لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ميكروباص الساحل".. كيف تصدر ترند السوشيال ميديا في 4 أيام ومن أين بدأ؟

08:45 م الخميس 14 أكتوبر 2021

ميكروباص الساحل

كتب- محمود الشال ورمضان يونس:
غلاف- أحمد مولا:

على مدار 4 أيام، تصدر الحديث عن لغز اختفاء ميكروباص بعد سقوطه من فوق كوبري الساحل، بمنطقة شبرا، منصات التواصل الاجتماعي، على الوسم الأبرز "#كوبري_الساحل"، بإجمالي معدل تفاعل تجاوز 5.8 مليون، منذ الساعة 2.45 مساء الأحد الماضي وحتى منتصف اليوم الخميس، وفق أداة (tweet reach)، بمتوسط معدل تفاعل قدرته أداة (talk walker) بـ17.8 ألف .

بينما وصلت عدد مرات عرض المنشورات المتعلقة بـ"سقوط الميكروباص"، على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال نفس المدة الزمنية إلى 1.2 مليار مرة، وكانت ذروتها الساعة 11 مساء يوم الحادث، الأحد الماضي، ليصل مرات عرض المنشورات إلى 441.6 مليون، وفق أداة(talkwalker).

1

فمن أين بدأ الحديث عن "سقوط ميكروباص من فوق كوبري الساحل" في العالم الافتراضي؟ وكيف تحول إلى ترند يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح مادة صحفية تتصدر اهتمام وسائل الإعلام في مصر وخارجها؟

في مجموعة على موقع "فيس بوك"، تحمل اسم "امبابة بلا صراعات"، وتضم نحو 53 ألف عضواً، كان الاستفسار الأول من حساب شخصي باسم "محمد علاء،" يسأل فيه عن حقيقة سقوط الميكروباص من فوق كوبري الساحل، ونشر هذا الاستفسار يوم الأحد 10 أكتوبر، الساعة 2.45، وتفاعل معه 130 من أعضاء المجموعة الافتراضية، كما تظهر بيانات أداة CrowdTangle، وبالتزامن مع نشر هذا الاستفسار، بدأت قوات الإنقاذ البحث عن الميكروباص في النيل أسفل كوبري الساحل، وفقاً لرواية "سماح حسين" بائعة شاي التي تستقر ببضاعتها أسفل كوبري الساحل في مواجهة مستشفى حميات إمبابة، في حديثها لمصراوي.

2

وبعد 7 دقائق نشر "جروب" آخر باسم "امبابة" تأكيداً بوقوع الحادث، عبر منشور جاء فيه "عربية وقعت من على كوبري الساحل في اتجاه روض الفرح حالا"، تفاعل معه 258 من أعضاء المجموعة الافتراضية، وكان من بينهم من أكد مشاهدته لسقوط الميكروباص في النيل، كما قال حساب باسم سامح درويش: "أنا كنت ماشي بالمكنة على الكوبري لما حصل الحادث".

تدريجيا، انتشرت "واقعة ميكروباص الساحل" على الصفحات العامة والمجموعات الافتراضية، الخاصة بمنطقة إمبابة والوراق. وظهر الفيديو الأول لوجود لنشات خاصة بقوات الإنقاذ في النيل، على صفحة باسم "خبر عاجل مع الصحفي محمود"، وتضاعف التفاعل بشكل مطرد على الصفحات الخاصة والمجموعات التي تداول روادها "واقعة سقوط الميكروباص".

وتطورت الأحداث من خلال التداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتضمن عدد الضحايا: "ميكروباص يقل 14 راكبا، اصطدم بسور كوبري الساحل وسقط في نهر النيل أسفل الكوبري"، كانت أبرز الروايات للحادث على مواقع التواصل.

مئات المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي مع صور للميكروباص لحظة وقوعه من أعلى كوبري الساحل، وكان 60% من الحديث حول الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، و29.3% من المنصات الإخبارية، فيما كانت نسبة المدونات 8.3%.

لكن رغم ذلك كله، أكدت مصادر أمنية بوزارة الداخلية، صباح اليوم الخميس، أن تكثيف عمليات البحث الدقيق لنهر النيل أسفل كوبري الساحل لم يسفر عن العثور عن شيء بعد 4 أيام من البحث المستمر لقوات الإنقاذ، وأوضحت أن البلاغ بوقوع الميكروباص كان من أحد المواطنين الذي قال: "أنه علم من آخرين رؤيتهم لشيء يسقط من أعلى الكوبري".

يعلق الدكتور دكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها وخبير الإعلام الرقمي. قائلاً إن "شهادات المواطنين على منصات السوشيال ميديا تحتاج التحقق منها، والبحث خلفها للتأكد من تفاصيلها وحدوثها"، مضيفاً أن بعض وسائل الإعلام لم تكن منضبطة في تناول واقعة "كوبري الساحل"، واهتمت فقط بمسايرة "التريند" ووسائل التواصل الاجتماعي، على حد قوله.

صورة 3

وكانت أبرز الوسوم التي تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي: "حادث كوبري الساحل، سقوط سيارة، كوبري الساحل"، وامتد التفاعل من مصر إلى ثماني دول أخرى هي: "السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب، والعراق، والإمارات، وسوريا، وتركيا، ولبنان".

صورة 4

بعد ساعة من انتشار "واقعة سقوط الميكروباص"، نشرت العديد من صفحات وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية أخبارا عن "واقعة سقوط الميكروباص"، واستندت في نقلها إلى مصادر مجهولة أو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

يوضح "النحاس" أن بعض وسائل الإعلام، لم تراعي قواعد التحقق من المعلومات قبل نشرها في ظل سيل تدفق الأخبار القياسي حول الحادث، ويقول إنه كان من الضروري التحقق والاستعانة بأدوات التقنية اللازمة، التي تعتبر خطوة أساسية قبل التعامل مع المحتوى المنشور على منصات التواصل الاجتماعي.

ووصل التفاعل إلى ذروته على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر المنصات الإعلامية والمواقع الصحفية للحادث، بينما على أرض الواقع، كانت تتواجد 5 سيارات إسعاف فوق الكوبري، و7 لنشات نيليه تابعة لقوات الإنقاذ، وتواجد أمني مكثف في محيط المكان، وتجمع العشرات من المارة، بينما خلى المكان من وجود أهالي الضحايا الذين أكدت منشورات مواقع التواصل وجودهم بـ"الميكروباص الساحل"ـ

يقول أستاذ الإعلام إن الاستعانة بشهود عيان وصفوا الحادث بدقة وتحدثوا عن عدد الركاب ونوع السيارة، كان يجب أن يحدث بحيث يتم مطابقة شهاداتهم قبل نشرها، وفي حال هذا التضارب بين أقوال الشهود العيان، كان يجب وقف نشر أخبار حول الشهود العيان، والاعتماد على نتائج جهات التحقيق المسؤولة.

لكن، انتشر الخبر على نطاق واسع، وأرفق بصور لسيارة تسقط من فوق الكوبري، تزعم أنها الميكروباص الذي سقط من أعلى كوبري الساحل.

صورة 5

بالبحث عن الصورة على محرك بحث "ياندكس" الروسي، ظهر استخدام الصورة للمرة الأولى في 15 أغسطس 2013، وتعود لاعتداء أنصار جماعة الإخوان على مدرعة لقوات الشرطة أعلى كوبري 6 أكتوبر.

صورة 6

لكنها لم تكن الصورة الوحيدة، فبحث الناس واهتمامهم بـ"ميكروباص الساحل"، وبحقهم بشكل مكثف عنه، كان سبباً في انتشار صور مزيفة عديدة عن الحادث على مواق التواصل، بحسب أستاذ الإعلام بجامعة بنها.

صورة 7

أمس الأربعاء بدأ اهتمام الناس يتأرجح، حتى وصل التدوين حول "ميكروباص الساحل" إلى "صفر" في الساعة التاسعة صباح يوم الخميس، قبل أن يصدر بيان أمني، ينفي سقوط سيارة من أعلى كوبري الساحل، ليبدأ تناقل الخبر "العاجل".

ولكن اهتمام الناس بخبر "عدم سقوط الميكروباص"، لم يكن مثل اهتمامهم بـ"سقوط ميكروباص من أعلى كوبري الساحل"، إذ كان متوسط التفاعل مع الحادث في نهاية اليوم الأول 7 آلاف، بينما متوسط التفاعل مع نفي الحادث لم يتجاوز (64) تفاعلاً، في منتصف اليوم الخميس، مع الانخفاض تدريجي لمعدل الاهتمام، وفق آداة talkwalker.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان