الحياة خلف ستار المرض.. كيف يستقبل أطفال الحساسية فصل الشتاء؟
كتبت- هبة خميس:
في مطلع الخريف وبدايات الربيع تبدأ أعراض المرض في الظهور على مرضى الحساسية الموسمية، ومع تقلبات الجو واستمرار الطقس السيئ تفرض عليهم تلك الأعراض حالة من المرض الدائم حتى استقرار الأحوال الجوية.
في أيام النوّة بمدينة الإسكندرية تحرص الأم الثلاثينية "هبة عبد الدايم" على غلق شقتها بشكل جيد، تتأكد من غلق النوافذ المتشققة من الرطوبة وترفع شعار لا للخروج لأطفالها الاثنين المرضى بأمراض الحساسية.
في عمر الثلاثة أعوام لطفلها الكبير "آدم" بدأت تنتابه نوبات من السعال العنيف مع رشح دائم بأنفه لتبدأ الأم بالطواف على الأطباء لتعرف ماذا انتاب طفلها "وديت لدكاترة أطفال ودكاترة أمراض صدر وخد أدوية كتير ومكانش بيخف لحد ما وديته لدكتور شخصه إن عنده حساسية في الأنف وسعال ديكي وده سبب صوت الكحة الغريب عنده".
الطبيب أخبر الأم بعامل الوراثة لدى مرضى الحساسية مع ضريبة العيش في مدينة ساحلية يعاني أغلب سكانها من أمراض الحساسية لتعلم أن مرض طفلها مزمن سيصاحبه مع كل تغير للفصول وفي معظم أيام الشتاء ذات الطقس العنيف.
تناول الكثير من الأدوية وبخاخات الأنف والصدر لمريض الحساسية في مطلع كل فصل هو طقس دائم يعرفه كل مصاب بذلك المرض المزمن.
وإبان انتشار فيروس كورونا زادت المخاوف لدى "عبد الدايم" بسبب إصابة الابن بالحساسية لتزيد من الاحتياطات التي تفعلها لتجنب العدوى.
"كنت لسة عارفة ان ابني الأصغر عنده حساسية برضه ووقتها كان مفيش نزول خالص إلا للضرورة وطبعا مكانش فيه مدرسة وتباعد وبديهم فيتامينات وسوايل دافية طول الوقت".. تقول الأم لمصراوي.
مع العودة للمدارس اضطرت "عبد الدايم" لرجوع طفلها للمدرسة بانتظام مع المحافظة على الاحتياطات كارتداء الماسك الواقي والتباعد الاجتماعي مع التطهير باستمرار.
لكن مع بداية الفصل الدراسي في سبتمبر الماضي زادت نوبات مرض الابن الأكبر واضطرت للتوقف عن الحاقه بتمرين السباحة "مع إني دخلته سباحة عشان قالولي بتخلي التنفس أفضل"، فمع التعب واستمرار نوبات السعال تضطر "عبد الدايم" لأن يغيب ابنها من المدرسة حتى تنتهي نوبة تعبه الشديد.
ويصبح الأمر أسوأ إذا ما مرت عاصفة ترابية في المدينة "بقفل الشقة ومش بننزل أبدأً لاني بخاف عليهم يتعبوا ودة أول شتا يعدي علينا تعبانين فيه طول الوقت كدة لان الجو مش مستقر".
منذ عام أصيبت ابنة "هبة عادل" الدكتورة بالجامعة بنوبة من السعال والاختناق للدرجة التي جعلت الطفلة ذات الـ8 أعوام للشكوى من عدم استطاعتها التنفس لتهرع "عادل" على مستشفى العجمي القريب من بيتها وتخبرها الطبيبة بأن طفلتها مريضة حساسية صدرية وفي الأنف وتحتاج لجلسات تنفس.
كان الأمر تحت السيطرة حينما كانت الابنة صغيرة "كانت بتتعب باستمرار بس وقتها الدكتور كان بيكتبلها علاج مضاد للحساسية ويمنع أكلات مسببة للأمر وكنا فاكرين الدنيا بسيطة"، لكن منذ ثلاث سنوات انتقلت الأسرة للإقامة في مدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية وهناك تطورت نوبات مرض الطفلة وكلما راجعت "عادل" طبيباً يصف لها المضادات الحيوية التي تعلم أنها لا تُكتب إلا للضرورة.
بعد ثلاثة أعوام قضتها في مدينة السادات لا تعلم ما الذي انتاب طفلتها من مرض والكثير من الزيارات للأطباء عادت للاستقرار بالإسكندرية "في مرة تعبت سما جداً ووقتها زرت المستشفى القريبة ليا وعرفت إنها مريضة حساسية صدرية وفي الأنف لأنها مكانتش قادرة تاخد نفسها ودي معاناة يعرفها أي مريض حساسية".
بعد معرفتها التشخيص الصحيح لطفلتها بدأت "عادل" في تطبيق الكثير من الطقوس تجنباً لنوبات التنفس الشديدة المصاحبة لمرض طفلتها، تتجنب "عادل" الروائح النفاذة والأطعمة المسببة للحساسية وقبل نزول طفلتها صباحاً للمدرسة تجعلها تتنازل ملعقة من العسل بالليمون ليقوي مناعتها كما قيل لها، كما تحرص على ارتداء الماسك وتتناول أدوية بشكل دائم لتقليل أعراض الحساسية.
تحاول الأم عدم الخروج في أيام الطقس البارد، وحينما تضطر لذلك "بلبسها كمامتين فوق بعض وطبعا مع تغير كل فصل بتزيد حدة الأعراض وبحاول طول الوقت أزود الاحتياطات لأنه لما يكون الطفل نفسه متضايق دة أسوأ حاجة ".
فيديو قد يعجبك: