الشقيق الوحيد للشاعر نجيب سرور عالق بين الحياة والموت: عايز أتدفن في مصر
كتبت-إشراق أحمد:
لم تكن زيارة عادية هذه المرة؛ تحول لقاء الصحفية أمل سرور بوالديها في الإمارات إلى مصاب، تعرض أباها ثروت سرور لإعياء شديد أثناء التجمع السنوي والمعتاد لهم منذ نحو 5 أعوام، ومع الفحص الطبي اكتشف إصابته بالسرطان، غير أن الأزمة لم تتوقف عند المرض؛ إذ تزامن ذلك مع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وما تبعه من إجراءات توقف الطيران. تفاقمت الحالة الصحية لشقيق الشاعر الراحل نجيب سرور وبات عالقًا ليس فقط خارج بلده، لكن بين الحياة والموت كما تقول ابنته أمل لمصراوي.
منذ التحقت الكاتبة الصحفية أمل سرور بالعمل في جريدة الخليج الإماراتية، وتستقبل والديها في مكان إقامتها لفترة ثلاثة أشهر من كل عام، تلتقي بهما في زيارة عائلية يعودان بعدها إلى مصر، لكن الوضع الإستثنائي حال بين الرجوع في الموعد المحدد "كان المفروض تذاكر الطيران يوم 13 مايو لكن حصل ظروف كورونا واتقفل الطيران والتذاكر اتلغت لا دخول ولا خروج في العالم كله".
حاولت سرور طيلة الشهر الماضي، إعادة والديها إلى مصر ولم تفلح، انتظرت مثل جميع العالقين تحسن الأوضاع، فيما بدأت رحلة التداوي مع والدها رغم ارتفاع تكاليف العلاج في الإمارات لعدم وجود تأمين صحي. أصبح الذهاب إلى المستشفى مشوار يومي لأمل وأبيها "مفيش علاج لأن والدي سنة كبير ما يتحملش جلسات الكيماوي والإشعاع، فلم يكن هناك دواء سوى المسكنات، لكنها لم تُجدِ كما تحكي الصحفية المصرية من دبي "بدون مقدمات المرض انتشر في أعضاء الجسم وبدأ يتعرض لألام غير طبيعية". تأزمت الحالة الصحية للرجل الثمانيني ولزم إيداعه المشفى تحت رعاية طبية.
في الثاني من يونيو الجاري، دخل ثروت مستشفى دبي، يغالبه المرض ومفعول المسكنات، يفيق حينًا ويغيب مرات وكلما عاد للوعي يسأل بصوت مكتوم "أنا فين؟" فتجيبه ابنته بمكانه في الإمارات، ليكرر عليها رغبته "أنا عايز أدفن في مصر". يغوص قلب الابنة في حزن لرؤيتها أبيها يحتضر بينما تعجز عن فعل شيء، فيما يراودها مفارقة تاريخية "ذكرى ميلاد عمي نجيب سرور الشقيق الوحيد لوالدي كانت الشهر ده يوم ما دخل بابا المستشفى".
تصمد الصحفية المصرية أمام ما يجري، تهاتف حنان فوزي صديقتها منذ نحو 17 عامًا "مكنتش المكالمة للتعامل مع الموضوع كواسطة باعتبارها بنت مفيد فوزي لكنها صديقتي ما بخبيش عليها حاجة. اتصلت استشيرها أخرج إزاي من المأزق ده"، وفي المقابل أجرت الصديقة، بالأمس، اتصالات هاتفية بوزارة شؤون الهجرة وشؤون المصرريين بالخارج، لتستجيب الوزيرة نبيلة مكرة لمناشدة أسرة سرور سريعًا كما تصف الابنة.
في غضون ساعة، تلقت سرور اتصالاً هاتفيًا من المستشار مينا زاهر المسؤول عن مشاكل العالقين المصريين بوزارة الهجرة، قال لها "أحنا معاكي سندك وضهرك وهنتواصل معاكي الليل قبل النهار"، لم تكن الصحفية المصرية في حاجة سوى عودة أبيها لمستقره، ليخبر زاهر ابنة شقيق الشاعر الراحل إنه جاري مطالعة الطائرات والتنسيق حتى يتم استقبال والدها فور وصوله مصر ونقله إلى المستشفى تحت رعاية طبية.
14 يونيو الجاري ميعاد أقرب طائرة مصرية تنقل العالقين المصريين في الإمارات كما علمت الصحفية من طارق الإجاوي الذي تواصل معها من إدارة شركة مصر للطيران. لا تعلم سرور ماذا تفعل، تثمن سرعة الاستجابة التي تلقتها والإهتمام "حسيت أني فعلاً ليا سند في الغربة"، لكن تنظر لأبيها فتوقن أن الوقت يداهمها.
تحمل سرور ورقة من مستشفى دبي تسمح بنقل والدها على متن طائرة وتنتظر، تتردد عليه بينما تنقضي الساعات عصيبة، تتمنى لو ينفتح المجال لعودة أبيها اليوم قبل غد، تتحمل أعباء نفسية ومادية، يقتسمها الخوف من أن تتكالب عليها تكاليف الإقامة لدرجة لا تمكنها من السفر حين تحين اللحظة أو أن يكون الموت المحاصر لها أسبق من رد الفعل.
فيديو قد يعجبك: