بصورة وابتسامة.. ممرض أمريكي يخفف المرض عن مصابي "كورونا"

كتبت-دعاء الفولي:

في الرابع من إبريل الجاري، كان "روبيرتينو رودريجيز" على موعد مع مرضى جدد انضموا لغرفة العناية المركزة بمستشفى "سكريبس ميرسي" بولاية كاليفورنيا، ارتدى المعالج البدلة الواقية التي اعتادها خلال الأسابيع الماضية، قبل أن تخطر بباله فكرة "كنت أشعر بالشفقة على المرضى.. فبالإضافة لمعاناتهم لا يستطيعون التواصل مع وجوه الفريق الطبي، كأنهم يتعاملون مع آلات"، لذا قرر صاحب الـ٣٧ عاما طبع صورته الشخصية مبتسما، وكتابة اسمه عليها ولصقها فوق البدلة الواقية.

يعمل "رودريجيز" معالج متخصص لأمراض الجهاز التنفسي في المستشفى بمدينة سان دييغو منذ عشرة أعوام، حينما بدأت أزمة الفيروس المستجد "كوفيد ١٩"، بات العمل مضاعفًا "أعمل اربع أيام ف الأسبوع لمدة ١٢ ساعة كل يوم"، وأحيانا تزداد ساعات العمل.

داخل المستشفى لا يفرط الفريق الطبي في البزات الواقية، لذا حينما أراد "رودريجيز" التعرف على المرضى "استخدمت آلة لدينا تصنع بادجات الأطباء"، صنع لنفسه واحدًا وقام بجولته المعتادة "وكانت النتيجة رائعة".

لا ينسى المعالج رد فعل المريض الأول على صورته "رفع يده وقال لي أهلا روبيرتينو"، توالت التعليقات المشجعة على مبادرة "رودريجيز"، أسعدته ردود الفعل "أحد المرضى قال لي ابتسامتك جميلة وتجعلني أبتسم".

تجاوز عدد المصابين حول العالم مليوني مريض بكورونا، ووصل العدد داخل الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 700 ألف إصابة، فيما يستقبل مستشفى "رودريجيز" عشرات الحالات يوميا "يجعلنا ذلك نشعر بضغط كبير وأسى تجاه من يموتون.. نحن نحتاج أيضا لنرى ابتسامة المرضى".

ما أن نشر المعالج الصورة على صفحته الشخصية بموقع انستجرام، حتى جاءته آلاف التعليقات المشجعة للفكرة "لكن الأفضل كان استجابة الطاقم الطبي في المستشفى الذي اعمل به"، إذ بدأوا يقلدونه، وامتد الأمر إلى مستشفيات وولايات أخرى "بل ودول مختلفة كالبرازيل"، لم يتوقع المعالج الأمريكي رد الفعل "مثلا من نيويورك أرسل لي زميل صورة لطاقم طبي كامل نفذ الفكرة".

بشكل شخصي، لا يستطيع "رودريجيز" الإفلات طوال الوقت من شبح الاكتئاب، لكن يحاول التخفيف عن نفسه كما يفعل مع المرضى "اتحدث مع العائلة والأصدقاء، أجلس خارج منزلي لاستمتع بضوء الشمس واستمع لموسيقى هادئة عقب يوم العمل الطويل".