المداواة بالفن.. مبادرة مصرية بكندا لتخطي آثار كورونا النفسية
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- شروق غنيم:
بينما تستعد يافا جويلي لورشة جديدة لتعليم
الأطفال فنون الصناعة اليدوية في منتصف مارس الماضي؛ فرضت كندا إجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، علقت الدراسة وكافة الأنشطة، أُلغيت ورشة السيدة المصرية، فلم يكن منها إلا تحويلها لتصبح عبر الإنترنت، لكن بعد مرور شهرين ظل الإغلاق الكلي حال مدينتها
أونتاريو، لذا قررت أن تُخرج ما في جعبتها من مواهب وخطط أُجلت في الماضي بسبب المسئوليات المتكدسة، إذ تؤمن بأن في الفن مداواة، لذا كان "فن بالعربي" وسيلتها لمواجهة آثار كورونا النفسية.
منذ كانت في الثامنة من عمرها وبدأت يافا
رحلتها في عالم الفنون، ساعدها في ذلك والدها الكاتب المسرحي الكبير نجيب جويلي، توطدت علاقتها بشتى أنواع الفن، المزيكا، المسرح، الرسم، الرقص وفنون الحكي، وفيما يفرض الملل نفسه ضيفًا ثقيلًا على البيوت المُغلقة بسبب كوفيد19 "قررت أرجع أحكي حواديت تاني للأطفال"
لكن هذه المرة من تأليفها "كان حلم عندي واتأجل زمان لأن مفيش وقت".
خمس قصص من تأليفها ورسمها انتهت منهم يافا
"اخترت الحواديت اللي كنت بحكيها لولادي وعلقت معاهم"، فيما بدأت تسجلها بصوتها فيديو باللغة الإنجليزية "صديق كلمني معجب بالفكرة بس بناته الإنجليزي بتاعهم ضعيف، فطلب مني أعمل المحتوى كمان عربي"، ومن هنا تغير مشروع السيدة المصرية كثيرًا.
الخامسة من كل يوم أربعاء في الأسبوع تعكف
يافا على تسجيل الحكاية بالإنجليزية وما أن تفرغ تُعيدها مرة أخرى ولكن هذه المرة بالعربية "وبوريهم الرسومات وأنا بحكي"، ومن أجل أن تصل الحكايات لأكبر عدد من الأطفال، فكرت في نشرها على منصة أخرى، كان زوجها كايزر موسى قد أنشأ صفحة للمصرين والعرب في كندا لإطلاعهم
على الأخبار المتعلقة بما يحدث في كندا "لأن في وافدين جدد مش على دراية باللغة الإنجليزية أو الفرنسية"، يترجم لهم الفنان المصري الأخبار المتعلقة بالتعليمات الصحية والطعام "قولتله ننشر كمان على الصفحة الحواديت، لأن الصحة النفسية لأطفالهم المحبوسين في البيت مش
أقل أهمية من صحتهم الجسدية".
خلال الشهرين الماضيين تتطور فكرة يافا
وكايزر، الآن استقرا على إنشاء صفحة باسم فن بالعربي، يُنشر من خلالها محتوى متنوع ومختلف، ما بين ورش "هاند كرافت"، حواديت من تأليف يافا، وحاليًا لقاءات فنية عابرة للحدود عبر الإنترنت من خلال صفحة "فن بالعربي" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
بدأ الثنائي المصري اللقاءات بالكاتب المسرحي
نجيب جويلي "بابا من صغري وهو بيدعمني، عشان كدة لجأت له أول واحد" آمن الأب بالفكرة وافتتح السلسلة "اتكلمنا عن خيال الضِل"، فيما أعقب ذلك حوارًا مع المخرج حسن جريتلي، ثم الريس زكريا إبراهيم مؤسس فرقة الطنبورة "ابتدا يبقى في قبول قولت أوسع السكة لعدد أكبر من
الفنانين العرب" مثل الفنان اللبناني الشاب جوني الحاج الذي يقدم المسرح في كندا منذ خمس سنوات، فيما استضافت أيضًا المخرجة المصرية هالة جلال.
مع كل لقاء أو حدوتة جديدة يزداد إيمان
يافا وكايزر بالفن "هو دايمًا المتنفس لينا من الأجواء الصعبة، منقدرش نقعد من غيره زي الأكل"، وفي ظل الشعور العام بالإحباط جراء الجائحة الدولية "مهم نتكلم ونسمع بعض ونخلي بالنا من صحتنا النفسية، وبالفن
بنقدر نعبر عن اللي جوانا ونداوي مشاعرنا
السلبية".
منذ بداية المشروع وتغير وضع أسرة يافا
الصغيرة، تعكف على كتابة القصص والتواصل مع الفنانين لإعداد لقاءات، فيما يتولى زوجها كايزر موسى المسألة التقنية والإخراجية لمقاطع الفيديو، كذلك لا يغيب الصغيران عن بعض المهام مثل المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي.
لا يزال الثنائي المصري يضخ فعاليات عبر
الإنترنت، ينويان الفترة المقبلة إنشاء فعالية فنية أونلاين مثل قراءة شعر جماعية أو عن الحكي "هنبدأ بالحكاء المصري محمد كالابالا"، بالإضافة إلى حكائين من الوطن العربي وأصحاب فنون مختلفة سواء المعروف منهم أو المستقلين "هدفنا من المبادرة إننا ندعم الفنانين المستقلين
عشان الوضع ميأثرش عليهم سلبًا وينطفوا"، فيما تتقين يافا بأن "الأمل في إننا نطلع من الوقت الصعب ده متصلين أكتر، ومتوقفناش المسافات عن خلق تعاون فني جميل يبقى سبب في سعادة وطمأنينة لناس كتير".
فيديو قد يعجبك: