إعلان

كيف مرّ حادث قطاري سوهاج على ركاب الصعيد في محطة مصر؟

11:01 م الجمعة 26 مارس 2021

الركاب في محطة مصر

كتب- أحمد شعبان:

على رصيف رقم 11 المخصص لانتظار قطارات الصعيد بمحطة مصر، امتلأت المقاعد المنتشرة بامتداد الرصيف بالركاب، فيما افترش آخرون الأرض، في انتظار رحلاتهم. كان الوضع هادئاً إلا من الزحام المعتاد على ذلك الرصيف، فيما بدا الحاج "راضي محمد" منهمكاً في تصفح هاتفه، يتابع عبر صفحته يموقع "فيسبوك" تبعات حادث تصادم قطاري سوهاج، الذي وقع ظهر اليوم، الجمعة، وفقد على إثره 32 شخصاً حياتهم، في حين أصيب 114 آخرين، حسب بيانات وزارة الصحة.

عرف الرجل الستيني بالحادث من اتصالات متتالية تلقاها من أبنائه في سوهاج قبل أن يصل إلى المحطة عند الثانية ظهر اليوم. كان الرجل في زيارة لأحد أقاربه في القاهرة، وانتظر قطار العودة إلى سوهاج، الذي تأخر عن موعده نحو نصف ساعة "المفروض كنت هركب قطر 6 لكن توقعت إن يحصل تأخير بسبب الحادثة"، فيما قطع حديثه صوت الإذاعة الداخلية للمحطة، بـ"الاعتذار عن تأخير وصل القطارات في موعدها، نظراً لظروف خارجة عن إدارة هيئة السكك الحديدية".

كانت هيئة السكك الحديدية قد قالت في بيان لها، إنه أثناء سير قطار"157 مميز الأقصر- الإسكندرية"، ما بين محطتي المراغة وطهطا وهو ما أدى لتوقف القطار، تم فتح بلف الخطر لبعض العرفات بمعرفة مجهولين، ما أدى إلى توقف القطار، بالتزامن مع مرور قطار آخر "2011 مطيف أسوان – القاهرة" فاصطدم به، ما أدى إلى انقلاب عربتين من القطار المتوقف، وجرار القطار الآخر وعربة القوى به، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا. فيما انتقل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزراء "النقل والصحة والتضامن الاجتماعي والتعليم العالي والتنمية المحلية"، فضلاً عن فريق من النيابة العامة على رأسه المستشار حمادة الصاوي النائب العام، إلى موقع الحادث.

ورغم الاتصالات المتتالية التي يتلقاها الرجل من ذويه للاطمئنان عليه، إلا أنه لم يُبد قلقاً كبيراً "أنا متعود أركب القطر من سنين، والعمر واحد والرب واحد"، قال الرجل قبل أن يُبدي أسفاً وحزناً على ضحايا الحادث الأليم "الناس على خط قطارات الصعيد غلابة، وكان ممكن أنا أو أي حد من الناس اللي على المحطة نكون مكانهم، لكنه قضاء الله". في حين لم يكن كثيرٌ من الركاب على علم بالحادث، ومنهم "أحمد إبراهيم"، الذي ظل مستنداً على أحد جدران الرصيف، في انتظار قطار يقله إلى مدينة المنيا.

يعمل الشاب العشريني في مجال المعمار إبحدى مناطق مدينة السادس من أكتوبر، أنهى عمله بعد ظهر اليوم، وتوجه إلى محط مصر بميدان رمسيس للعودة إلى المنيا، لا يملك الشاب هاتفاً يتصل بالإننرنت، لمتابعة تفاصيل الحادث، كذلك لم يُخبر أحداً من أهله بمجيئه، يقول إنه معتاد على ركوب القطار العادي في رحلته ذهاباً وإياباً إلى عمله، فهو أقل تكلفة من وسائل النقل الأخرى بالنسبة للشاب، فيما يقول إنه لا يعبأ بالحوادث التي تقع في القطاع الحيوي، والتي وصل عددها إلى 1863 حادث عام 2019، انخفاضاً من 2044 حادث عام 2018، بنسبة انخفاض قدرها 8.9 ٪، في حين ارتفع معدل قسوة حوادث القطارات إلى 42.4 متوفياً لكل 100 مصاب في 2019، مقابل 34.3 متوفياً لكل 100 مصاب عام 2018، وفق النشرة السنوية لحوادث السيارات والقطارات، الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، منتصف العام الماضي.

لم يكن ابن محافظة المنيا وحده الذي لم يعلم بالحادث، فالحال كذلك بالنسبة لـ"أشرف سيد" المجنّد الشاب ابن محافظة سوهاج. كان الشاب في انتظار القطار المميز لتنطلق رحلته إلى بيته في إحدى قرى سوهاج "نازل أجازة ومعرفش أي حاجة"، حتى أنه لم يُبد اهتماماً بتأخير القطارات "أنا بركب قطر من وأنا عندي 7 سنين ومتعود على تأخير القطارات"، فيما قطع حديثه مكالمة هاتفية تلقاها من والده، يخبره بالحادث الذي وقع ظهر اليوم في مدينته "مقولتلوش إني جاي البلد عشان ميقلقش، أنا متعود مش بتصل بيهم أعرفهم إني نازل أجازة غير لما أوصل محطة سوهاج"، يقول الشاب.

كان الجميع على الرصيف في انتظار القطارات التي أربك الحادث مواعيدها، وما إن جاء "القطار الروسي" في الساعة السادسة، حتى تزاحم عليه المنتظرون، مسرعين بالجلوس ووضع الحقائب، بينهم كان "أحمد شحاتة" وزوجته وطفليه، مسافراً إلى سوهاج، يقول إنه فكر في استقلال وسيلة أخرى بعدما علم بالحادث، لكن وجد أن تكلفة السفر مرتفعة كثيراً عن القطار، فلم يكن مفر أمامه سوى الانتظار وركوب القطار "رغم تأخير وصول القطر عن معاده، وأكيد هياخد وقت أطول في الطريق بعد وقوع الحادث، المهم نوصل بالسلامة"، قال الشاب الثلاثيني في ختام حديثه.
الركاب في محطة مصر

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان