيديو توعوي ؛ يتضمن تعليمات وطرق الوقاية من الإصابة بالفيروس، حيث تخطت نسب مشاهدة الفيديوهات على الصفحة النصف مليون.

الأمر نفسه تكرر على "تويتر"، حيث دشنت الوزارة حسابها على موقع التدوينات الصغيرة في الـ28 من يناير الماضي(نفس تاريخ إنشاء صفحة فيسبوك)، وزاد التفاعل عليه مع تطور الأزمة وتوالى بيانات الوزارة اليومية بشأن ارتفاع حالات الإصابة، حتى وصل عدد المتابعين أكثر من 109 ألف و 500 مستخدم، بعد أن وصل إجمالى التغريدات 143تغريدة خلال 58 يوم، وهى عمر الحساب الموثق على توتير.

الأرقام تشير إلى أن التفاعل اختلف على القناة الرسمية لوزارة الصحة والسكان على "يوتيوب" خلال الشهر الأخير، حيث بلغ عدد المشتركين في القناة في أخر 30 يوم 606 شخص من إجمالي 629 مشترك على القناة، وفقا لأداة " Socialblade" المتخصصة في تحليل إحصائيات حسابات مواقع التواصل الاجتماعي،كما وصل عدد المشاهدات خلال نفس المدة على 20 فيديو - إجمالي الفيديوهات الموجودة على القناة -، إلى 14 ألف و842 مشاهدة من إجمالي 15 ألف و482 مشاهدة، منذ إنشاء القناة في 15 فبراير الماضي.

الجرافيك التالي يوضح بالأرقام كم مرة تم الإشارة للصفحة والحدث عن صفحة وزارة الصحة، وفقا لما أظهرته أداة "brand24 " المتخصصة فى تحليل إحصائيات حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

متحدث الوزارة .. من مئات المتابعين إلى نصف مليون متابع

لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الدكتور خالد مجاهد، فعلى الرغم من أن تاريخ إنشاء الصفحة يعود إلى أكتوبر 2016، إلى أنها لم تشهد تفاعلا مثل ما تشهده هذه الفترة.

فالصفحة التي يديرها 4 أشخاص، كان معدل النشر اليومي لها يتراوح بين بوست واحد أو اثنان قبل شهرين، ما جعل التفاعل معها محدود. فقبل 3 أيام من الكشف عن أول حالة مصابة بالفيروس، نشرت الصفحة فيديو مدته أقل من دقيقين وتفاعل معه 155 شخص، وبدأت أعداد المتفاعلين على محتواها في تزايد مستمر مع تطور أزمة كورونا في مصر وارتفاع الحالات بشكل يومي، الأمر الذي انعكس على عدد متابعي الصفحة الذي تجاوز 468 ألف شخص، وهو ما تؤكده أعداد المتفاعلين بيان أمس.

رئاسة مجلس الوزراء.. تتجاوز 2 مليون متابع

تحظى الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري بمتابعة العديد من رواد موقع "فيسبوك"، لما تقدمه الصفحة من قرارات وبيانات الحكومة وعرض نشاطها بشكل يومي، بحسب شرح مهامها على "فيسبوك"، كما أثرت أزمة كورونا على زيادة التفاعل على الصفحة التي وصل عدد المتابعين عليها نحو 2 مليون و100 ألف شخص .

منذ بداية الأزمة، تولت صفحة رئاسة مجلس الوزراء نشر الإجراءات الوقائية التي اتخذها الحكومة لمجابهة الفيروس، فضلا عن نشر البيان اليومي لوزارة الصحة والسكان، وبحسب ما أظهرته أداة " Socialblade"، فإن عدد متابعي الصفحة زاد حوالي نصف مليون تقريبا منذ الـثاني عشر من مارس الماضي، فيما تضاعف تفاعل المتابعين على الصفحة خلال الأسبوعين الماضيين.

يوم الجمعة الموافق 13 مارس الماضي، وصل إجمالي عدد التفاعل على محتوى الصفحة في نهاية اليوم إلى 29 ألف و276 حالة إعجاب ، وتزايد هذا العدد بشكل كبير مع الإعلان عن تعليق الدراسة لمدة أسبوعين، تلها في الأسبوع الماضي عدة قرارات احترازية لمواجهة كورونا في ظل ارتفاع حالات الوفاة والإصابة، حتى وصل عدد التفاعل على محتوي الصفحة نهاية أمس الثلاثاء 47 ألف و403 تفاعل، ما يعني أن التفاعل تضاعف خلال 12 يوم فقط.

الصحة العالمية.. 200 ألف متابع

وحظيت حسابات منظمة الصحة العالمية في مصر باهتمام من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تفاعل المصريين على منشوراتها التي تتضمن معلومات عن (كوفيد - 19 ) المستجد، والتعليمات المتتالية خلال هذه الفترة، وتخطي عدد متابعيها الـ200 ألف.

وبالنسبة لـ "تويتر"، فإن عدد المتابعين زاد أكثر من 91 ألف متابع خلال الـ30 يوم الأخيرة من إجمالي 99 ألف و622 متابع للحساب الرسمي لمنظمة الصحة العالمية (مصر)، حيث أُنشئ الحساب في يوليو 2016.

انتشار فيروس كورونا سريعا في دول العالم، وتطور الأزمة دفع المؤسسات الصحية والهيئات الحكومية في كل دولة باستخدام منصاتها الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون مصدرا لنشر البيانات الرسمية عن حالات الإصابة، وكذلك للقيام بالدور التوعوي لمواطنيها لمحاولة السيطرة على الفيروس.