مهمة الخروج من المعرض.. يوسف يقرأ كتاب اشتراه أثناء جولة والده

كتبت- إشراق أحمد:

داخل الجزء المخصص للأطفال في معرض القاهرة الدولي للكتاب. افترش يوسف أحمد الأرض وسرعان ما أخرج كتاب اشتراه للتو. لم يطق الصغير الانتظار لقراءة العدد الجديد من السلسلة القصصية التي يجمعها، أخبر والده أن يذهب لتفقد ما يرغب من كتب، فيما ينتظره في ركن معروف حتى يأتي. صفحة تلو الأخرى وأصبحت مهمة ذو الأحد عشرة عامًا أن يُنهي ما بدأ ولو جلس لنهاية اليوم.

لم يعبأ يوسف لما حوله، دبيب المارة، المتناقشون من الزائرين، همسات التجمع. كأنما في عالم آخر. تمر عيناه بين السطور في شغف لافت، يدنو منه الكتاب مرة ويعتدل أخرى. يعلم الصبي ما يليق بالقراءة في الزحام، لذا كان عدد بطوط الجديد في مجموعته القصصية اختياره لهذا الوقت "المجموعة دي بسيطة بجمعها وبقرأها على طول وبقرأ كمان الغاز المغامرون الخمسة عندي 41 لغز"، أما الهدوء وكامل التركيز يكون لكتب العلوم المفضلة عنده للمطالعة.

منذ 5 أعوام ويرافق يوسف الكتب، لوالديه الفضل في هذا. مازال يحتفظ بكتابه الأول الذي أحضرته أمه له، بينما يحرص والده أحمد قناوي على اقتناء كتب عن كيفية الحكي للأطفال. كما فعلت والدته يسير الأب مع يوسف وشقيقتيه الأصغر عمرًا "كانت في وزارة الثقافة في المنصورة، مكنتش باجي معرض الكتاب لكن كل حاجة كانت متاحة بالنسبة لي فعايزهم يبقوا هم كمان مرتبطين بالكتاب".

قبل ثلاثة أعوام عرفت أقدام يوسف جولات معرض الكتاب،يصطحبه والديه إلى أرض المعارض، يتركان له حرية الاختيار للكتب على أن يسير في حدود ميزانية يضعوها، يبتسم الأب بينما يذكر أنه هو ما يخرج دومًا عن المتفق عليه وليس الابن الذي ظل جالسًا يواصل القراءة حتى انهى نصف الكتيب القصصي.

رغم تردد يوسف على معرض الكتاب، لكنها المرة الأولى له في مكان إقامته بالتجمع الخامس. العام الماضي اكتفى الصبي بشراء الكتب من المكتبات في الأوقات العادية، ظن الصبي أن التجربة كسابقها "كان بيتعب من اللف عشان في مدينة نصر المكان واسع والمكتبات بعيدة عن بعضها"، لذا تردد الصغير في المجيء مع والده هذا العام، لكن الأخير شجعه، ولم يندم يوسف.

عاد الأب من عمله ثم اصطحب يوسف إلى معرض الكتاب. على غير المعتاد لم يحدد قناوي قائمة الكتب التي يرغب في شرائها، اعتمد على ما يخرج منه في الجولة "يمكن عشان الشهر ده بخلص آخر كتابين من السنة اللي فاتت"، يتوقف يوسف عن القراءة ويبتسم بينما يقول لأبيه "أنا بخلص الكتب في يوم ما اجيبها".

ما اعتاد يوسف القراءة من قبل في أجواء مريحة أثناء جولته بالمعرض، غالبًا ما كان ينتظر ركوب السيارة حتى يقرأ. لكن ركن الأطفال أتاح له الفرصة لإمضاء الوقت مع كتبه الجديدة.

افتتحت الدورة 52 لمعرض الكتاب في 30 يونيو المنصرف، وتستمر حتى 15 يوليو الجاري. يبدأ الدخول يوميًا من العاشرة صباحًا وتنتهي الزيارة في العاشرة مساءًا، بطاقة استعابية تقدر بـ140 ألف زائرًا يوميًا. حرص يوسف ووالده على الحضور بالأسبوع الأول من الحدث الثقافي السنوي.

يكاد يوسف ينهي العدد القصصي الذي اقتناه، يعود والده إليه، ينظر له ويمازحه "ده أنت قربت تخلص الكتاب أنا بقول ترجعه وتاخد غيره بقى". يصر يوسف على الانتهاء من قصته "هخلصها قبل ما اروح البيت". توشك جولة الأب وابنه على الانتهاء مع اقتراب الساعة من المغيب، لكنها لن تكون الأخيرة، يخطط الأب أن يأتيا مرة أخرى بصحبة والدة يوسف، وكذلك يرغب الصغير لعله يحظى بمزيد من القصص ينهيها قبل الذهاب للمنزل.