إعلان

الفائزة بجائزة ساويرس: الجوائز تدفع الكاتب للأمام والكتابة تسلط الضوء على همومه الأدبية (حوار)

02:15 م الأربعاء 26 مايو 2021

جيلان الشمسي

كتبت- هبة خميس:

منذ أيام قليلة أُعلنت قائمة الفائزين بجائزة مؤسسة ساويرس للإبداع، ليتصدر اسم الكاتبة الشابة "جيلان الشمسي" قائمة الفائزين من الشباب بمركز أول عن مجموعتها القصصية "كأن تنقصه الحكاية" الصادرة عام 2018 عن دار العين، وهي المجموعة الثانية لها بعد "يوماً ما سأكون شمساً" والتي صدرت عام 2011 وتدور قصص مجموعة "كأن تنقصه الحكاية" في مزيج بين العالم الواقعي والفانتازي (الخيالي) المليء بالرموز وتتعمق داخل الذات البشرية لتحمل بعداً فلسفياً يبدو محركاً للأحداث.

حاور مصراوي الكاتبة "جيلان الشمسي" الفائزة لمعرفة تفاصيل أكثر عن أعمالها الأدبية.

يبدو منها أنك شديدة التركيز على القصة القصيرة كمشروع أدبي خاص بك.. لماذا تفضلين كتابة القصة القصيرة تحديداً؟

بدأت الكتابة الأدبية منذ الطفولة.. والدي كان يكتب القصص والمسرحيات طوال الوقت لكنه لم يكن مهتم بفكرة النشر ويرى أن الكاتب يكتب لنفسه، لكنني مع الوقت آمنت بعكس ذلك فتمنيت أن تكون كتابتي مطبوعة ومقروءة، لكنني كنت أكتب كل الأنواع الأدبية فكتبت الروايات القصيرة والقصص والنثر.

وفي إحدى المرات كنت في مسابقة إبداعية مع أصدقاء لي وكانت معي رواية قصيرة لكن فروع المسابقة اقتصرت على القصة القصيرة، فكتبت قصة قصيرة بنفس فكرة الرواية التي كانت معي وحينما أنهيت القصة أغرمت بذلك النوع من الأدب حيث أستطيع التعبير عن الكثير من المشاعر والأفكار في مضمون قصير ومكثف للغاية ويصل للقاريء بسلاسة، من وقتها وأنا أكتب القصة القصيرة لكنني لا يوجد لدي أي إشكالية مع أنواع الأدب الأخرى فالفكرة هي ما تفرض شكل ونوع الكتابة.

صورة 1

تأخر إعلان الجائزة بسبب انتشار كوفيد- 19 وتم إلغاء الحفل.. كيف قضيتِ تلك الفترة في انتظار الإعلان؟

ترقبت الإعلان منذ شهور بالطبع، وصادف اليوم الذي ستعلن فيه الجوائز ذهابي للمستشفى في اليوم الذي يليه لتلقي العلاج، فخشيت تأخير إعلان الجوائز كي لا أتلقى الخبر في المستشفى، لكنه في بداية اليوم أخبرتني صديقة لي أنني فائزة بالمركز الأول في القصة القصيرة فلم أًصدق وظللت أبحث عن تأكيد الخبر حتى صدر عن الصفحة الرسمية للجائزة.

سعدت كثيراُ بفوزي لأنني أرى أن الجوائز هي دفعة للكاتب للأمام، وفي النهاية حصول أي شخص على جائزة هو تقدير له ومساعدة ودعم له للقادم وتسليط الضوء عليه أكبر حتى تبحث الناس عن كتابته وهي أشياء يسعى لها كل كاتب طوال الوقت.

صورة 2

بين مجموعتك الأولى والثانية يوجد اختلاف بأجواء القصص من حيث التركيز على العوالم الحسية المختلفة مع اختلاط الواقع بالفانتازيا.. ما سبب ذلك الاختلاف؟

هناك فرق زمني كبير بين الكتابين.. ثمة تشابه بحكم أنني من كتبهما لكن المجموعة الأولى صدرت عام 2011 وكانت تدور في عوالم سريالية أكثر وبها الكثير من التجريد، لكن في "كأن تنقصه الحكاية" خبرات أكثر مررت بها وشخصيات من لحم ودم وفيها تأثري الشديد بالفلسفة لأنني كنت مولعة بها منذ سنوات حتى درستها عام 2012 في جامعة لندن، وتلك الدراسة الأكاديمية أثرت في بشدة، أتذكر أنني عانيت لسنوات من فكرة الثبات على المنظور تجاه العالم لكن بعد الدراسة شعرت بأن كل شيء أمامي منفتح ولا أقف عند أفكار محددة تقيدني.

في مجموعة "كأن تنقصه الحكاية" كان حضور الجسد مسيطراً وكذلك علاقة الذات بالآخرين.. ما الهواجس التي أثرت عليكِ أثُناء كتابة المجموعة وهل تبددت الآن؟

أثناء كتابة المجموعة كنت حاملًا في طفلي "قاسم"، تأثرت بشدة بفكرة خروج جسم لإنسان مكتمل مني وسيطرت علي فكرة الوجود الإنساني نفسه بضعفه وتوتره وأحلامه. كنت أفكر في أن كل شخصية هي مزيج من كل شيء بتعقيد شديد. في "كأن تنقصه الحكاية" أكثر ما كان يشغلني هو ذاتنا أمام الآخرين.

الآن الوضع مختلف تماماً ففي عام 2018 بعد ولادة ابني بعام كنت أعاني من الإجهاد المستمر والتعب طوال الوقت وشُخصت بمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وهو مرض خطير ونادر جداً..وحينما بحثت عنه علمت أن فرصة العيش مع المرض تتراوح من ثلاثة لخمسة أعوام، لكن لم أكن أعلم أنه هناك الكثير من الناس المتعايشين مع المرض و الكثير من العلاجات والطرق الجديدة المجدية في تخفيف حدة أعراضه.

الآن كل هواجسي انحصرت في هشاشة أجسادنا، الناس العاديون يتنفسون ويتحركون دون أدنى تفكير وبتسليم شديد لكنني أعتبر ذلك شيء أفكر قبله وأتمنى أن شيء بسيط مثل التنفس لا يتوقف أبداً.

أفكر الآن أننا مجرد أرقام و أخبار ووجودي من عدمه لن يفرق سوى مع خمس أو ستة أشخاص في ذلك العالم بأكمله، تحول ذلك الهاجس معي للذات في مواجهة العالم.

صورة 3

في العام الماضي حصلتِ على منحة الصندوق العربي آفاق لدعم الفنانين العرب.. ما هو المشروع الذي تعملين عليه الآن بعد المنحة؟

أعمل على رواية انتهيت من كتابة أول مسودة لها، وينقصها التنقيح الأخير. تدور أحداثها بين مدينة الإسكندرية وألمانيا حيث زرتها منذ أعوام والإسكندرية المدينة التي أفتقدها طوال الوقت بسبب وجودي الآن خارج مصر، لكن تأثيرها مازالت موجوداً والدليل هو المشروع الذي قاربت على الانتهاء منه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان