لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كُتب تحت الأنقاض.. كيف حال المتضررين من انهيار عقار قصر النيل بعد أسبوعين؟

10:11 م الإثنين 31 أغسطس 2020

انهيار عقار قصر النيل

كتبت- شروق غنيم:

صورة رئيسة- علاء أحمد:

أسبوعان مرا ولا يزال صدى الحادث مزلزلًا في حياة علي إبراهيم؛ في لحظات انهارت العمارة التي تحتضن "أوزوريس"-المكتبة التي ورثها عن والده-، طيلة حوالي نصف قرنًا واستقرت في الطابق الثالث ببناية رقم 50 في شارع قصر النيل، غير أنها انهارت في الخامس عشر من أغسطس الماضي، ولا يزال الكتب بداخلها تحت الأنقاض إلى هذه اللحظة.

لم يكن إبراهيم بداخل المكتبة كما اعتاد كل صباح، لكن في العاشرة ونصف صباحًا جاءه اتصالًا عاجلًا من الموظفين بالمكتبة "كانوا في صدمة وصراخ، ألحق العمارة وقعت وإحنا طلعنا بالعافية"، هروّل الرجل الخمسيني إلى المكان فهاله المنظر "شقا عُمر أبويا كله على الأرض، بس اللي كان مهوّن إن محدش من الموظفين اتأذى".

1

قبل خمسين عامًا أسس والده مكتبة أوزوريس والمختصة بالكتب العلمية والدراسية ويأتي أغلبها باللغة الإنجليزية، فيما اشترى الابن منذ خمسة سنوات شقة مجاورة لتُصبح مخزنًا للكتب، انهارت هي الأخرى مع انهيار العقار رقم 50 شارع قصر النيل، والذي "يقع على مساحة 1500 متر ومكون من دور أرضي و4 أدوار، ويوجد به شركة صرافة بالدور الأرضي ومصنع ومحلات ملابس ومكاتب إدارية ومعرض موبيليا مغلق" بحسب ما جاء في بيان محافظة القاهرة بعد الحادث.

تعدى المكان كونه مكتبة بالنسبة للرجل الخمسيني "حاجة من ريحة أبويا وحلمه اللي أسسه وأنا راعيته من بعده"، خلال خمسين عامًا شاركوا في معرض القاهرة الدولي للكتاب "من أول نسخة ليه وأبويا كان موجود"، فيما شاركوا أيضًا في معارض دولية في ليبيا، أسبانيا وألمانيا.

2

ما إن تبدأ الدراسة الجامعية وتُصبح "أوزوريس" قِبلة الطلاب لما تضمه من كتب متخصصة في الطب والهندسة واللغات والكيمياء والفيزياء والزراعة "بنستورد أغلبها من برة، وبيبقى المهتم بيها الأكثر الطلبة وكمان بيبقى عندنا كتب لدكاترة بيدرسوا في الجامعات"، كان ذلك كفيلًا بأن يوقف حال المكتبة منذ شهر مارس الماضي مع تفشي فيروس كورونا المستجد وتعطيل الدراسة "وجه موضوع العمارة كمّل على الموسم كله".

طيلة الأيام الماضية يتخبّط صاحب المكتبة، إذ أن الكتب لا تزال تحت الأنقاض "مش عارف هتبقى حتى سليمة ولا لاء"، ينتظر إزاحة الحطام من أجل إنقاذ ما تبقى من إرث والده "غير كل الورق والشغل الموجود على الكمبيوتر، والورق اللي يثبت مستحقاتنا عند ناس، أو إحنا علينا كام لشغل وملفات الضرائب.. كله راح ومتسابين في حيرة".

3

على مدار الـ16 يومًا مضوا يجوب إبراهيم بحثًا عن مكان بديل من أجل البدء من جديد "عندنا 8 موظفين فاتحين بيوت، وأغلبهم فوق الخمسين سنة مش هيلاقوا شغل في مكان تاني"، فيما يحاول التعاقد على دُفعات كتب من أجل اللحاق بالموسم المُقبل مع عودة الدراسة.

يدفع الرجل الخمسيني عن نفسه أي محاولة تفكير فيما جرى "آخر السنة دي كنت هحتفل بإن المكتبة 50 سنة، مش قادر أتخيل إن كل ده راح"، فيما لا يهدأ عقله من التفكير في عدة سيناريوهات "منعرفش مين مسئول أو التحقيقات وصلت لفين، وهل هيكون في أي تعويضات ولا لاء"، لكنه يسعى بشتى الطُرق أن يوجد مكانًا بديلًا "مينفعش الاسم اللي أبويا قعد طول عمره يبنيه يروح هدر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان