غبار كثيف وأشلاء.. شهود يروون لمصراوي لحظة انهيار عقار جسر السويس (صور)
05:27 م
السبت 27 مارس 2021
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- محمد زكريا:
رغم انتصاف الليل وهدوء المكان حال كل ليل، كان وليد فتحي منشغلا في عمله داخل محل يملكه لإصلاح "الكاوتش"، وهو الذي يتبادل العمل مع أخيه على مدار 24 ساعة في اليوم، قبل أن تنقطع الكهرباء فجأة عن المنطقة بالكامل، ويغلف الغبار والموت المكان.
وكانت غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة، تلقت بلاغا في الساعة 3 فجر اليوم بانهيار عقار مكون من بدروم وأرضي و9 طوابق متكررة بشارع الثلاجة في منطقة جسر السويس شرقي القاهرة في مصر.
لا يعرف "فتحي" ما جرى بالضبط لحظتها، كل ما عايشه في ثواني متتابعة هو انقطاع الكهرباء عن المنطقة وصوت ارتطام غير عال وغبار كثيف يلف الحي، قبل أن يهرع إلى موقع العقار المنهار ويهوله المنظر.
رأى "فتحي" جثث تتماهى مع الانقاض: "طلعنا فوق العمارة وهي على الأرض وشوفت جثث العواميد واقعة عليها"، لكن أكثر ما أصابه بهلع: "راجل لقيت عمود واقع على نص جسمه، حاولنا نخرجه اتقسم نصين".
لكن ذلك لم يثنيه عن مواصلة عمله في إنقاذ ما يمكن إنقاذه: "لقيت طفل واقع عليه طوب، قربت منه لقيته بيحرك صوابعه وجسمه دافي، شيلنا الطوب وخرجناه، كان لسه في الروح، غسلت وشه، وقعدته على جنب لحد وصول الإسعاف.. اتكتب له عمر جديد".
في الوقت نفسه كان محمد خليفة يحاول إنقاذ أرواح رفضت الاستسلام للحادث والموت.
كان "خليفة" يجلس مع أصدقائه في شارع العقار المنهار، عندما هاله صوت الارتطام بالأرض والغبار الذي غير شكل الحي الشعبي: "جريت أنا وأصحابي على العمارة المطّربقة في ذهول.. في لحظات كده عقلبك مبيستوعبش اللي حصل بسرعة، دي لحظة منهم".
منظر يقول "خليفة" إنه لن يغيب عن مخيلته مهما طال العمر: "في شارع العمارة في 2 بيقفوا على عربية فول، يشتغلوا في النهار وبليل يناموا مكانهم، شوفتهم على الأرض ميتين، حطيناهم على جنب وروحت أنا وأصحابي ندور على حد لسه في الروح".
بحسب ما هو معلن رسميا، فإلى الآن تم انتشال جثث 9 أشخاص لقوا مصرعهم في الحادث، فيما نقل 24 آخرين إلى المستشفيات وتتواصل أعمال البحث عن آخرين تحت الأنقاض.
وحتى موعد نشر هذا التقرير، لا يوجد سبب معلن بشكل رسمي حول انهيار عقار جسر السويس فجر اليوم بشكل مفاجئ.
لكن وفقا لشهود عيان التقاهم "مصراوي" في موقع الحادث، يدور الاتهام حول مصنع ببدروم العقار المنهار، يعمل به مصريين وسوريين وسودانيين في صناعة الأقمشة، مع روايات متضاربة عن سبب الانهيار.
لكن ما اتفق عليه الشهود جميعا، وأيدته بيانات رسمية حكومية، هو أن العقار المنهار، والذي وصل عدد طوابقه إلى 9 بخلاف البدروم والدور الأرضي، مخالفا لاشتراطات البناء والأمن الصناعي، كما صدر قرارا بإزالته قبل سنوات.
علم محمد عطية عن الواقعة من التلفاز، وهو الذي يملك محل منذ 20 عاما على بعد أمتار قليلة منه.
فتح "عطية" محله، وجلس في هدوء، بعد مرور ساعات على الحادث، رغم الصخب بالخارج، فيما يحكي عن ماضي للعقار المنهار يعتقد أن فيه ما يفيد: "العمارة دي كانت زمان تلاجة لواحدة من شركات العصاير الكبيرة، وعلى اسمها اتسمى الشارع، لكن من 6 سنين صاحب الأرض شارك واحد وبنى العمارة دي، لحد ما وصلت للتسع أدوار غير البدروم والأرضي، من غير ما يراعوا أن الأرض متشربة مياه وممكن العمارة تنهار في أي وقت".
وكان فريق من محققي النيابة العامة المصرية انتقل إلى موقع انهيار عقار جسر السويس المنكوب للوقوف على أسباب الانهيار والاستماع إلى أقوال شهود العيان.
وأمر النائب العام بالتحقيق العاجل في حادث انهيار عقار جسر السويس للوقوف على الملابسات لإصدار تقرير نهائي بالواقعة.
إلى الآن، تكثف قوات الحماية المدنية من جهودها للبحث عن المفقودين أسفل أنقاض عقار جسر السويس المنكوب.
واستعانت قوات الحماية المدنية بمشاركة أجهزة محافظة القاهرة بنحو 2 حفار و3 لوادر و5 سيارات نقل لرفع آثار تراكمات الانهيار والبحث عن المفقودين.
بينما يتولى بعض الأهالي إنقاذ بعض المتعلقات التي لم يقضي عليها الحادث بالكامل.
فيديو قد يعجبك: