إعلان

"جرائم الحياة البرية".. حملة سودانية تنشر الوعي بالتراث الطبيعي

11:42 ص الأحد 11 أبريل 2021

جرائم الحياة البرية

كتبت-دعاء الفولي:

منذ 15 عاما يعمل أبو بكر محمد باحثا بيئيا، ورغم تركه السودان قبل 3 أعوام، إلا أن صاحب الـ35 يتابع ما يحدث ببلده؛ لذا وقبل بضعة أسابيع أطلق محمد حملة إلكترونية لمواجهة الصيد الجائر للحيوانات، مروجا لها عبر صفحة أنشأها للتوعية بالحياة البرية في السودان.

"عالِم طبيعة من السودان" هو عنوان صفحة محمد، أطلقها عام 2015 "بنشر فيها تفاصيل عن التراث الطبيعي هناك وايه الحيوانات المهددة بالانقراض والنادرة وغيرها"، جمعت الصفحة على مدار تلك السنوات مهتمين من داخل السودان وخارجها، لكن بداية حملة "جرائم الحياة البرية في السودان" جاءت بالصدفة.

صورة 1

"كانت بسبب بوست على صفحة شركة سياحة بتهني فيه أحد الصيادين بإنه اصطاد ماعز جبلي مهدد بالانقراض"، لم يعرف محمد كيف يرد ذلك الاعتداء إلا بالحملة، بدأ التواصل مع المهتمين بالبيئة داخل السودان، واتسعت رقعة الحملة لتتعدى الباحثين البيئيين إلى الوظائف الأخرى المختلفة ومن دول مختلفة.

أهداف الحملة الرئيسية هي "إن السلطات تتعامل مع التهديدات البيئية بشكل حاسم"، كما يقول محمد، فبدلا من إحضار الصيادين والسماح لهم بدخول المحميات الطبيعية "ممكن يكون فيه سياحة بيئية لمصورين وسائحين مهتمين بالبيئة وهيكون المكسب كبير"، لاسيما وأن السودان لديه قوانين لحماية البيئة لكنها ليست مفعلة مثل "قانون حماية الغابات والموارد الطبيعية لعام 2002" وقانون "التخطيط العمراني والتصرف في الأراضي عام 1994"، كما تشمل قوانين العقوبات العديد من المواد الرادعة ضد إفساد الحياة البيئية بوجه عام.

صورة 2

يعرف محمد تفاصيل ما يحدث، يحزنه سماع القصص عن اصطياد التماسيح لصناعة إكسسوارات وتصديرها "والمشكلة إنهم بيصطادوا التماسيح الصغيرة اللي مش بتكون وضعت البيض فبيقضوا على السلالة"، يسمع كذلك من أصدقائه في السودان عن استخدام المواد الكيميائية للزراعة في مناطق المحميات دون حذر، ما يؤثر على الحيوانات والبيئة "بالإضافة لاصطياد الأنواع النادرة تحديدا من الحيوانات لأنها الأغلى".

كان من المقرر أن تطوف الحملة أماكن مختلفة في السودان للتوعية، لكن انتشار فيروس كورونا المستجد "خلانا نكون موجودين أونلاين"، لم تقتصر الحملة على المنشورات والتوعية فقط "عملنا أيضا معرض صور على فيسبوك"، حيث نشرت الحملة صورا من أحد المتاجر لمنتجات الحيوانات التي يتم اصطيادها مثل الثعابين، التماسيح، الفيلة وغيرها.

صورة 3

حتى الآن، انتشرت الحملة بشكل جيد "وصلنا لحوالي 100 ألف شخص على فيسبوك وباقي المنصات"، ورغم أنها موجهة بشكل أساسي للسلطات السودانية "لكنها بتناشد كل الناس في السودان، بداية من أصحاب المحلات اللي بيشتروا المنتجات مرورا بالمسئولين عن السياحة والشركات السياحية وحتى الناس العادية اللي لازم يكونوا عارفين إن دي جريمة فيبلغوا عنها".

لا تتوقف محاولات محمد عن التوعية، أطلق الشاب عدة معارض على مدار السنوات الماضية للتوعية، منها معرض للأطفال في السودان، وفيما يتركز مجال بحثه على الزواحف والبرمائيات والعقارب في شمال شرق إفريقيا، يعمل حاليا على إنشاء قاعدة بيانات تضم كل الأنواع، لاسيما ما تم اكتشافه حديثا.

فيديو قد يعجبك: