إعلان

بعد قصفها في غزة.. مكتبة سمير منصور تُبعث من جديد داخل معرض الكتاب

01:22 م الإثنين 12 يوليو 2021

معرض الكتاب

كتبت-رنا الجميعي:

كأنما بُعثت من رماد، داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب تواجدت مكتبة سمير منصور الفلسطينية، تلك المكتبة التي قُصفت في 18 مايو الماضي، وصارت حُطامًا في لحظة، لكن سمير منصور أثبت بأن المكتبة باقية ولازال فيه النفس لأن يُحاول من جديد.

1

داخل قاعة 1 B17 جلس منصور داخل المكتبة، ينظر إلى ما حوله، فها هو مُشاركًا داخل أكبر حدث ثقافي عربي، بعد شهرين فقط من القصف الإسرائيلي على مكتبته، تلك هي المشاركة الأولى له في المعرض، حيث يتواجد بجوار إحدى دور النشر المصرية، فيما أقبل زوار عديدون على المكتبة "الناس بتيجي تسأل على سمير منصور"، ويُحييهم الناشر الفلسطيني بإهدائهم مصحف المسجد الأقصى المُوكلون حصريًا بنشره.

2

برغم صعوبة الفترة الماضية والخسائر التي ألحقت بالمكتبة، حيث تُقدّر خسارة منصور بحوالي 700 ألف دولار، وما يعادل 100 ألف كتاب، لكن الخسارة الأكبر كانت الوجع الذي شعر به منصور "تعب عمري كله ده مش بس فلوس".

3

تأسست مكتبة سمير منصور عام 2000، لكن الناشر نفسه عمل داخل مجال الطباعة منذ الصغر برفقة والده، فقد قضى حوالي 40 عامًا في مجال الطباعة ثم النشر، ويعتبر الفرع الذي قُصف هو الفرع الأكبر لدى منصور، حيث يمتلك ثلاثة أفرع.

4

لكن منصور لم ييأس بعد القصف، فبعدما تدمرت عمارة الكحيل كلها-هي العمارة التي استقرت فيها المكتبة-، قام بشراء مكان آخر بمساحة أكبر من الفرع السابق "عشان أناوي تكون المكتبة أقوى من الأول"، ولم يتم افتتاح المكتبة رسميًا بعد "مازلت بوضب فيها"، ويأمل منصور أن يكون الافتتاح في 15 سبتمبر المقبل.

5

عودة منصور بقوة لم تكن فقط بالمشاركة في معرض الكتاب، بل أيضًا بإصدار كتب جديدة بعد القصف بحوالي أسبوع، منها كتاب الألعاب الشعبية الفلسطينية للكاتبة فتحية صرصور، وداخل المعرض يُشارك منصور بحوالي ألفي كتاب، وقد نفدت رواية "لم يكن موتًا" للكاتبة الفلسطينية نعمة حسن.

6

آمال منصور لا تنتهي رغم الصعوبات، فهو يعتبر أكبر ناشر موجود بغزة، وقد شجّع العديد من الكتاب خلال بداياتهم "حتى صرت أرشد قراء بقوا كُتاب فيما بعد"، تكرر ذلك مع ست كُتاب وأكثر، يرى أن مجال النشر في غزة صعب "فيه كُتاب وقراء كُثر، لكن الناشرين قليلين جدًا"، ورغم ذلك فإن منصور يسعى لأن تصل كتبه للعالم أجمع "بترجم الأعمال اللي بنشرها بس لسة هياخد وقت معايا".

7

مرّ على منصور الكثير من الأوقات الصعبة، لكن أقسى ما عانى منه هو الحصار على غزة، وهو حصار قامت به إسرائيل منذ نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 "أصعب حاجة هو الحصار، أحيانًا مبيكونش متوفر ورق للطباعة، ولما نصنع الكتاب مبنقدرش نطلّع الكتاب برة غزة".

رغم كل تلك القسوة لكن منصور يسعى دومًا للأفضل، ينوي أن يتواجد رسميًا داخل معرض الكتاب في دورته القادمة عام 2022 "وباخد مساحة أكبر"، كما أنه يُخطط لتوزيع كتبه الفترة القادمة داخل مصر.

فيديو قد يعجبك: