"الطريق إلى القمة".. رحلة "أسامة" لتقديم البرامج التلفزيونية في بلاد الصين
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب- محمد مهدي:
داخل أحد الاستديوهات الكبرى في بكين، وقف الشاب المصري "محمد أسامة" ضمن 4 مذيعين آخرين لتقديم برنامجه الصيني الجديد "الطريق إلى القمة" المذاع على قناة "فونيكس تي في" الصينية، يستهدف إتاحة الفرص لأصحاب المشروعات المختلفة للحصول على دعم عن طريق تصويت وإعجاب الجمهور، فرحة تملكت الإعلامي الثلاثيني للمشاركة في هذا العمل الضخم بعد سنوات من المحاولات في بلاد الصين "سعيد بوجودي في البرنامج، وبعتبرها فُرصة عشان أنشر ثقافة بلدي على قد ما أقدر" يقولها أسامة في حواره لمصراوي.
في يونيو الماضي بينما تتعافى الصين رويدًا من تفشي فيروس "كورونا" المستجد، تلقى "أسامة" عرضًا بالانضمام إلى الموسم الثاني في البرنامج "بيقدمه 3 صينيين وأنا الأجنبي الوحيد معاهم"، شعر بالفخر "لأنهم بيختاروا مذيعين عندهم إطلاع كبير ومعرفة، ولغة قوية، وحضور عند الجمهور" تعامل بجدية شديدة مع التجربة، أراد وضع بصمة جديدة خلال رحلته في الصين منذ قدم إليها في عام 2011، حيث بدأ حينها من الصفر حرفيًا، يستعيد تلك التفاصيل الصعبة بينما يقف أمام الكاميرات متذكرًا لحظات البداية.
منذ 11 عاما تخرج "أسامة" من كلية آداب جامعة القاهرة قسم اللغة الصينية، سافر في العام ذاته إلى الدولة الآسيوية الضخمة، تركت داخله انطباع لا ينسى بضرورة العودة إليها من جديد، وخلال ثورة يناير 2011 تعرف على صناع أفلام صينين قدموا إلى التحرير لتصوير فيلما وثائقيًا عن الحدث الأكبر حينها "اشتغلت معاهم كمترجم، اكتشفت إن فيه معلومات مغلوطة عندهم عن مصر، حاولت أصححها على قد ما أقدر"، بانتهاء التجربة أراد خوض مغامرة بالذهاب إلى هناك مرة ثانية "قولت ليه مروحش واستخدم اللغة في تعريفهم أكتر عن البلد".
لم تكن التجربة وردية، حينما جاء للإقامة في بكين صدمته الغربة سريعًا، وحيدًا دون أصدقاء أو معارف، لا فُرص عمل تلوح في الأفق بينما لا يفهم ذويه بالقاهرة أسباب تمسكه بتلك الخطوة "اشتغلت في شركة ترجمة الأفلام والمسلسلات" لكنها ضاعت أدراج الرياح بعد إفلاس الشركة، عانى "أسامة" كثيرًا، قضى فترة يصارع قلة الحيلة وضيق الحال وندرة الأموال "كنت بقول لنفسي كل يوم مش عايز أفشل في وسط الطريق" قبل أن يتلقى طلبات لحضوره كضيف في البرامج التلفزيونية الصينية.
مع الوقت "اشتركت في أكثر من برنامج وجاتلي فرص أكبر" في مجال الإعلام، وجد "أسامة" نفسه في المسار الصحيح، لديه حضور أمام الكاميرا، يتحدث بطلاقة رغم عدم مرور وقت طويل في الصين، يحفر ببطء وجدية وصبر مكانة له وسط أهل البلد والأجانب من كافة دول العالم "بعد معاناة لقيت شغل في وكالة أنباء بالصين ثم حصلت الخطوة الأكثر تأثير في خطواتي"، صار مذيعا في برنامج "محادثات غير رسمية" الخاص بأصحاب الجنسيات المختلفة.
بدا أن الحياة تبتسم لـ "أسامة" شارك في 3 مواسم متتالية "كل موسم أكتر من 50 حلقة"، يُذاع مرة أسبوعيًا في أفضل توقيتات العرض بالصين "الناس كانت بتستناه بأعداد كبيرة"، يعرض خلال ظهوره في البرنامج تفاصيل الحياة في مصر "ثقافة بلدنا وحضارتنا"، أصبح يتابعه مئات الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصل عدد "الفلورز" نحو 3 ملايين ونصف شخص "بدأت أقدم حفلات مشهورة، واشتركت في يوم الشباب الصيني، اللي بيتواجد فيها أكتر ناس مؤثرة في كل المجالات".
تغيرت حياة الشاب الموهوب، استقرت أوضاعه، تزوج من مصر "أهلي لما اطمنوا على أخباري بدأوا يدعموني أكتر"، بينما تفرغ إلى الحديث بصورة مستمرة عن مصر "بقيت صوت ليها في الصين، بحكي عن الآثار والأماكن السياحية وتراثنا الشعبي"، تلقى دعوة في 2017 لحضور مؤتمر الشباب بشرم الشيخ للحديث عن تجربته ونقل الأجواء إلى متابعيه، وفي 2019 دعا عدد من أصدقائه الصينيين للحضور إلى مصر في جولة سياحية "لفينا في مدن مختلفة، وكتبوا عن تجربتهم" تابعها الآلاف حول العالم.
فجأة توقفت حركة الحياة في الصين، بعد ظهور فيروس غامض تفشى في أحد الأسواق الشعبية في "ووهان"، بعد نحو أشهر أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية فيروس "كورونا" المستجد أو "كوفيد-19"، وبينما يتابع العالم ما يدور في الدول الآسيوية، كان "أسامة" في قلب الحدث، ينقل من "بكين" الصورة كاملة عن المرض القاتل، ينفي الشائعات المغلوطة عن الفيروس أو عادات الصينيين "بقيت أكتب للناس في مصر والدول العربية أنقلهم التجربة" خاصة بعد انتشاره في كافة دول العالم، ثم هدأت الأوضاع مع سيطرة السلطات على الأمر، حتى أنه تمكن من تصوير برنامجه الجديد في الشهر الماضي.
"الطريق إلى القمة" جرى تصويره وفق اشتراطات وقائية واسعة "لازم جميع الناس تدخل الاستديو بكمامات، بيتم قياس درجة حرارتنا" ولديهم برنامج بكود محدد يتابع خط سير صاحبه "عشان يطمنا لو روحنا مكان فيه مصابين ولا لا" وعند ظهور حالات في العاصمة توقف البرنامج "كنا صورنا 4 حلقات" تمت إذاعتهم، فيما يعود إلى الاستديو مرة ثانية في الأيام الأولى من أغسطس القادم.
خلال الوقت المتبقى قبل عودة البرنامج لا يهدأ الإعلامي الشاب "بحاول استغل الوقت إني أذاكر وأبحث أكتر عن الموضوعات اللي بتتقدم في البرنامج" حيث ركزت المشروعات في الحلقات السابقة على تطبيق للمواقع الاجتماعية ومنصة خاصة بالأطباء وآخر عن روبوت صناعي بتقنية الرؤية ثلاثية الأبعاد وهو ما يحتاج إلى دراية كافية بتلك المشروعات، فيما يُخطط "أسامة" لمزيد من التجارب القادمة داخل الصين "وفي يوم هرجع مصر وأعمل حاجة أقدر استغل فيها الخبرات اللي وصلتلها خلال سفري".
فيديو قد يعجبك: