إعلان

رزق للبياعين.. المتقاعسون عن ارتداء الكمامات خوفا من كورونا يضطرون لها بسبب العاصفة الترابية

03:53 م الثلاثاء 23 مارس 2021


كتب- عبدالله عويس:

تحت عنوان إنذار، حذرت هيئة الأرصاد الجوية، من نشاط للرياح قد يصل إلى حد العاصفة. تحذير كان له صدى لدى كثيرين، غير أن محمود جمال الذي يبيع الكمامات على طريق مصر إسكندرية الزراعي، استطاع استغلال تلك العاصفة لمصلحته، من خلال بيع أكبر قدر من الكمامات خلال ساعات اليوم، الثلاثاء، حين نشطت حركة الرياح وأثارت الأتربة. وما بين مرتدين للكمامات بفعل وباء كورونا، كان آخرون يرتدونها لمواجهة العواصف فحسب.

يبيع محمود الكمامات منذ 6 أشهر تقريبا، يرى فيها تجارة لا بأس بها، بعدما خسر عمله في أحد المقاهي منذ فترة. يشتري بعض الكمامات بالجملة، ويجلس على الطريق لبيع الكمامات، مناديا عليها بصوت جهوري يميزه الجميع، وحين قررت الدولة معاقبة ركاب وسائل النقل ممن لا يرتدون الكمامات بغرامات تبدأ من 50 جنيها، نشط عمل الرجل، لكن حالة الطقس حركت المبيعات بشكل أكبر: «في العادي في ناس بتشتري عشان الغرامات، لكن النهاردة الأعداد كانت أكبر» يحكي الرجل الذي كان يعرف بأن عمله سينشط ، بسبب الرياح المحملة بالأتربة، وتأثيرها على المواطنين، فعمد إلى الخروج من منزله القريب من أحد الميادين الرئيسية بشبرا الخيمة، ومعه مئات الكمامات: «الخوف من كورونا مبقاش زي الأول، وبشوف ناس مبتلبسش كمامات، لكن الترابة دي مش هيحوشها حاجة غير الكمامة، سواء بقى القماشية أو الطبية».

يبيع الرجل يوميا نحو 90 كمامة، وضع ميكروفونا وسجل عبارة الـ«التلاتة بخمسة» التي تتكرر دون توقف، جاذبة أسماع المارة، ومذكرة إياهم بشراء تلك القطعة التي قد تحميهم الإصابة من كورونا ومن الغرامة أيضا، لكنه ومع ظهيرة اليوم، الثلاثاء، باع أكثر من 150 كمامة، والفضل في ذلك للرياح المحملة بالأتربة: «فده رزق، التراب والعفرة دي وحشة جدا ومؤذية، بس جت علي بالنفع» قالها بينما كان مؤمن مصطفى يشتري منه 6 كمامات، ولدى وضعها في حقيبته أخرج واحدة من الكيس الشفاف وارتدائها على الفور: «بصراحة زهق من كورونا وقرف كورونا، جبت الكمامات عشان التراب اللي الأرصاد قالت عليه هيستمر يوم بطوله ده».

وكانت الأرصاد حذرت من التغيرات السريعة لفصل الربيع، وتأثر البلاد بمنخفض جوي خماسيني قادم من الصحراء الليبية (...) يؤدي إلى نشاط رياح على معظم أنحاء الجمهورية، مثيرة للرمال والأتربة وتصل إلى حد العاصفة، من الساعة 11 مساء الاثنين وحتى الـ8 مساء الثلاثاء. وهو أمر يحذر الدكتور عصام مغازي من خطورته، ويرى أن ارتداء الكمامات بالغ الأهمية، وإذا استطاع الشخص عدم الخروج من المنزل أفضل، خاصة إذا كان يعاني أحد الأمراض الصدرية المزمنة، أو الجيوب الأنفية. كما يحذر رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إلى ضرورة عدم خلع الكمامات لحماية الجسم من الأتربة: «الغبار والأتربة من العوامل المهيجة لنزلات الربو والجيوب الأنفية».

أحمد عبد الرازق، أحد الذين يحرصون على ارتداء الكمامات في كل الأوقات، لكنه ومع صباح اليوم، قرر المريض بالجيوب الأنفية، ارتداء كمامة قماشية فوق الطبية، ورغم أنه لم يكن يرتديها قط إلا أنه لجأ لها صباح اليوم: «الكمامة الطبية أفضل طبعا، لكن القماش بتمسك على وشي جامد، فلما أحط اتنين على بعض يمكن يكون ده أحسن والتراب ميدخلش الأنف ويعمل لي مشاكل».

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان