لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شعاره العدل والرحمة.. جزار يعلن عن نفسه بالرسم على الورق والحوائط: «كنت شغال في السياحة»

03:47 م الإثنين 19 يوليه 2021

كتب- عبدالله عويس:

رسمة بسيطة لخروف، على ورقة متواضعة، سبق أن طبعت منها عشرات النسخ، موجودة في كثير من الأماكن الحيوية والشوارع والميادين الرئيسية بشبرا الخيمة، لمواطن له خبرة في أعمال الجزار، صار يسترزق من عملية الذبح أيام عيد الأضحى فحسب، ولأنه بلا محل جزارة فإن كل وسائله في الدعاية تلك الورقة وما شابهها من كتابة على الجدران وكابينات الكهرباء والهواتف المحمولة.

«للعيد.. يوجد حسين الجزار» بهذه الكلمات التي تشمل أخطاء إملائية، يعبر الرجل عن نفسه، ويقدم نفسه لزبائنه، عسى أن تقع أعينهم على الورقة فيبحثون عنه، قبل اتفاقهم مع جزار آخر، أو حين يفشلون في العثور على جزار قبل أيام قليلة من انطلاق عيد الأضحى. ثم يشرح لهم في الورقة التي كتبها بنفسها ونسخها عشرات المرات، وسيلة التواصل معه إما عبر الهاتف، أو من خلال ترك عنوانه، ولا يسنى أن يترك لهم شعاره الذي اختاره لنفسه «العدل.. الرحمة». كما يبين لزبائنه أن بإمكانه العمل طيلة العام وليس في الأضاحي فحسب، وإنما في العقيقة أو النذور، وجميع أنواع البهائم المذبوحة: «أهو أي حاجة تسند مع الواحد» يحكي حسين.

متنقلا بين عشرات الوظائف، عقب حصوله على دبلوم محاسبة، حتى انتهى به الحال للعمل بأحد الفنادق السياحية، ظل حسين محمد الذي تخطى الـ40 عاما، يذبح الأضاحي لمن في محيطه، لا سيما الذين ضاق بهم الوقت ولم يعثروا على جزار، تلك المهنة التي تصبح الأكثر طلبا خلال اليوم الأول لعيد الأضحى، لكن الرجل وما حدث في أعقاب ثورة يناير وتأثر السياحة في مصر، صار يمتهن ذلك العمل في العيد، عسى أن يمنحه نقودا تعينه: «فبقيت في كل موسم عيد أضحى أطبع ورقة وأوزعها في كل مكان، وأروح للي عايز يتدبح جاجة مكانه وأخلصله وأروح لغيره».

تختلف قيمة ما يحصل عليه الرجل من الذبح، فالأضحية من البقر غير النوق، وهي تختلف عن الكباش والماعز، قد يحصل على ألف جنيه أو 350 جنيه من صاحب الأضحية، لكنه دوما أقل من محال الجزارة في الثمن. ويخرج من أيام عيد الأضحى بمبلغ مقبول، وقد يحصل على أموال قبل بداية العيد من ذبح لبعض الصدقات: «في ناس بيبقى عندها ندور ودبايح لله مش مرتبطة بالعيد، فبدبحلها وأسترزق، لكن دي مش شغلتي الأساسية». يعمل الرجل فرد أمن بإحدى الشركات، عمل مرهق يأكل وقته وجهده، ولأن له سنوات في ذبح الأضاحي، فقد استطاع أن يوفر لنفسه مبلغا، مكنه من فتح محل لبيع المجمدات، وهذا المحل صار لأول مرة عبارة عن مجزر صغير: «لأول مرة السنة دي، اللي عنده دبيحة يقدر يجيبهالي عندي وأدبحهاله، واللي مش عايز هروحله عادي زي ما كنت بعمل».

تعلم الرجل أصول الذبح والسلخ والتنظيف خلال طفولته، كان يذهب إلى محل جزارة للعمل به، لكنه ترك ذلك كله حين كبر حتى عمل في السياحة، لكن ما أصابها من أزمات دفعته للعودة من جديد لعمله الأول، ولخبرته الأولى في سوق العمل: «وهي ورقة بطبعها كل سنة وأوزعها في أماكن، أو أكتب على كابينة تليفون أو كهرباء، أو على حيطة، أي حاجة، وربك اللي بيرزق».

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان