لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قشة الغريق.. كيف يرى عاملون عودة الحياة لوظائفهم في زمن "كورونا"؟

11:15 م السبت 27 يونيو 2020

عودة الحياة لوظائفهم في زمن كورونا

كتب- محمد مهدي:

لا يملك العاملون في المحال والأماكن التي أُغلقت لنحو 3 أشهر رفاهية الاختيار، حيث استقبل الآلاف قرارات الحكومة بإلغاء عدد من إجراءات التصدي لتفشي فيروس "كورونا" المستجد، من بينها إعادة فتح المطاعم والنوادي ومراكز التدريب والمقاهي مرة أخرى، لكن بشروط احترازية، يعتبرها البعض صعبة لكنها أفضل كثيرًا من المكوث في المنزل واختفاء قوت يومهم، حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تغير حالة 61.9 % من المشتغلين وفق دراسة لقياس أثر فيروس كورونا على حياة الأسرة المصرية.

لم يُصدق "علي الهواري" الذي يعمل بمقهى شعبي في منطقة الزاوية الحمراء، حينما عاد إلى عمله صباح اليوم السبت، ينظر بحنين إلى المكان الذي قضى فيه سنوات دون أن يُغلق أبدًا، بينما يواظب على تنظيفه جيدًا وترتيبه استعدادا لاستقبال زبائنه بعد أيام مُرة عاشها الفترة الأخيرة-وفق حديثه لمصراوي "كانت شهور صعبة، وصاحب القهوة طالبنا بالإيجار وأقنعناه يصبر علينا شوية".

لجأ "الهواري" إلى عمل مُختلف خلال الشهور الثلاثة الماضية من أجل توفير دخل مادي إلى بيته "وفيه ناس عمال معانا شافوا حلول تانية، اللي اشتغل على توك توك واللي اشتغل باليومية لحد الأمور ما تتعدل" هؤلاء في انتظار استقرار الأوضاع وعودة الزبائن من جديد بالصورة الطبيعية حتى يستعيدوا وظيفتهم في المقهى البلدي "لسه بنقول يا هادي، الناس مش كتيرة، اللي لسه خايف، غير إن المواعيد مش مناسبة ناس كتير".

كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قد أعلن عن عودة المقاهي بشرط الحفاظ على عدم وجود أكثر من 25 % من الطاقة الاستيعابية للمكان، فضلًا عن منع "الشيشة" والألعاب المختلفة "كل الناس تيجي تسأل على الطاولة أو الكوتشينة لما بتلاقيش بتمشي تاني" يرى الهواري أن الأمور اختلفت عن ذي قبل ظهور الفيروس "لكن أحسن من مفيش، الواحد فرحان برجوعه الشغل مرة تانية".

رغم الأعداد القليلة الوافدة على المقهى لكن هناك سعادة بين الحضور "القهوة ليها زباينها من زمن" من أجل ذلك لا يفكر الرجل في رفع أسعار المشروبات خاصة أن تقع في منطقة شعبية "لو غليت الناس هتبقى صعبة على الناس" ينوي الاستمرار في هذا الوضع حتى يأتي الفرج، قد تتحسن الأمور بين ليلة وأخرى "والأعداد هتبقى ترجع زي الأول مع الوقت بإذن الله".

في دمياط الجديدة، انطلق اليوم الشاب العشريني "باسم صلاح الدين" إلى مركز التدريب الذي يعمل فيه-الجيم- انشغل رفقة باقي زملائه في التأكد من جاهزية المكان وتعقيمه وإحضار كافة الاحتياطات التي نبهت عليها وزارتي الصحة والشباب والرياضة، من توفير الكمامات والمساحات بين كل شخص وآخر و"الكحول" لكن الإقبال لم يكن بالصورة المثلى في اليوم الأول "استقبلنا زباين بس عشان الاشتراكات السنوية اللي عملنا عليها عروض".

يعمل صلاح الدين منذ 6 سنوات في هذا المجال، لم يواجه أبدًا ما جرى خلال الأشهر الماضية "الوضع كان سيء عشان كدا اتبسطنا بخبر الرجوع، لكن فيه ناس مرت بظروف قاسية، واضطروا يستلفوا خلال الفترة دي" كلماته تتفق مع مؤشرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الذي أشار إلى أن نصف الأسر التي خضعت للدراسة عن آثار كورونا، قاموا بالاقتراض من الغير، فيما اعتمد 17 % منهم على مساعدات أهل الخير، وحوالي 5.4% من الأهالي حصلوا على منحة العمالة غير المنتظمة.

العودة غير مرضية بالشكل الكافي، إذ يرى "صلاح الدين" أنها جاءت بالتزامن مع امتحانات الثانوية العامة ودفعات التخرج في الجامعات المختلفة "كمان احنا بنقفل في وقت الذروة اللي بيجلنا فيه ناس" إذ أقرت الحكومة إغلاق كافة الأماكن الترفيهية قبل الساعة العاشرة مساء، فضلًا عن خوف البعض من النزول بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد "وبعض الناس اتأثروا اقتصاديًا ومش هيصرفوا فلوس على الجيم".

رغم كافة التفاصيل المرهقة إلا أن الشاب العشريني يعتقد أن الرجوع للعمل لا يقارن بتلك الفترة السوداء التي قضاها الجميع في البيت "شوية شوية الدنيا هتبقى أحسن بس عايزين نلبي طلبات الناس ونراعي المواعيد" يرغب في ترك المجال لفتح أبواب "الجيم" أمام زبائنه مع مواعيد الحظر الجديدة التي تمتد من الساعة 12 مساء حتى الرابعة فجرا، مع اهتمامهم بالإجراءات الوقائية المختلفة المطلوبة من الجميع في هذا التوقيت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان