"بعت عدة الغوص عشان أعيش".. كيف مرت "كورونا" على غواصي "البحر الأحمر"؟
كتب- محمد زكريا:
كانت شرم الشيخ، متنفسًا لعمرو القاضي، صيفًا وشتاءً، ليس كزائر أو مُصيف، ولكن كعامل بالغوص في بحر المدينة، يقدم خدمته للمصريين والأجانب، قبل أن يأتي العام الحالي وفي يده "كورونا"، قلب الفيروس المستجد حياة صاحب الـ32 عامًا رأسًا على عقب، عُطلت السياحة، أغلقت الشواطئ، وتوقف عمل الشاب تمامًا، ليضطر للعودة إلى القاهرة تحت وطأة الظرف الصعب، ويعمل موظفًا لصالح إحدى شركات الدواء.
قبل ظهور فيروس كورونا المستجد "الشغل عندنا كان طول السنة، لكن بيتركز على شهور الصيف، اللي فلوسه بنعتمد عليها باقي السنة"، لذا جاء كورونا ضربة في مقتل "السنه كلها ادمرت معايا، السيزون ده صفر فلوس، لأننا كنا بنعتمد على الكام شهر اللي فاتوا دول" يشرح القاضي.
خلال ذروة تفشي كورونا، عاش الشاب أيامًا صعبة، بعد أن توقف مصدر رزقه الوحيد، درجة أن اضطر إلى بيع "عدة الغوص عشان اعرف اعيش"، إلى أن خفت حدة الأزمة، وعادت للسياحة الداخلية بعضًا من نشاطها، ذاك الذي توسم فيه يسرًا بعد عسر.
عاد للغوص بعضًا من حيويته "بس المراكب مبقتش تشيل نفس العدد وده أثر على شغلنا وفلوسنا"، رغم ذلك حاول القاضي أن يستعيد بعضًا مما فقده "اتعرض عليا اشتغل في مركز غوص وآخد 3 آلاف جنيه في الشهر، لكن رفضت في النهاية؛ ده مبلغ ميناسبش واحد مغترب ومتجوز وبيعول أسرة"، ليقرر الشاب في النهاية التخلي عن مهنته لأجل لقمة عيش أرحب له ولأولاده، فيما وجدها بالبدء من جديد كموظف في إحدى شركات الدواء بالقاهرة.
لم يستعد الغوص في مدينة الغردقة نشاطه إلى الآن، "بعد ما الدنيا فتحت، موصلناش لحد النهاردة لـ20% من اللي كنا عليه قبل كورونا.. وده معناه أن السيزون اضرب" يشرح علي يوسف مدير إدارة الغطس البحري في الغردقة، مستطردا: "في الطبيعي كان بينزل 6 زباين مع كل غطاس، إنما النهاردة مفيش ضغط والغطاس بينزل مع زبون زبون، ويوم يشتغل ويوم لا"، علاوة على انخفاض ما يتحصل عليه الغواص من كل زبون "منزلين الأسعار عشان نعرف نشتغل".
قبل ظهور فيروس كورونا المستجد، سار عمل الغواصين في الغردقة على نحو جيد، رحلات لا تنقطع منها يتكسبون رزقهم "السيزون كان بيبدأ عندنا من آخر 3 لأول 11، والسنة اللي فاتت مكنش في غطاس فاضي"، فيما استبشر مدير إدارة الغطس البحري في الغردقة بالموسم الحالي خيرًا "الغرف عندنا كانت كومبليت مع بداية السنة"، حتى تفشت الجائحة عالميًا ونالت مصر نصيبًا من وجعها، حيث بلغت خسائر مصر من الوفود السياحية، في ظل انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد 26.3 مليار جنيهًا، بحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، "ومن بعدها أنا شخصيًا منزلتش ولا غطسة" يقول علي يوسف.
في العاشر من سبتمبر الجاري، أصدرت غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، منشور رقم "8" لسنة 2020، لصرف الدفعة الثانية للإعانات الخاصة بصندوق إعانة الطوارئ، استكمالًا للتفاعل مع الأزمة والآثار السلبية المترتبة على القطاع السياحي والعاملين به، من جراء الإجراءات الدولية الاحترازية والوقائية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث ناشد رئيس غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، أعضاء الغرفة الذين سبق وتقدموا بطلب لصرف الدفعة الأولى من الصندوق، التقدم للغرفة بطلب صرف الدفعة الثانية، وذلك بحد أقصى أسبوع من تاريخه.
يتخصص حسين عوديبة في الغوص الحر بدهب، تلك الرياضة التي تشتهر بها المدينة المصرية، ويحترفها صاحب الـ45 عامًا ويدرب فيها "الغوص الحر موقفش في دهب حتى في عز الظروف السياسية اللي مرت بيها البلد، وكان فيه أجانب ومصرين ومسابقات بين غواصين طول الوقت"، غير أن كورونا بدَل الحال "وقت كورونا مبقاش في فري دايف خالص، والبحر كان مقفول تمامًا"، لكن في وقت خفت حدة الأزمة "كنا بننزل نتمرن بس عشان مانفقدش مهاراتنا"، إلى أن أقرت الحكومة عودة نسبية للسياحة الداخلية "نقدر نقول أن الحركة رجعت للدنيا شوية"، غير أن صاحب الـ45 عامًا يتمنى أن ينتهي كابوس كورونا تمامًا، وتعود لرياضته وعمله النشاط المعهود.
فيديو قد يعجبك: