لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لا يحمي من الإصابة".. كيف تسبب الإعلان عن عقار لـ "كورونا" في أزمة لمرضى المناعة؟

04:57 م الخميس 02 أبريل 2020

بلاكنيل 200 يستخدمه مرضى الروماتويد


كتب - محمود عبدالرحمن:
على مدار أسبوع، ظلت "سارة متولي" تبحث في الصيدليات، على عبوات من عقار "بلاكنيل 200"، علاجًا لمرضها المزمن "الروماتويد"، لكن دون جدوى، لما يشهده العقار من نقصٍ شديدٍ، عقب إعلان شركة فرنسية أنه أثبت نتائج واعدة علاجًا لفيروس "كورونا المستجد" الأسبوع الماضي: "كل ما أروح صيدلية يقولوا كان فيه وخلص الناس اشترته"، تقولها سارة.

كانت مجموعة "سانوفي" الفرنسية للأدوية أعلنت أن دواء: "بلاكنيل"، المضاد للملاريا الذي تنتجه، أثبت نتائج واعدة في معالجة المصابين بفيروس "كورونا المستجد.. كوفيد-19"، وأعلنت استعدادها لأن تقدم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه، والتي تكفي لمعالجة 300 ألف مصاب بالفيروس.

طوال 5 سنوات، اعتادت سارة، صاحبة الـ56 عامًا، على استخدام العقار يوميًا، كانت دائمًا تشتري عبوة أو أكثر، لتتفاجأ باختفائه بين يوم وليلة من كافة الصيدليات التي طرقتها في محيط إقامتها بمدنية الإسكندرية، وفي كل مرة يخبرها الصيدلي بنقصه لكثرة السحب عليه بالفترة الماضية.

"الصيدليات بتقول الناس اشتريته كوقاية من فيروس كورونا"، أصابها القلق، تتساءل عن حال المرضى الذين يستخدمون العقار علاجًا: "إحنا هنعمل إيه مفيش علاج غيره؟!".

عقار "بلاكنيل200" يُستخدم علاجًا للملاريا، وأمراض نقص المناعة، أعيد الحديث عنه مؤخرًا، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إمكانية استخدام عقار: "هيدروكسي كلوروكين سلفات"، المادة الفعالة في عقار: "بلاكنيل" في علاج الفيروس، وذلك بعدما حقق نجاحًا في علاج فيروس الملاريا سابقا، ما ساهم في خلق حالة من الإقبال على شراء العقار الطبي، بحسب ما يقول الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية بالقاهرة.

وأوضح "عوف" أن هذا الإقبال ناتج عن غياب الوعي والسير خلف كلام مرسل والشائعات، منوهًا إلى الخطر الذي ربما يصيب الشخص في حالة تعاطيه أدوية بدون استشارة طبيب، لذا أصدرت الشركة المصرية لتجارة الأدوية، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، تعليمات لكافة الصيدليات بعدم بيع عقار: "بلاكنيل 200" للمواطنين إلا بعد التأكد من وجود روشتة معتمدة من الطبيب.

وعن أزمة نقصه بالصيدليات أكد "عوف" أن وزارة الصحة وفرته من المخزون الاستراتيجي في مختلف الصيدليات التابعة للشركة المصرية، على أن يصرف بروشتة طبية، مضيفًا أن هناك ما يقارب 5 شركات مصرية تنتج المادة الفعالة لهذا العقار بجانب شركة "سانوفي" الفرنسية المصنعة له.

"مش موجود في أي صيدلية غير في السوق السوداء"، تقول هبة أسامة، التي خاضت رحلة طويلة للبحث عن العقار داخل صيدليات محافظة أسيوط، نشرت بعدها منشورًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لعلها تجد من يساعدها في الحصول على عبوة لوالدتها التي تعاني من الذئبة الحمراء أحد الأمراض المناعية، وتتعاطى العقار من فترة: "فيه حد كلمني بس قالي العلبة بي 200 جنيه"، رغم أنها تباع في الصيدلية بـ90 جنيهًا لكنها مش موجودة.

ويقول محمد مصطفى، مشرف مبيعات بإحدى سلاسل الصيدليات المشهورة، إن بعض الصيدليات تخزن الأدوية في حالة زيادة الطلب عليها على سبيل الاحتكار، وتحقيق أرباحًا من خلال بيعها بأسعار مضاعفة: "العقار ملهوش غير بديل واحد وناقص، عشان كده المريض مجبر على شرائه بأي سعر".

ويشهد "هيدروكين" العقار البديل نقصًا حادًا في مختلف الصيدليات منذ عدة شهور: "الناس كانت تشتري بلاكنيل، بس خلاص الاتنين مش موجودين"، يقول مصطفى.

محمد معتصم، مندوب لشركة "سانوفي" الدوائية المصنعة للدواء، يقول إن حالة البيع والشراء بالفترة الماضية كانت غير معتادة، موضحًا أن طلب كافة الصيدليات على شراء العقار زاد إلى الضعف، عقب تصريحات استخدام العقار في علاج فيروس "كورونا" لكونه يقوي جهاز المناعة، ويضيف: "الصيدليات كانت بتطلب كميات رهيبة، وأنا كمندوب شغلي أوفره وأبيعه للصيدليات".

"الدواء مش موجود وبنتي ماشيه بيه"، قالتها نجاة سالم، والدة الطفلة ابتسام التي تعاني منذ ولادتها من مرض جلدي مناعي بحسب تشخيص الأطباء لها، أدى مع مرور الوقت إلى تآكل أطرافها، موضحة أن ابنتها اعتادت على تعاطي عقار: "هيدروكين" منذ عدة سنوات، بعدها شهد نقصًا حادًا في الصيدليات؛ ليخبرهم الطبيب باستخدام عقار بلاكونيل علاجًا بديلًا له: "العقارين مش موجودين ولازم العلاج".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان