لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"حكاياته عابرة للزمن".. كيف تذوق جيل التسعينيات أعمال وحيد حامد؟

03:25 م السبت 02 يناير 2021

الكاتب الكبير وحيد حامد

كتبت- دعاء الفولي:

مازالت عبارات فيلم "الإرهاب والكباب" حيّة، يستدعيها مواطن بسيط حين يمر أمام مجمع التحرير، يسرد موظفو المكان وقتها بفخر كواليس الفيلم، وينشر الشباب جُملا ساخرة منه، يعيدون استخدامها لمناسبات عدة. في أعمال الكاتب الراحل وحيد حامد يجد المشاهدون دائما ما يلمسهم، سواء كانوا في منتصف العمر أو مسنين أو وُلدوا في تسعينيات القرن الماضي، كلٌ يحمل حكاية خاصة من أفلام وحيد حامد.

يتذكر عمرو أحمد المرة الأولى التي سمع فيها عن أعمال وحيد حامد "كانت الناس دايما بتكتب عن طيور الظلام والإرهاب"، استفزّته الآراء لمتابعة الفيلمين "مكنتش مستوعب إن عادل الإمام الممثل الكوميدي اللطيف ممكن يطلع في حاجة جد وفيها رسالة"، كان عُمر الشاب وقتها لايتجاوز 16 عاما "كنت شفت له حاجات خفيفة زي محامي خُلع والهلفوت وكده بس لما تابعت لقيت عالم مختلف تماما".

21 عاما هو عُمر طالب كلية الآداب، لم يشعر يوما أن أعمال حامد منفصلة عن جيله "من كتر ما هي حقيقية ينفع نطبقها على كل الأزمنة"، كلما تبحّر اكتشف كنوزا. "كنت متخيل إن الرقابة هتمنع أعمال بتتكلم عن السياسة والفساد وغيرهم لكن لقيته عامل دا بسلاسة شديدة ومن غير فذلكة". غاص عمرو في أفلامه، "من أول البريء والغول ومرورا بالمنسي ولحد مسلسل الجماعة وغيرهم.."، وقتها اكتشف ما يُحبه حقا في وحيد حامد "إنه خليط عظيم بين الكاتب الشاطر والجماهيري.. شخص قادر يوصل لكل الناس في الشارع ولكل الأعمار"، يمتن عمرو لأعمال الكاتب الراحل كثيرا "لولاه حاجات كتير في فترة الثمانينات والتسعينيات وقبلهم جيلي مكنش هيشوفها بالحلاوة دي".

لا يعرف أحمد النوساني كثيرا عن صناعة السينما، فعمله كمهندس بعيد تماما "بس كل اللي عارفه إني بلاقي عند وحيد حامد دايما حد يشبهني او يشبه حد أعرفه"، كانت المرة الأولى حين شاهد صاحب الـ27 عاما فيلم الإرهاب والكباب، ضحك حين سمع هتاف "الكباب الكباب هيخلي عيشتكو هباب"، وكاد يبكي قبل نهاية الفيلم "ساعتها قررت أدور على أفلامه كلها وأشوفها".

قرر الشاب متابعة الأعمال بالترتيب "شوفت الحاجات القديمة كلها بس الجديد زي محامي خلع لأ"، كان النوساني يشعر أنه مكان الممثل "من كتر ما الحوار واقعي وبيحصل".

يدرك النوساني أن جيله أكثر حظا فيما يتعلق بالقدرة عن التعبير، فيما يجعله ذلك أكثر انبهارا بأعمال حامد "عشان مكنش عنده غير نفق بسيط يتكلم فيه ومع ذلك قدم حاجات عظيمة".

رُبما يكمن سِحر حامد أن أعماله الغزيرة لم تتعارض مع جودة الكتابة، ظل حسام الخولي لفترة يشاهد تلك الأعمال ولا يعرف صاحبها، إلى أن شاهد "المنسي"، وقتها تغير كل شيء "كنت منبهر إزاي شخص يكتب عن بني آدم عادي جدا فيحول قصته لشيء جميل وشاعري ومفيهوش صعبانيات"، أدرك الكاتب المتخصص في الثقافة وقتها أنه وجد ضالته "خيط الأعمال بتاعته بقى بيكرّ.. شوفتها كلها من أقدم الحاجات لحد آخرها".

حينما كان صاحب الـ30 عاما يدرس بكلية الإعلام "كنت حاسس إن المثقفين مفصولين عن الناس العادية.. عندي غضب تجاههم طول الوقت لحد ما عرفت وحيد حامد". أدرك الخولي أن الكاتب الراحل كان مشغولا بربط أعماله برجل الشارع "كان بيكتب للناس دي من غير تعالي" ،فيما لم تختلف تلك الروح في الكتابة التليفزيونية، يسرد الخولي مشهدا من مسلسل بدون ذكر أسماء، بينما يقول "الحاجات بتوصل دون ابتذال ومن غير ما تفقد معناها"، لم يشاهد الشاب أعمال وحيد بالترتيب، تنقل بخفة بين المسلسلات والأفلام وحتى المقالات الصحفية التي كان يكتبها، يُعدد الخولي خِصال أفلامه "فيه ممثلين مشفتهمش بالشكل دا في أدوار تانية غير مع وحيد حامد"، يتذكر الخولي دور الراحل محمود عبدالعزيز في فيلم الدنيا على جناح يمامة، وسعاد حسني في "غريب في بيتي".

في ديسمبر الماضي، جلس حامد أمام مُحبيه الكثيرين داخل ندوة على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، حكى عن زمنه الجميل، وكيف راوغ الرقابة ليقول ما لديه، كان الخولي من المحظوظين بحضورها "يمكن من ألطف الأشياء اللي حصلت لي السنة اللي فاتت إني حضرتله، ولو مكنتش موجود كنت هزعل إني ملحقتش أشوفه قبل ما يمشي"، لم تكن الندوة لمتخصصي السينما فقط، فقد ضمت أطيافا عدة وأعمارامختلفة؛ من حضروا أفلامه القديمة في السينما ومن شاهدوها عبر الإنترنت، جذبتهم أعمال حامد وستجذب المزيد حتى بعد وفاته.

تابع تغطية مصراوي لوفاة الكاتب الكبير وحيد حامد.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان