لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجنزوري في مذكرات عمرو موسى: "سر الخوف من بطرس غالي وكواليس العلاقة مع مبارك ورجاله"

08:36 م الأربعاء 31 مارس 2021

الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق

كتب- أحمد شعبان:

كان عمرو موسى وزيرًا لخارجية مصر في الفترة من 1991 إلى 2001، اقترب خلالها من وزراء ورؤساء الحكومات المتعاقبة خلال فترة التسعينيات، ومنهم كمال الجنزوري، الذي رحل صباح اليوم، عن 88 عامًا، بعد حياة حافلة في دولاب الدولة المصرية ودروب مناصبها، محافظًا ووزيرًا ورئيسًا للوزراء مرتين، من بين مناصب عديدة.

"الجنزوري"، المولود في 12 يناير 1933 بقرية جروان التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، كان رئيسًا للوزراء للمرة الأولى، في الفترة يناير 1996 إلى أكتوبر 1999. قبلها كان نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للتخطيط في حكومة عاطف صدقي الأولى، التي تشكلت في نوفمبر 1986، ويحكي عمرو موسى في الفصل الخامس عشر من الجزء الأول من سيرته الذاتية "كِتَابِيَهْ"، الصادرة في 2017، عن كواليس علاقته بوزراء ورؤساء الحكومات المتعاقبة، والعلاقة فيما بينهم، وعرج على ذكر عدة أزمات ومواقف تعرض لها الجنزوري في حكومته، وعلاقته مع أقرانه وقت أن كان وزيرًا، ورجاله حين أصبح رئيسًا للوزراء.

"لم يكن يطيقه على الإطلاق"

في تعديل وزاري محدود على حكومة عاطف صدقي الثانية، عُيّن يوسف بطرس غالي وزير دولة بمجلس الوزراء، وحظي بثقة "صدقي"، إذ كان شابًا تحصل على تعليم متميز في الخارج، وعلى تواصل مع الأوساط الاقتصادية العالمية، "وهو ما لم يكن متوافرًا تمامًا في وزراء المجموعة الاقتصادية الآخرين، الذين لم يكونوا –في معظمهم– على المستوى العالمي المطلوب"، على ما يقول موسى في كتابه.

ويمضي موسى قائلًا إن اقتناع صدقي بكفاءة غالي تسببت في "شرخ العلاقة بين صدقي وكمال الجنزوري، ذلك أن الأخير كان له رأي سلبي جدًا في يوسف بطرس. لم يكن يطيقه على الإطلاق، ويراه معتنقًا أفكارًا أجنبية، أقل ما يقال فيها –وبأخف العبارات– أنها "لا تريد الخير لمصر". لم يحب الجنزوري يوسف بطرس غالي، ولم يكن يريد أن يتعامل معه، بل كان يعمل على حصاره، وربما كان يخشى من قدراته".

تابع الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: "كان الجنزوري قليل الصلة بالمجتمع الدولي المعني بالتطورات والنشاطات الاقتصادية. في حين كان بطرس غالي ممعنًا في ذلك ويمثل نوعية حديثة من الوزراء، مقارنة بالنوعية النمطية المحافظة"، وفق "موسى" الذي يرى أن "غالي" كان يطمح لأن يكون أول رئيس وزراء قبطي في مصر منذ كان جده بطرس نيروز غالي رئيسًا للوزراء في العقد الأول من القرن العشرين، لذلك كان يخشاه الجنزوري.

الجنزوري على رأس الحكومة.. رضا الرئيس وتوتر وزاري

عرج "موسى" في مذكراته على الحديث عن اختيار الجنزوري لرئاسة الحكومة، إذا ذكر أن "تركيزه كان مُنصبًا، على علاقته بالرئيس مبارك والحصول على ثقته الشخصية عن طريق أخبار يسردها ومشروعات يفرح بها، وليس عن طريق برنامج لإصلاح والتنمية يدفع الرئيس إلى الاقتناع به (..) وكان للجنزوري بعض من وزراء اختارهم هو؛ ربما كان يعدهم منذ فترة في أثناء انتظاره للمنصب. لم تكن هناك ثقة متبادلة بين هذا البعض وبين معظم الوزراء، ويومًا بعد يوم اهتزت العلاقات الوزارية، وتصاعد التوتر في مجلس الوزراء".

يضيف موسى: "هذا إضافة إلى ضعف مستوى النقاش في المجلس بالنسبة إلى الموضوعات المطروحة، وساد الاعتقاد بأن هناك مطبخًا سريًا حول رئيس الوزراء تطبخ فيه مشروعات القوانين من دون عرضها العرض المطلوب على المجلس، بل كثيرًا ما كان المجلس یفاجأ بها، وبموضوعاتها التي لم تكن ضمن الأولویات المنطقیة للعرض على مجلس الوزراء واستصدار قرارات أو صياغة مشروعات قوانین بشأنها؛ ومن هنا جرى التصادم داخل المجلس، الذي لم یعد مكانًا صالحًا للتوافق على السیاسات".

تابع موسى: "كان الجنزوري منزعجًا من الوزراء الذین یتصلون بالرئیس أو من یتصل بهم الرئيس مباشرة، ویبدو أن «باله كان مشغولًا تمامًا»، أن هؤلاء الوزراء أو بعضهم على الأقل سوف ينتهزون فرصة أو أخرى خلال التواصل لتشويه صورته أو التعبير عن انطباعات سلبية عنه أو عن الوزراء الذين ينتمون إليه. ناهيك عن احتمال أن يكون أحدهم مشروع رئيس وزراء قادم"، وفق ما جاء في "كِتَابِيَهْ".

أزمة مع كمال الشاذلي.. وتدخل الرئيس

يروي "موسى" في سيرته، كواليس خلاف بين الجنزوري، وقت كان رئيسًا للحكومة، وبين كمال الشاذلي، وزير مجلسي الشعب والشورى، تدخل للتهدئة بينهم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

حسب "موسى" فإن الجنزوري أصدر قرارًا يفيد بأنه "لا داعي لإعلانات العزاء التي ينشرها الوزراء في جريدة الأهرام، من ميزانية وزاراتهم، عندما يتوفى قريب لأي منهم"، لكن توفي بعدها أحد أقارب كمال الشاذلي، الذي خالف القرار وطلب من الأهرام نشر ما يأتيه من تعازٍ، بصرف النظر عن قرار الجنزوري.

يذكر موسى: "الأهرام رجع لرئاسة الوزراء، فهاج الجنزوري وماج، وصارت أزمة. علمت وقتها أن الرئيس مبارك تحدث إليه، بأنه لا داعي لإثارة مثل هذا النوع من المشكلات مع وزرائه، وقال له: "اهدأ يا كمال". فقال له الجنزوري: "الموضوع يمس كرامتي. كيف أصدر قرارًا ولا يلتزمون به؟". قال له مبارك: "بقولك اهدا. الموضوع مش مستاهل تقول كرامتي ولا مش كرامتي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان