إعلان

"صوت الأيدي".. مشروع يترجم أعمال التليفزيون للصم والبكم

10:10 ص الإثنين 01 يونيو 2020

مشروع يترجم أعمال التليفزيون للصم والبكم

كتبت-إشراق أحمد:

قبل 6 أشهر اجتمع عدد من الأصدقاء تربطهم الهندسة كمجال عمل والخير كرغبة في المساهمة بشيء مفيد. أحدهم طرح الفكرة "ليه منعملش حاجة تخدم الصم والبكم؟"، استلهمها من حياة ابن أخيه الذي لا يجيد التواصل إلا بلغة الإشارة، تباحثوا حول ما يمكن تقديمه، ومع ظروف البقاء في المنازل جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، وحلول شهر رمضان، وجد رفقة المهندسين أن أبسط حقوق الصم والبكم أن يشاهدوا ما يقدم في التليفزيون، وعزموا لتكون بداية مشروعهم بالعمل على تقديم محتوى بلغة الإشارة.

نهاية إبريل أُطلقت صفحة على فيسبوك باسم "صوت الأيدي" sounds of hands، عليها يُنشر محتوى مترجم بلغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم، يقول يسري علي، أحد القائمين على المشروع، إنهم يأخذون الأمر على نحو جاد وليس مجرد أفراد يعرفون لغة الإشارة وأنشأوا مساحة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي "أحنا أسسنا شركة جزء منها الترجمة والجانب الكبير منها العمل على توفير تكنولوجيا تخدم الصم والبكم"، ورغم الأوضاع التي فرضها "كورونا"، لكنهم عزموا ألا يتوقفوا "خطتنا نستمر في تقديم المحتوى المترجم لمدة 3 شهور بالتوازي مع شغلنا في التصميم البرمجي".

يسعى أصحاب "صوت الأيدي" لتمكين الصم والبكم من مشاهدة التلفاز، وذلك بترجمة ما يعرض وعمل محتوى خاص بهم كما يقول يسري، ولتزامن خروج مشروعهم مع شهر رمضان، لذلك عملوا على ترجمة البرامج الدينية، فقدموا نسخة بلغة الإشارة لبرنامج الشيخ الشعراوي وقصص النساء في القرآن للأطفال، بالإضافة إلى ترجمة الابتهالات والبرامج مثل "قلبي اطمن"، ولم ينسوا ترجمة محتوى عن فيروس كورونا.

لا يتم اختيار المحتوى المقدم عشوائيًا كما يقول يسري "أحنا في تواصل دائم مع الاتحاد العام للصم والبكم ورابطة مترجمين لغة الإشارة"، يُرجع إليهم لعمل قائمة بما يريد الصم والبكم مشاهدته، بعدها يتولى القائمون على "صوت الأيدي" التنفيذ، إذ يتم تكليف أحد أعضاء الفريق المكون من 15 شخصًا بالترجمة، ثم المراجعة من قبل المديرين، وأخيرًا العرض على أصحاب الشأن ذاته "معانا في الفريق مترجمين من الصم والبكم لازم يشوفوا المنتج المقدم قبل نشره".

1

ليس الأمر يسيرًا، ترجمة محتوى بلغة إشارة واضحة ومفهومة مهمة شاقة "في طرق مختلفة للإشارة خاصة لو لغة غير العربية بنحاول نختار الإشارات المعتمدة واللي توصل المعنى بسهولة"، كذلك التعبيرات الإنسانية تحتاج لاجتهاد، فإن تضمن ما يعرض مزحة أو أمر مضحك تزداد المهمة صعوبة لإيصال مشاعرها بإشارات اليد.

ردود فعل جيدة استقبلها القائمون على "صوت الأيدي" حسب قول يسري "في ناس بعتت لنا إنها أول مرة تشوف "خواطر الشيخ الشعراوي"، وكذلك سعد الكثير بترجمة برنامج "قلبي إطمن" المقدم في رمضان للموسم الثالث، ولم يكن من قبل متاحًا بلغة الإشارة.

لا تتوقف الترجمة للإشارة على اختيار المحتوى ثم تصوير المترجم بينما يحولها للغة الصم والبكم ثم وضعها على العمل الأصلي، لكن أيضًا التواصل مع أصحاب العمل ذاته للموافقة على الترجمة خاصة لو كان حديث العرض على التلفاز، يقول يسري إنه أرسل للقائمين على برنامج "غيث.. قلبي إطمن"، يعتبر ذلك احترامًا لحق الملكية، وكذلك يسعون لفعل هذا مع فريق عمل مسلسل الاختيار، إذ يرغبون في ترجمته كاملاً حسب قول مدير المشروع.

يبلغ عدد الصم والبكم في مصر نحو 7.5 مليون وفق آخر إحصاء للأمم المتحدة عام 2018، فيما يطمح فريق "صوت الأيدي" للكثير؛ يسعون لإنتاج محتوى خاص بلغة الإشارة وليس الاقتصار بالترجمة، وأن يتمكنوا من تسخير التكنولوجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي للصم وضعاف السمع فلا يحتاجون لمترجم في تعاملتهم اليومية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان