بيوت منهارة وتصدعات بالشوارع.. "ميلة" مدينة جزائرية نكبها الزلزال
كتبت-هبة خميس:
منذ السابع عشر من شهر يوليو المنصرف، وتتعرض الجزائر وبالتحديد محافظة ميلة للكثير من الزلازل التي مازالت متتابعة حتى اليوم، وأشدها الهزة الأخيرة التي حدثت اليوم السابع هذا الشهر.
9 هزات أرضية وتوابعها تجاوزت شدتها 4.5 ريختر، تسببت في تصدع الشوارع وانهيار الكثير من المنازل ومنازل أخرى ابتلعتها الأرض مع مخاوف السلطات من تصدع سد بني هارون فبدأت في عمل تفريغ جزئي لمياهه. لم تصدر السلطات الجزائرية أي بيانات رسمية عن الحدث الجلل، لكن سكان ميلة وما حولها عايشوا وتكفلوا بتوثيق ما حدث.
إلهام مزيود أستاذة الفرنسية من مدينة ميلة. في الزلزال الأول امتلكها الهلع أثناء إخلاء البنايات عن طريق رجال الحماية المدنية، لكن بعد انتهائه عادت للمنزل، إنما في الزلزال الأخير كانت تقضي يومها مع طفلتها الرضيعة تتأملها وهي شبه نائمة وفي لحظة شعرت بأن البناية ستقع فوقها، دوت صافرات الإنذار لإخلاء المنازل فهرعت مع طفلتها وبعض الأغراض البسيطة من المنزل وتركت البيت.
"في الخارج شفت الدمار، أنا أسكن بمنطقة الخربة وهي المنطقة الأكتر تضرراً، شفت الشوارع اتصدعت والبيوت بتقع للدرجة إن المنطقة فقدت كل معالمها" تصف السيدة الجزائرية ما أحدثه الزلزال في مدينة ميلة.
بعد الهزة الكبيرة استمر اليوم بالمزيد من الهزات الارتدادية وانتقلت "مزيود" لبيت والدتها، أفزعها مشاهد الشاحنات المحملة ببقايا الأثاث الناجي من البيوت المنهارة وشاهدت المخيمات التي نصبت في ملعب المدينة لإيواء الناس الذين تضررت بيوتهم "ناس كتير فقدت بيوتها، ورزقها وانزلاقات التربة والتصدعات لا تتوقف والسكان لا يفيقون كل يوم من أثر الصدمة.
في منطقة مجاورة لمدينة ميلة، تسكن نسمة جمال، لم تشهد الكثير من الضرر جراء الزلزال لكنها تعمل في تغطية الحادث بطريقتها على السوشيال ميديا، إذ لم يكن هناك تغطية إعلامية لما جرى لذا قررت نسمة "نقل الصورة عن طريق الهاتف المحمول. فعلت ذلك أنا وكثير من المواطنين".
تابعت نسمة صور البيوت المنهارة وهي تشكر ربها لعدم تضرر أسرتها كثيراً لكن هاتفها لا يتوقف عن الاطمئنان على الأصدقاء المتضررين و الجيران الذين تم ترحيلهم من بيوتهم المتصدعة إلى المخيم، تتمنى نسمة توقف الهزات المتتابعة كي يلتقط الناس أنفاسهم وتتساءل مراراً عن سبب الزلازل الذي احتار فيه الخبراء، فيدعي البعض أنه بسبب بناء في منطقة فالج، أو السد نفسه لكنها تظل نظريات لا أساس لها.
حينما حدثت آخر هزة الجمعة الماضية، كانت نسمة في منزلها، هلعت مع باقي السكان للشوارع التي افترشوها طوال اليوم حتى تنتهي الهزات الارتدادية متفاوتة الشدة فوصلت لعشرون هزة في أقل من 12 ساعة. مع رعب سكان المدينة المقيمين على ضفاف النهر بالقرب من السد خوفاً من انهياره، والذي كان ليسبب كارثة شديدة للبلاد .
خلف الزلزال الشديد العديد من المنازل المنهارة، ومعها مشردين، سكنوا الإيواء كما تقول نسمة "الناس اللي في المخيمات كتير من الناس اتوجهوا لمساعدتهم من المدن المجاورة حتى المطاعم صارت توزع عليهم وجبات ،لكنهم يعانوا من غياب الكهرباء و الألم لخسارتهم بيوتهم " .
فيديو قد يعجبك: