في أسوان.. دعم وتوعية ضد الكورونا على "الواتساب" وبـ"الميكروفون"
كتبت-رنا الجميعي:
ما إن بدأت أزمة فيروس كورونا في الانتشار داخل مصر، التزمت حفصة أمبركاب منزلها في أسوان، لكنها لم تعتاد ذلك، فقد تعودت على القيام بالكثير من المبادرات المجتمعية، لذا فكّرت كيف تتمكن من المساعدة في الأزمة دون الحاجة للنزول كثيرًا، فقامت بمساعدة المصابين في العزل المنزلي عن طريق تقديم الاستشارات الطبية، كما فكرت في توعية أهل أسوان عن طريق الميكروفون.
"احنا أقوى" هو اسم المجموعة التي أنشأتها حفصة على الواتساب، برفقة زميلها عبد الله بهاء،قررا تجميع بيانات مصابي كورونا في العزل المنزلي، عن طريق دوائر الأصدقاء، ومساعدتهم في التواصل المباشر مع الأطباء بتخصصات مختلفة "باطنة وأطفال واستشاري صدر"، لم تقتصر المجموعة على تلك التخصصات فقط، بل أضافا إليها استشاري نفسي أيضًا.
لاحظت حفصة عند تجميع بيانات المصابين، ووصف حالتهم المرضية، أن هناك آلام أخرى يعانوا منها دون فهم سببها، تحكي حفصة عن حالة إحدى المصابات بالكورونا أنها تعاني ليلًا من آلام عكس بعضها "مينفعش الألمين دول يظهروا مع بعض، ضغط عالي وفي نفس الوقت هبوط حاد وضربات قلب سريعة"، فكّرت أنه ربما يكون السبب ألم نفسي أثر عليها "لأن هي أم وولادها لقطوا المرض منها في البيت، وممكن تكون حاسة بذنب وتقصير ناحيتهم"، بالفعل استفاد مصابي العزل المنزلي من وجود استشاري نفسي يتواصلون معه، والذي وصل عددهم حوالي لخمسين أسرة.
مع كل مرحلة جديدة تُفكّر حفصة فى خطوة أخرى، لم تكتفي فقط بتجميع مصابي العزل المنزلي في أسوان وتواصلهم مع الأطباء، قررت التوسع أكثر في الدعم النفسي "فكرت في تقديم هدية مختلفة ليهم"، فبدلًا من أن يفتح مصاب الكورونا فيجد عند باب البيت "جوانتيات وكلور وأدوية، يلاقي رسالة دعم وورد"، فاقترحت حفصة الفكرة على الاستشاري النفسي المساعد لهم في مجموعة "انت أقوى"، فاقترح عليها التفكير في بديل عن الورد الذي تنتهي صلاحيته خلال أيام ""قالي ايه رأيك تتعبي شوية وتشتري شتلة ورد أو ريحان يزرعوها ويشوفوها بتكبر أدام عينيهم وتديهم أمل".
خلال أيام ستبدأ حفصة برفقة زميلها عبدالله في تنفيذ الفكرة، لتجد خمسين أسرة أمام باب منزلهم مفاجأة جميلة لعلّها تخفف عنهم ثقل تلك الأيام، وتساعدهم على التحسن بشكل أسرع، واستطاعا فريق "احنا أقوى" في التواصل مع محافظ أسوان، الذي قرر تبني الفكرة "بعد ما هنشتري الشتلات للخمسين أسرة، قرر إنه هتتكفل المحافظة ببقية مصابي العزل و شراء شتلات ليهم من المشاتل التابعة للمحافظة"، تقول حفصة.
لم يكن ذلك هو الدور الوحيد الذي قدّمته حفصة خلال أزمة كورونا، عبر متابعتها للأزمة في أسوان وجدت أن هناك العديد من المناطق السكنية التي تحتاج إلى التوعية بالإجراءات الاحترازية اللازم اتباعها، آمنت حفصة مع يارا عبد المنعم، التي تعمل بالتعليق الصوتي، أن البسطاء يحتاجون لتوعية بطريقة سهلة تصل إليهم "لأن
وزارة الصحة بتنزل باللغة الفصحى والتعليمات بتبقى صيغة إعلانات أوي، متتفهمش، والناس هنا علامها على أدها".
تسكن يارا بمنطقة الشيخ هارون، التي انتشرت فيها العديد من الحالات المصابة بكورونا، أرادت المساعدة عن طريق صوتها، وتحمّست للتعاون برفقة حفصة "وقررنا نعمل توعية بصوتي"، واستعانت الشابة بالتعليمات الصحية المعروفة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، وسجّلتها باللغة العامية، ليدور صوت يارا عبر شوارع أسوان المكدسة بالسكان في مناطق حي شرق والنفق.
ومن خلال ميكروفون دارت سيارة بداخلها حفصة شوارع أسوان، قصدت الشابة أن يكون الصوت لفتاة "عشان الناس تتلف وتسمع"، أبواب المنازل التي مرّت جوارها حفصة كانت تفتح ما إن يسمعوا صوت الفتاة المجهول بالنسبة لهم، أمارات الاستغراب تعلو وجوههم، لكن ما إن يسمعوها تُلقي بالنصائح لهم لاتقاء شر الكورونا تبدو ملامح الفهم عليهم، "فيه اللي صقفلنا واللي عملنا اوكيه بإيده وشفت واحدة ست كبيرة بترفع إيديها للسما وبتدعي ربنا يزيح البلا"، حتى أن البعض تشّجع وطالبها للمرور بمناطق سكنية أخرى لم تكن في خطتهم.
فيديو قد يعجبك: