لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في مكة المكرمة .. كيف تغيرت المدينة خلال الحج بزمن "كورونا"؟

05:09 م الخميس 30 يوليه 2020

مدينة مكة المكرمة خلال موسم الحج 2020

كتب- محمد مهدي:

داخل ملعب صغير في مدينة مكة المكرمة بالسعودية، يتحرك الشاب المصري "محمد الطيب" بخفة وحماس خلال مباراة لكرة القدم يخوضها رفقة زملائه مساء أمس الأربعاء، وعلى بُعد 16 كم من المكان يتواجد آلاف الحجاج في مشعر منى للمبيت استعدادا للتوجه إلى جبل عرفات ضمن مناسك الحج الاستثنائي هذا العام بسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد، وهو ما يؤكده "الطيب".

في طريقه إلى منزله بمنطقة بطحاء قريش، بينما تخلو شوارع مكة من الزحام المعتاد لها في هذا التوقيت من العام يتحدث "الطيب" لمصراوي قائلًا: "كأننا في أيام عادية مش موسم حج، في السنين اللي فاتت لو مكنتش بأدي الفريضة بخرج أروح جدة أو الطائف لأنه الحركة بتكون صعبة في مكة بسبب الزحمة".

كانت السعودية قررت في يونيو الماضي، إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للمواطنين ومختلف الجنسيات الموجودة داخل المملكة، في ظل عدم توفر لقاح أو علاج لمواجهة فيروس "كوفيد-19"، وفي إطار الحفاظ على الأمن الصحي العالمي ولخطورة العدوى في التجمعات البشرية.

وخلال مؤتمر صحفي عبر "فيديو كونفرانس" أكد الدكتور محمدصالح، وزير الحج والعمرة بالسعودية، أن أعداد الحجاج لن تزيد عن عشرة آلاف شخص، جميعهم أقل من سن ٦٥ عاما ولا يعانون من أمراض مزمنة، ويخضعون للكشف عليهم قبل أداء مناسك الحج للتأكد من عدم إصابتهم بـ "كوفيد-19"

صورة 1

حينما سجلت السعودية أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في مطلع مارس الماضي، لم يتوقع "الطيب" أن يؤثر ذلك على موسم الحج في العام الجاري "كان في ظني إن مستحيل دا يحصل" لكن عند تفشي الفيروس داخل المملكة واتخاذ السلطات إجراءات عديدة من أجل التصدي للوباء من بينها إغلاق المساجد واقتصار الصلاة في الحرم على العاملين داخله "توقعنا إن الحج هيتأثر السنادي".

ويُقدر عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" داخل المملكة حتى الآن بأكثر من ٢٧٢ ألف مصاب- بحسب وزارة الصحة السعودية، من بينهم 1759 حالة بالأمس، من بينهم 122 في مكة المكرمة، غير أنه لم يتم تسجيل أية حالات بين الحجاج.

ورغم عدم تمكن الشاب الذي يعمل في مجال المقاولات، من أداء فريضة الحج هذا العام، بعد تكرار التجربة المقدسة لـ 5 مرات خلال 8 أعوام عاشها في مكة، لكنه يرى أنه قرارا صائبًا لحماية الحجاج والمواطنين في السعودية من مخاطر "كوفيد-19" مؤكدًا أن هناك تشديدات واضحة لتنفيذ الإجراءات الوقائية "موجود شرطة بأعداد كثيفة في أنحاء المدينة".

صورة 2

وحاول الشاب المصري التقدم إلى الحج هذا العام عن طريق موقع إلكتروني خصصته السعودية لتلقي طلبات المقيمين داخل المملكة، لكنه لم يحصل على الموافقة، فيما حاول عدد من المخالفين التسلل بين الحجاج من أجل أداء فريضة الحج لكن تم التعرف عليهم ومنعهم-كما يقول الطيب في تصريحاته لمصراوي.

تجربة مختلفة يعيشها "الطيب" خلال تحركه في أنحاء المدينة خلال موسم الحج "الفنادق كلها مقفولة، المحلات مظلمة، فيه ناس كتير شغلها بيعتمد على التوقيت دا في السنة" يقولها الشاب الثلاثيني بأسى، حيث سيتأثر الجميع بعد تقليص عدد الحجاج الذين وصل عددهم في العام الفائت إلى 1.9 مليون حاج-وفق بيانات الهيئة العامة للإحصاء بالسعودية.

وبحسب تقديرات اقتصادية، فإن عائدات مناسك الحج تصل إلى 12 مليار دولار سنويا، وتُشكل رفقة العمرة نحو 4 % من الناتج المحلي للسعودية، وهو ما سيتأثر هذا العام بعد إعلان المملكة عدم استقبال وافدين من خارج البلاد خلال موسم الحج، حيث تتوقع وزارة المالية بالسعودية أن يصل العجز في الناتج المحلي بنحو 9 %.

صورة 3

الهدوء التام في الأنحاء لم يعتاده "الطيب" في هذا التوقيت من العام، يتذكر حركته ببطء وسط مئات الآلاف من البشر القادمين من مختلف أنحاء العالم داخل مكة خلال الطواف أو "التروية" في منى ثم الانطلاق إلى عرفة وغيرها من المناسك، وكثرة الرزق للعديد من المهن "الناس اللي بتجيب جميع أنواع الأكل والعصير وتفرش خلال طريقنا، المحلات اللي جنب الحرم ومحلات الإحرامات والحلاقين، والباصات والتاكسي، ربنا بيكرمهم في موسم الحج" إذ تصل أعداد السيارات فقط التي تخدم الحجاج لأكثر من 32 ألف عربة-بحسب الهيئة العامة للإحصاء.

صورة 4

يقضي "الطيب" يومه في العمل صباحا، ولعب الكرة في المساء، بينما يتابع مناسك الحج من خلال التلفزيون، يتوق قلبه للانضمام إلى الحجاج لكنه يأمل أن تتحسن الأمور سريعًا بوصول العالم إلى لقاح للتصدي لفيروس "كورونا" المستجد، وأن يحمل العام الجديد البشرى وعودة الحج بصورته الطبيعية وترجع "مكة" لسابق عهدها في هذا الموسم "ربنا يكتبلك الخير في السنين الجاية بإذن الله".

*اسم بطل القصة مستعار بناء على طلبه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان