إعلان

بملابس وأحذية وزبادي وعصائر.. يد العون "تطبطب" على جراح حادث قطاري سوهاج

01:45 م السبت 27 مارس 2021

بطاطين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس ودعاء الفولي:

بين أروقة مستشفى طهطا العام، والتي استقبلت أمس الجمعة، كثيرا من مصابي حادث تصادم "قطاري سوهاج"، حركة مستمرة لزوار المصابين، من غير الأهل والجيران. حيث قرر أهالي مدينة سوهاج مد يد العون بكل ما امتلكوا للمصابين. هذا رجل يوزع علب الزبادي وأرغفة الفينو، وهذه سيدة قررت منح المصابين أحذية، فيما تنتشر البطاطين والمواد الغذائية في كل مكان.

يجلس صالح عابد على سرير داخل المستشفى، لا يتذكر ذو الـ22 عاما، كيف قادته الظروف ليكون أحد المصابين في ذلك الحادث، غير أنه كان في مشوار رفقة زملاء له، وشعر ببطئ كبير في حركة القطار، حتى اهتز بشكل عنيف، ليفقد الوعي ولا يفيق إلا داخل سيارة إسعاف، وهي في طريقها لمستشفى طهطا العام: "كنت رايح المنيا ولما اللي حصل ده حصل، مفتكرتش منه حاجة" يحكي الشاب وهو يجلس على سرير في المستشفى، حين قاطعه رجل خمسيني، قرر منحه علب زبادي وأرغفة فينو وبعض العصائر، ليخبره صالح بأن لديه الكثير، موجها شكره للرجل.

يخرج الخمسيني وهو يحمل نحو 500 علبة زبادي، يمر بها على المصابين، يمنحهم ما يشبعهم، ويمنح ذويهم كذلك، ويرفض أن يصرح باسمه، فهذا الفعل فعل المدينة كلها، وهو أحدهم: "خير ورزق من عند ربنا ملناش دخل فيه، ده واجب علينا مش فضل على حد" قالها بينما كان يوزع علبا أخرى على مصابين آخرين.

2

يرى صالح في ذلك الفعل، ما يشبه "الطبطبة" على الجراح، في رأسه خمس غرز طبية، وفي كتفيه إصابات عدة، وعلى ذراعيه ووجهه خدوش وجراح ينتظر أن تلتئم وتختفي فلا تترك أثرا: "ولاد الخير والله مخلوش نفسنا في حاجة، راضونا وربنا يراضيهم".

بين ذلك كله تتحرك سيدة رفقة ابنتها، تلقي النكات على الحاضرين، تداعب المرضى، تكتب في ورقة ما يحتاجون إليه من ملابس وأطعمة، ثم ترسل في طلبها، وتعود لمتابعة مريض آخر، فيطلب منها شيئا مختلفا فتلبيه. وأمام سرير سمرة سالم، إحدى المصابات في الحادث، كانت تحاول رسم البسمة على وجهها بكل ما أوتيت من دعابة.

3

في مدخل المستشفى، عشرات البطاطين التي وصلت إلى المستشفى، وما تزال تحتفظ بغلافها الشفاف.كانت ليلة الحادث شديدة البرودة، والهواء شديد، وأعداد المصابين كبيرة. وبين ذلك كان الأهالي يصلون بمساعدات سواء للمصابين أو للمستشفى، عل ذلك أن يخفف من الأزمة. ويصل بعضهم بدون مواد، لكنهم يقدمون المساعدة، بأشكال مختلفة، كمساعدة الممرضين والمصابين، الذين قدموا للمستشفى بعد اصطدام قطارين في سوهاج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان