مذكرات تشارلي تشابلن.. كيف عاش "الصعلوك" حياة حافلة؟
كتبت-هبة خميس:
في الواحد والعشرين من يناير الجاري، تحل ذكرى مرور مائة عام على عرض أول فيلم طويل من إخراج "تشارلي تشابلن" في قاعة "كارنيجي" بمدينة نيويورك.
سنوات طويلة مرت وبالرغم من ذلك مازالت عبقرية "تشابلن" بيننا وحاضرة طوال الوقت بين أفلامه الطويلة والقصيرة والشخصية التي ابتدعها لتخلد في أذهاننا للأبد، وأيضاً بمؤلفات قليلة له من أهمها وأشهرها كتاب "مذكرات تشارلي تشابلن" الصادر عام 1964 ويحكي فيه المخرج والممثل والكاتب عن قصة حياته بداية من منطقة فقيرة بأحد أحياء لندن حتى وصلت شهرته للعالم كله.
في الجزء الأول من الكتاب يحكي "تشابلن" عن طفولته بحي فقير في لندن وغرفة ضيقة معتمة حيث ولد لأبوين يعملان بالمسرح ورث عنهما الغناء والتمثيل، لكن الانفصال المبكر بينهما مع فقدان أمه لصوتها دمر الأسرة التي خرجت من شقة بعدة غرف ومربية وثياب جديدة لغرفة فقيرة بدون مال أو طعام.
حكى "تشارلي" عن والدته "هانا" التي كانت حياتها صعبة؛ كيف كانت تحكي له القصص الدرامية بالمسرح هو وأخوته، ثم اضطرارها للتخلي عنهم أكثر من مرة لمأوى للأيتام بسبب الفقر الشديد وبداية فقدانها لعقلها، ثم دخولها مصحة الأمراض العقلية وتسليمه هو وإخوته لوالده.
لكن الوالد مدمن الكحوليات توفي عن عمر الثامنة والثلاثون بسبب تليف الكبد، واستمر تنقل الأطفال بين الأم وبين العراء حتى عادت الأم في النهاية للمصحة وتوُفيت عام 1928.
عانى "تشابلن" كثيراً؛ طوال طفولته كان يعمل أحياناً مع فرق المسرح ويغني حتى وصل لعمر السادسة عشر، فذهب في عمل بجولة مسرحية مع أخيه الأكبر منه حتى أصبح كوميداناً بارعاً في سن الثامنة عشر من عمره.
بين سطور المذكرات نلمس ذكاء الطفل الذي عاش في العراء لفترة متنقلاً بين المأوى والغرف الفقيرة، وأيضاً خفة الدم و السخرية طوال الوقت.
يحكي تشابلن عن قصص حبه البائسة والتي اعتبرها جزء من سوء حظه لكن تغير الحظ بعد أن تجاوز الأربعينات فأحب فتاة في الثامنة عشر من عمرها تدعى "أونا أونيل" والتي قال عن زواجه منها "كانت أسعد لحظة وحدثاً في حياتي" وظلت زوجته حتى وفاته عام 1977.
يقف الكتاب عند الكثير من اللحظات المهمة في حياة "تشابلن"، كيف واجه كل تلك الصعوبات في حياته بداية من طفولته البائسة حتى قصص زواجه الفاشلة وأيضاً أزماته الدبلوماسية وكيف مُنع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات. كل ذلك بأسلوب خفيف وسلس جعل الكتاب من أهم السير الذاتية في العالم وبيعت منه ملايين النسخ وتُرجم لمعظم لغات العالم.
فيديو قد يعجبك: