لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الفائز بـ"الدولة التشجيعية" في الآداب: فوز ديوان نثر بالجائزة لحظة تاريخية (حوار)

06:22 م الثلاثاء 08 يونيو 2021

الشاعر محمد أبو زيد فاز بجائزة الدولة التشجيعية في

حوار-هبة خميس:

منذ أيام قليلة حصل ديوان "جحيم" للشاعر محمد أبو زيد على جائزة الدولة التشجيعية لهذا العام و تعتبر المرة الأولى التي تذهب فيها الجائزة للشعر. لكنها لم تكن الجائزة الأولى للشاعر محمد أبو زيد حيث حصد من قبل جائزة يحيى حقي عن روايته "ممر طويل يصلح لثلاث جنازات متجاورة " وأيضاً ترشحت روايته "عنكبوت في القلب" لجائزة الشيخ زايد عام2019 .
ويكتب "أبو زيد" الشعر منذ سنوات حيث أصدر أول ديوان له "ثقب في الهواء بطول قامتي" عام 2003 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصدر ديوانه الأخير "جحيم" عام 2019 عن دار روافد.
إلى نص الحوار..

جائزة الدولة التشجيعية من الجوائز المهمة بين الوسط الثقافي في مصر، كيف استقبلت خبر فوزك؟

كنت سعيداَ لأنني لم أتوقعها. في العام الذي قدمت فيه الديوان للجائزة، كانت قد صدرت لي رواية "عنكبوت في القلب"، ونصحني الأصدقاء أن أقدم الرواية لأنها الأقرب للفوز، ولأن الديوان لا حظ له لأنه لم يسبق أن فاز ديوان نثر من قبل بالجائزة، بالإضافة إلى موقف لجنة الشعر المعروف من قصيدة النثر، لكني قلت لهم إنني شاعر بالأساس وأفضل لو فزت بهذه الجائزة أن أفوز بها عن الشعر، وقدمت الديوان وأنا أعرف أنني لن أفوز إلا من أمل ضعيف..حتى جاء الفوز.

وماذا يمثل لك ذلك الفوز؟

مثل لي فرحة، ليس فقط لفوزي، بل لأن هذه لحظة تحول في تاريخ الجائزة، ونهاية لحرب غير معلنة بين فريقين، يجب أن يكون ولاؤهما أولاً وأخيراً لجوهر الشعر، لا لشكله.

صورة1

منذ عام 2007 أسست موقع الكتابة الثقافي ليكون نافذة للشباب وللأدب بشكل خاص. كيف ترى تلك التجربة بعد 14 عامًا من استمرارها؟

حينما أسست كان النشر صعباً، خصوصاً لجيل الشباب، كانت مواقع السوشيال ميديا في خطواتها الأولى ولم تكن أخذت هذا الحيز الكبير، وكانت المجلات الثقافية محدودة، والصحف الثقافية في الجرائد تُلغى إذا جاء إعلان للصحيفة، فضلاً عن الشللية التي كانت تحكمها، ولم تكن هناك مواقع ثقافية في مصر، كان الجميع يتوجه للنشر إلكترونياً لمواقع عربية، وكانت فكرتي هي تأسيس أول موقع ثقافي مصري يدعم الكتابة الجديدة وينحاز لصوت الشباب ويسهل عملية النشر.

وخلال هذه السنوات سعيت أن يحافظ الموقع على هذه الأهداف، وربما يكون أكبر انتصارات الموقع هو استمراره طوال هذه السنوات، في ظل عشرات المواقع التي تنطلق ثم تغلق، وفي ظل أنه ليس مدعوماً من أحد، كما أنه تحول على مر هذه السنوات إلى أرشيف كبير للجيل بالكامل، ولأجيال سابقة ولاحقة، فضلاَ عن الملفات المهمة التي يمكن اعتبارها تأريخاً لكتاب مهمين ومؤثرين في المشهد الثقافي.

هل ترى أن حظ الرواية أفضل من الشعر من ناحية الجوائز؟

بالتأكيد، بمقارنة عدد الجوائز الموجهة للشعر والأخرى الموجهة للسرد، نجد في مصر جوائز الشعر قليلة جداً، ومعظمها بمبادرات فردية مثل جائزة "أسامة الدناصوري" أو جائزة "حلمي سالم"، بينما الجميع يمنح الجوائز للرواية، داخل مصر أو خارجها. لكن في النهاية نحن كشعراء لا نكتب من أجل الجوائز، فإن جاءت فأهلاً بها، وإن لم تأت فسنواصل ما قررنا أن نفعله منذ لمستنا يد الكتابة السحرية. إخلاصنا الحقيقي للكتابة وليس لأي شيء آخر.

في ديوانك الفائز "جحيم" هناك تكرار لبعض المفردات فيما يخص الحروب والنوستالجيا وتأثير ذلك على الحياة اليومية. هل تعتبر ذلك هاجساً يخصك كشاعر؟

بالنسبة لي في هذا الديوان كانت الحرب هاجساً يخصني بشكل كبير، وأعتقد أنه يخص الجميع، فجميعنا يتابع ويتأثر بما يحدث في العالم العربي منذ انطلاق "الربيع العربي"، كلنا نرى ما يحدث للأطفال والنساء والشيوخ في سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين.. ولا نملك أن نقدم لهم ـ للأسف ـ إلا قصيدة.

أما النوستالجيا، فلسببين، الأول لأنني كتبت الديوان أثناء سفري للخارج، وكنت أشعر بالحنين، والسبب الثاني هو أنني كنت مشغولاً بالمستقبل، مستقبل الإنسانية، في ظل الحروب وظل التقدم التكنولوجي الذي يهمش الإنسانية، وربما لهذا كان هناك هروب للماضي، لمطالعته ومحاولة معرفة سبب ما وصلنا إليه.

صورة2

يرى البعض أن قصائدك تحمل مفردات غريبة على قراء الشعر مثل كتابتك عن الماركات العالمية. كيف تجد ذلك؟

في ظني أن الشاعر يجب ألا ينفصل عن محيطه، فمنه يخرج وإليه يتوجه، فهناك قصائد تتحدث عن المترو ومحطة فاتن حمامة، وعن محلات وأفلام شاهدتها وأسماء شوارع وأشخاص عاديين.

أعتقد أن القصيدة هي جزء من سيرة الشاعر والحياة عموماً. هي توثيق له ولعصره، ألم يكتب امرؤ القيس عن تفاصيل حياته وحروبه ومجونه، ألم يفعل عمرو بن كلثوم؟، ألم نعرف الحياة الاجتماعية والسياسية في عصر عنترة بن شداد من قصائده؟ ألم يتكلم عن النوق والصحراء والخيام.

هذه هي تفاصيل عصره، وأنا أتحدث عن تفاصيل عصري في المقابل. انتهى الزمن الذي كان يجلس فيه الشاعر في برجه العاجي وينظر منفصلاً عن الناس. انتهى الزمن الذي كان كل هم الشاعر فيه هو تدبيج قصيدة مدح في الخليفة ليحصل على المال مقابلها. أصبح الشعر أكثر صدقاً والتصاقاً بالإنسان، وساعدت قصيدة النثر في هذا.

إذا كان ثمة أزمة حدثت في تاريخ الشعر الحديث، فهي التي نتجت عن الفترة التي آثر فيها الشعراء كتابة قصائد مغلقة لا يفهمها أحد، وهذا ما صرف جمهور الشعر إلا قليلاً، أدرك طبعاً أن هذا كانت له أسبابه السياسية، لكن ما أقوله أننا تجاوزنا هذه المرحلة، وإذا لم يمد الشعر يده للقارئ فلن يمد القارئ يده في المقابل، وطريقة حدوث ذلك بسيطة، وهي أن تتماس القصيدة مع هذا القارئ إنسانياً.

وماذا عن نقض البعض لك بأنك شاعر بلا قيود متجه للمستقبل دون توقف؟

وفي ظني أن أكثر ما يقتل القصيدة هو القيود، الشعر يعني الحرية بالنسبة لي، أن تصنع من جملة عادية يتداولها الناس في الشارع بيت شعر، أن تحول كلمة معتادة إلى قصيدة، وهذا هو دور الشاعر عموماً، أن يبحث عن "كنوز الشعر" ومفرداته تحت ركام الحياة العادية.

بين الرواية والنثر والنقد والكتابة للأطفال، ما هو النوع الأدبي الذي تجد نفسك فيه ؟

الشعر بالطبع، لأني أظن أن لدي شيئاً يخصني أريد أن أقوله في هذا الاتجاه. في الرواية لا أحب تقديم حكاية عادية، وأعتقد أن الروايتين اللتين صدرتا لي قدمت فيهما طرق سرد غير تقليدية، وفي النهاية أنا مخلص للكتابة.. ليس المهم كيف تقول ما لديك، المهم: ماذا تقول.

هل يوجد تشابك بين عالمك الشعري وعالمك الروائي ؟

العالمان يكملان بعضهما بعضًا، وحتى دواويني تكمل بعضها بعضاً، رواية عنكبوت في القلب فهي مبنية بالكامل على شخصية "ميرفت عبد العزيز" وهي شخصية ظهرت في خمس دواوين سابقة لي، بل إن في مقدمة كل فصل من الرواية هناك مقطع من كل ديوان سابق، وفي نهاية الرواية ستجدين قائمة بالمراجع، هي جميع كتبي السابقة لأنني اقتبست منها بالفعل. في ديوان "مدهامتان" ستجدين إشارات إلى دواوين سابقة، وفي ديوان "سوداء وجميلة" ستجدين إعادة نشر لقصيدة من ديوان "مديح الغابة"، مع إعادة كتابة لها.. وأعتقد أن الديوان لا ينتهي بالنسبة لي بمجرد انتهاء كتابته، بل يمتد، ويكتمل ويتطور في الأعمال التالية، وربما تكون هذه هي طبيعة مشروعي الشعري، أو ما أظنه كذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان