تويتر يحارب المعلومات المضللة بشأن لقاحات كورونا.. ما مدى فعالية ذلك؟
كتب- محمد زكريا:
لطالما اصطدم أحمد سليم بمعلومات مضللة فيما يخص " كورونا" على حائط "تويتر". سببت الأزمة ذعرا للملايين حول العالم، وانتشرت نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة حول فيروس كورونا المستجد واللقاحات التي اعتمدت في مجابهته. يقول "سليم" إنه لا يستقي معلوماته من التغريدات على "تويتر" على كل حال. لكنه يعتقد أن استهداف الموقع للمعلومات المضللة المتعلقة بلقاحات كوورنا، ربما يسهم في زيادة ثقة المواطنين في قدرة البشرية على الانتصار على هذا الوباء.
أعلنت شركة "تويتر" أنها بدأت في استهداف المعلومات المضللة المتعلقة بلقاحات كورونا على منصتها للتواصل الاجتماعي، من خلال وضع رسوم على التغريدات وإدخال نظام يُعلق عمل حسابات مكرري المخالفة مؤقتا.
وذكرت شركة التواصل الاجتماعي العملاقة، أنها ستصنف التغريدات التي يشتبه في احتوائها على معلومات مضللة عن لقاحات فيروس كورونا.
ولا تزال نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة حول فيروس كورونا واللقاحات المعتمدة من قبل المنظمات الصحية العالمية والحكومات تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
وستخضع الحسابات التي تنتهك قواعد تويتر بشكل متكرر لنظام التحذير، حيث توسم التغريدة لدى حصولها على تحذير واحد، في حين يتم حذفها إذا تلقت تحذيرين.
ويرتاد شبكة التغريدات العملاقة حوالي 192 مليون مستخدم يوميا.
وسيعمل في البداية موظفون، يحددون ما إذا كان المحتوى ينتهك سياسة الاستخدام أم لا، على وضع الوسوم يدويا.
ويمكن أن يؤدي تحذيران أو ثلاثة إلى إغلاق الحساب لمدة 12 ساعة، ويمكن في حال وصولها لأربعة تحذيرات أن يتم إغلاق الحساب لمدة أسبوع، وقد يؤدي وصولها لخمسة تحذيرات إلى تعليق دائم للحساب.
يشرح خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أحمد برماوي، في تصريحات لموقع "مصراوي"، الآلية التي سوف يعتمدها تويتر لمجابهة المعلومات المضللة بشأن لقاحات كورونا: "ستقوم على مجابهة المعلومات المضللة خوارزميات تعمل بشكل آلي يضمن موظفي تويتر استمرار كفاءتها في أداء مهمتها، من خلال مراجعة المحتوى الذي ينشره المستخدم ومطابقته بالمعلومات التي تعتمدها الشبكة، والتي في حالة لقاحات كورونا هي التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية والحكومات".
وقالت متحدثة باسم تويتر إن الشركة ستحدد مع شركاء الصحة العامة المعلومات الخاطئة عن اللقاح والتي يتعين حذفها لما تنطوي عليه من أضرار.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن "التكنولوجيا التي نعتمد عليها للتواصل والاطّلاع تفسح المجال لوباء معلوماتي مضخّم ما فتئ يقوّض جهود الاستجابة العالمية ويهدد التدابير المتخذة لمكافحة الجائحة، ويؤدي لإلحاق الضرر بصحة الناس الجسدية والنفسية واستفحال ممارسات الوصم وتهديد المكاسب الصحية الثمينة وتشجيع عدم التقيد بتدابير الصحة العامة، مما يحدّ بالتالي من فعاليتها ويهدد قدرة البلدان على وقف مسار الجائحة".
وتضيف المنظمة أنه "من دون قدرٍ مناسب من الثقة والمعلومات الصحيحة، يتردد الناس في الاستفادة من اختبارات التشخيص وتضيع أهداف حملات التمنيع أو حملات الترويج للقاحات الفعالة، ويستمر الفيروس في الانتعاش والانتشار".
وفي هذا السياق، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة في أبريل 2020 مبادرة الأمم المتحدة للاستجابة في مجال الاتصالات من أجل مكافحة تفشي المعلومات الخاطئة بشأن جائحة كورونا واللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية.
وفي جمعية الصحة العالمية في مايو 2020، اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة القرار "ج ص ع73-1" بشأن الاستجابة لجائحة "كوفيد-19"، ويدعو المنظمات الدولية إلى التصدي للمعلومات الخاطئة والمضللة في الفضاء الرقمي والعمل على التصدي للأنشطة الإلكترونية الضارة التي تقوّض الاستجابة الصحية للجائحة.
يعتقد "برماوي" أن القرار الأخير يُسهم في الحد من المعلومات المضللة بشأن لقاحات كورونا، ويسهم في زيادة مصداقية الشبكة وزيادة مستخدميها والاعتماد عليها في استقاء المعلومات التي تخص فيروس كورونا، وهو الهدف الذي دفع تويتر في رأيه إلى المضي قدما في تطبيق تلك الخطوة رغم ما تفرضه من مجهودات كبيرة وتكلفة عالية.
بينما يعتقد خبير تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، حسام صالح، في تصريحات لموقع "مصراوي"، أن تحد خطوة تويتر من المعلومات المضللة "في حال كانت تلك المعلومات تصدر عن أشخاص عشوائيا، إما إذا كانت عملية ممنهجة فإنها تتطلب خطة مجابهة من تويتر على نفس القدر من المنهجية".
لكن على كل حال يتوقع "برماوي" أن تسهم تلك الخطوة في تغيير في ثقافة الكثير من المشككين في فعالية اللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، ويرجع ذلك إلى قوة تأثير تويتر على شريحة كبيرة من المستخدمين.
فيديو قد يعجبك: