العيد في مستشفى العزل.. كيف احتفلت أسرة كاملة رغم أجواء "كورونا"؟
كتب- محمد مهدي:
أجواء مفعمة بالمخاوف والقلق والانتظار، داخل أحد مستشفيات العزل بالقاهرة، حيث تعيش السيدة "ريهام جمال" رفقة أسرتها منذ 20 يومََا، بعد تأكد إصابتهم بفيروس "كورونا" المستجد، لكنها حاولت دفع الحزن عن زوجها وأطفالها، بالاحتفاء بأجواء العيد رغم الظروف الصعوبة، بمساعدة عدد من الأصدقاء والأطقم الطبية بالمكان "بنحاول نعيش حياتنا الطبيعية كأننا في البيت، وبنوصل للأولاد إننا في وضع مؤقت ومش هيطول" كما تقول السيدة الثلاثينية.
الحياة تحمل الكثير من الاختبارات، وهو ما عايشته "جمال" في الفترة الأخيرة "كنا حاسين إننا هنتصاب بـ (كورونا) لأن الموضوع انتشر حوالينا" أيام عصيبة مرت بها الأسرة منذ ظهور "كوفيد-19" في مصر فبراير الماضي وارتفاع الأعداد يوميًا، الارتباك الطبيعي الذي تسرّب إلى البيوت المصرية، قبل أن تتحول السيناريوهات المفزعة إلى واقع بإصابة أحد أفراد الأسرة "ثم اتنقلّنا أنا وجوزي وأطفالي التلاتة" فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات ونصف، وطفل لم يتعد الأربع أعوام "وابني الصغير عنده 3 شهور" في طريقها لمستشفى العزل شعرت الأم بخطورة الوضع وأهمية التماسك من أجل العائلة.
المؤشرات الأولية لصحة الجميع جيدة "معندناش أعراض كبيرة، الدنيا مستقرة الحمدلله" تعاملت الأسرة سريعًا مع الأوضاع الجديدة "اتفقنا إننا قاعدين هنا كأننا في البيت وقت الحظر" حاولت شرح الأمر للأطفال بطريقة مُبسطة وغير مفزعة "قولتلهم عندنا دور برد وهناخد الأدوية ونبقى كويسين ونروح" حافظت على هدوئها رفقة الزوج لحين المرور من الأزمة بسلام لكن مع مرور الأيام دون الشفاء من الفيروس اللعين "بقيت متضايقة خاصة لما ابني الصغير خرج وأصبح بعيد عني".
بدا الاستياء واضحََا على وجهها حينما خضعت لكشف مرتين من خلال المسحات لمعرفة درجة الشفاء "المسحتين طلعوا إيجابي" وهو ما يستلزم البقاء لمدة أطول في المستشفى "مرة رفضت أخد الدوا من الزعل، ابني وحشني عايزاه في حضني، ونفسي أطمن على عيلتي كلها" لكنها تلقت دعم نفسي من أفراد الأطقم الطبية التي تعمل على رعايتها "الممرضة قالتلي أنا كمان سايبة ولادي عشان صحتكم، لازم تساعدينا عشان تبقى أحسن" حينها أدركت ضرورة المقاومة والبحث عن مصادر البهجة "لأن النفسية بتفرق جدًا خلال محاربة كورونا".
تلك المرة الأولى التي تقضي فيها الأسرة ليلة العيد بعيدًا عن البيت، لكن الأم بحثت مع زوجها عن سُبل إضفاء البهجة في المكان وإسعاد طفليهما "أصدقاء لينا بعتولنا هدايا للأولاد" قاموا بتجهيزها للفتاة والولد ومنحها لهما في الساعات الأولى من العيد "وبمساعدة الممرضين في المستشفى عملنا بلالين كتير عشان الأولاد يلعبوا بيها" بينما اجتمعوا أمام شاشة التلفزيون لمتابعة التكبيرات وترديدها معا "واتفرجنا سوا على المسرحيات والأفلام زي عادتنا" فضلًا عن التقاط عدد من الصور لهم كذكرى لن تُنسى بسهولة، قبل أن تقوم بمشاركتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ردود أفعال كبيرة تدفقت على "البوست" التي دوّنته الأم عن قضاء العيد مع أسرتها في مستشفى العزل، مرفق به صور لطفليها يحملان "البلالين" لتنهال عليها مئات الدعوات بالشفاء والخروج في أسرع وقت لحياتهم الطبيعية "فوجئت بالدعوات دي كلها، أتمنى ربنا يستجيب" فيما صارت حالتها النفسية أفضل كثيرًا مما مضى "الواحد لما يلاقي ناس كتير بتدعمه بيحس إنه أحسن" فيما تبقى سعادة الأطفال هي الأهم بالنسبة لها "وإنهم يعدوا الفترة دي على خير، وميحسوش بزهق لحد ما نخرج".
*لم ننشر صور الأسرة والأطفال للحفاظ على الخصوصية.
فيديو قد يعجبك: