ابن شيخ الفخارين يتحدث عن زيارة الرئيس لقرية الفواخير ومستقبل المنطقة

كتب- محمد مهدي:

يرى محمد موافي، ابن شيخ الفخارين، أن قرية الفواخير ستشهد الفترة المقبلة المزيد من الخطوات الإيجابية بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الخميس إلى المنطقة التي اشتهرت على مدار عقود بكونها واحدة من أهم ورش الفخار في العالم "من 30 سنة كنا بنصدر لأوروبا، وبنجيب عملة صعبة لمصر من خلال الأعمال اللي بتطلع من المكان" يذكرها موافي في حديثه لمصراوي.

كان موافي قد تربى في كنف والده الذي عُرف باسم "المعلم موافي" أحد أبرز الأسماء في عالم صناعة الفخار حيث قدم العديد من الأعمال الخالد في تاريخ مصر "زي القبة الخضراء في قلعة محمد علي، وشغله كمان في مسجد الناصر محمد بن قلاوون وعنده أعمال كتيرة في متحف الخزف الحديث" لذلك يُدرك قيمة المهنة التي تعرضت للتدهور في التسعينيات والألفينيات "لكن الفترة اللي فاتت المنطقة بتشهد تطور كبير، شايفين حولينا متحف الحضارة والكباري وتجديد المنطقة".

عقب زيارة الرئيس إلى المنطقة تواجد موافي وسط أصحاب المصانع والمحال والأهالي "الناس فوجئت بحضور الريس وإعجابه وإشادته بالشغل، إداهم دفعة معنوية عالية إنهم يكملوا في طريقهم" يرغب الجميع في استعادة الفخار المصري لبريقه محليا وعالميا، العودة من جديد للتصدير خاصة مع امتلاك قرية الفواخير لمواهب كثير وخبرات عالية وشغف خاص بالصنعة وهو ما ظهر خلال كلماتهم أثناء جولة الرئيس "الناس مؤمنة إن الفترات الجيدة هترجع من تاني بعد الخطوات الأخيرة".

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، تفقد محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال قرية الفواخير من أجل الوقوف على إجراءات تطويرها وتنفيذ المطالب التي خرجت على لسان أصحاب الصناعة والحرفيين خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد نحو شهر من افتتاحها في حدث اعتبره المحافظ الأكبر بالعاصمة لكونه يعمل على إحياء إحدى أقدم الحرف التراثية بمصر منذ عهد القدماء المصريين.

وعن استجابة الرئيس إلى طلبات أصحاب الورش بأهمية وجود مدرسة فنية في المنطقة يؤكد موافي القيمة الكبيرة لتلك التجربة "احنا في حاجة ماسة للحفاظ على الموهوبين وفي نفس الوقت نطلع (صنايعية) مهرة جداد من خلال دراسة علمية وفنية واضحة، مش عايزين الموضوع يكون مجرد شهادة" منوها إلى نيته في الأخذ بزمام المبادرة وخوض الخطوة بمؤسسة تحمل اسم والده "باعتباره شيخ الفخارين وصاحب تاريخ عظيم في المهنة".

وانهمك موافي خلال فترات سابقة في تتبع القيمة الحقيقة لقرية الفواخير "أنا عملت كتاب مخصوص عن تاريخ المكان وصناعة الفخار" نُشرت في عام 2017 باسم حكاية الفخراني "بوثق لصناعة في مصر ومنطقة الفواخير" من خلال سرد يفيض روحانية شفافة، وفقا لدار الشروق "الوالد علمنا حُب الفخار، لأنه فن مش مجرد صنعة، ورغم إننا نقلنا من سنين طويلة لكن بنعتز بالمكان وعايشين على حسه والتاريخ اللي اتصنع فيه".

ويعتقد موافي أن الإجراءات التي جرى اتخاذها في الفترة السابقة باستبدال الأفران القديمة بأخرى صديقة للبيئة هي الأنسب للمرحلة الحالية "وأعتقد إن زيارة الريس لقرية الفواخير هينهي على أي نقاط سلبية وهيزيد من الإيجابيات من بينها مسألة الأفران" مشددا على أن جميع العمال وأصحاب ورش الفخار لديهم حماس لمواكبة العصر فيما يخص الأجهزة والمعدات والطرق الجديدة لصنع الفخار فيما يؤكد أن عائلته ستتواجد بقوة في الفترة المقبلة بمنطقة الورش في محاولة لإنتاج أعمال قرية من منتجات الأب.